تاريخ مدينة تشينغداو الصينية

اقرأ في هذا المقال


تعد تشينغداو بأنّها أحد الرئيسية في مقاطعة شاندونغ الشرقية، ويعني اسم المدينة الجزيرة اللازوردية، وتقع على ساحل البحر الأصفر في الصين، وتعد مدينة تشينغداو بأنّها ميناء بحري رئيسي وقاعدة بحرية في الصين، بالإضافة إلى أنّها مركزا تجارياً ومالياً، حيث أنّها تعتبر هي الموطن لشركات الإلكترونيات متعددة الجنسيات ويوجد فيها جسر خليج جياوزو، والذي يربط المنطقة الحضرية الرئيسية في تشينغداو بمنطقة هوانغداو.

تاريخ مدينة تشينغداو الصينية

يعود تاريخ المستوطنات البشرية في تشينغداو إلى ما يقارب 6000 عام، وعاشت في المنطقة شعوب دونجي، وهي أحد الأصول المهمة للأمة الصينية، وخلال حكم سلالة تشو الشرقية والتي كانت في عام 770 قبل الميلاد ظهرت عدد من الثقافات، وتم تأسيس مدينة جيمو، والتي كانت حينها ثاني أكبر مدينة في منطقة شاندونغ، المنطقة التي تقع فيها تشينغداو اليوم كانت  تدار من قِبل سلالة تشينغ في عام 1891 ميلادي وفي ذلك الوقت قررت إمبراطورية تشينغ أن تجعل من تسينغتاو الساحلية قاعدة دفاع ضد الهجمات البحرية وبدأت في تحسين تحصيناتها، لاحظ مسؤولو البحرية الإمبراطورية الألمانية هذا النشاط وأبلغوا عنه خلال مسح رسمي لخليج جياوزو في مايو 1897 ميلادي.

قامت القوات العسكرية الألمانية بالسيطرة على التحصينات وسيطرت عليها، أُجبرت إمبراطورية تشينغ ما قبل الصناعة المتضائلة على التنازل عن المنطقة لألمانيا في العام التالي، وامتياز خليج كياوتشو  كما أصبح معروفاً في السابق، والذي استمر تواجده منذ عام 1898 ميلادي حتى عام 1914 ميلادي والتي كانت تقع في مقاطعة شاندونغ الإمبراطورية على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة شاندونغ في شمال الصين، وكانت المباني التي تحيط به عبارة عن منازل سابقة للصيادين والمزارعين. وبعد أن باعوا ممتلكاتهم ، أعادوا بناء منازلهم وحقولهم في القرى الواقعة إلى الشرق.

كانت عملية إمدادات المياه  أمر نادر في أجزاء كبيرة من آسيا في ذلك الوقت، كان للمنطقة أعلى كثافة مدرسية وأعلى معدل تسجيل لكل فرد من الطلاب في جميع أنحاء الصين، مع مدارس ابتدائية وثانوية ومهنية تمولها الخزانة الإمبراطورية الألمانية والبعثات البروتستانتية والكاثوليكية، كما تم تأسيس المصالح التجارية مصنع الجعة جرمانيا في عام 1903 ميلادي، امتدت التأثيرات الثقافية والتجارية الألمانية إلى مناطق أخرى من مقاطعة شاندونغ، كما تم تأسيس مؤسسات تجارية.

كما تم تحديد تشينغداو من قِبل السلطات الألمانية كميناء مهم، وكان تم إدارتها من قبل الإدارة الإمبراطورية للبحرية، كما تم تأسيس البحرية الإمبراطورية الألمانية المتنامية سربها في الشرق الأقصى، وقد سمح ذلك للسفن الحربية بإجراء عمليات في جميع أنحاء غرب المحيط الهادئ وكان ذلك في عام 1898 ميلادي، مشاة البحرية الثالث، كما كان مقر سيباتيلون في تسينجتاو. في شهر أيلول من عام 1898 ميلادي بدأت عملية بناء سكة حديد جياوجي والتي استمر العمل فيها لمدة عام.

قبل قيام الحرب العالمية الأولى والتي قامت في عام 1914 ميلادي، كانت سفن القوات البحرية الألمانية تحت قيادة الأدميرال كونت فون سبي موجودة في مستعمرات وسط المحيط الهادئ في مهام روتينية، ومن التقى الأسطول بعد ذلك في جزر مارياناس للتخطيط للعودة إلى ألمانيا بدلاً من أن يُحاصر في المحيط الهادئ بواسطة أساطيل الحلفاء والذين كانوا أكثر قوة، في عام 1914 ميلادي تم الهجوم البحري البريطاني طفيف على الامتياز الألماني في شاندونغ.

في عام 1914 ميلادي  احتلت قوات الإمبراطورية اليابانية المدينة والمحافظة المحيطة بها وذلك أثناء عملية حصار تسينغتاو وذلك بعد أنّ أعلنت اليابان الحرب على ألمانيا وذلك حسب التحالف الأنجلو الياباني، اعترضت الصين على رفض اليابان حيادية، إلا أنّ الصين لم تكن قادرة على التدخل في العمليات العسكرية. تم عقد مؤتمر باريس للسلام وتم إجرى المفاوضات في معاهدة فرساي وتم إصدار القرارات بعدم استعادة الحكم الصيني على الامتيازات الأجنبية وذلك في تشينغداو بعد الحرب العظمى.

في عام 1922 ميلادي خضعت المدينة للحكم الصيني وكانت تحت سيطرة جمهورية الصين والتي تم تأسيسها عام 1912 ميلادي وذلك بعد الثورة الصينية والتي كانت في السابق وعلى الرغم من ذلك  حافظت اليابان على سيطرتها الاقتصادية على السكك الحديدية والمقاطعة، وفي عام 1922 ميلادي أصبحت المدينة بلدية خاضعة لسيطرة مباشرة من حكومة جمهورية الصين، في عام 1938 ميلادي عادت اليابان احتلال تشينغداو، وذلك بعد عام من توسيع الحرب الصينية اليابانية الثانية والتي قامت في عام 1937 ميلادي، ومن ثم قامت بعد ذلك الحرب العالمية الثانية.

تم وضع الخطط لعملية التوسع الإقليمي في ساحل الصين، عادت قوات جمهورية الصين القومية (الكومينتانغ) بعد استسلام اليابان في سبتمبر 1945 ميلادي،  في عام  1949 ميلادي وعند قيام الحرب الأهلية الصينية وقبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية الشيوعية  سيطر الرئيس ماو تسي تونغ على المدينة، تم تأسيس تطور الفضاء الحضري وذلك أثناء فترة الاحتلال الألماني في عام 1898 ميلادي، وفي عام 1898 ميلادي بدأ البناء الحضري الجماعي  مع إعادة توطين السكان الصينيين على طول الساحل، وذلك مع الانتهاء من هذه السلسلة من مشاريع البناء الضخمة مثل الأرصفة ، وخط سكة حديد محطة وأعمال القاطرة.

بدأت المدينة تتشكل وتصبح أكبر وكانت المنطقة أعلى كثافة مدرسية وأعلى معدل تسجيل لكل فرد من الطلاب في جميع مدن الصين، وذلك مع المدارس الابتدائية والثانوية والمهنية والتي كانت تمولها وزارة المالية في برلين، بالإضافة إلى البعثات البروتستانتية والكاثوليكية، في عام 1910 ميلادي ، أعاد الألمان للمرة الثانية التخطيط لمدينة تسينغتاو وتم توسيع المنطقة الحضرية السابقة أربع مرات من خلال التركيز على تطوير التجارة والتجارة، قام  زعيم الثورة الصينية في عام 1911 ميلادي  بزيارة منطقة تسينغتاو.

مع بداية عام 1914 ميلادي استمر تطوير الأراضي الحضرية وذلك خلال فترة الاحتلال الياباني الأولى، سيطر اليابانيون على مدينة تشينغداو وكانت بمثابة قاعدة لاستغلال الموارد الطبيعية في شاندونغ وشمال الصين، وكان ذلك مع تطور الصناعة والتجارة وتم بعد ذلك تأسيس منطقة مدينة جديدة وذلك من أجل  تزويد المستعمرين اليابانيين بالأقسام التجارية وأماكن المعيشة، ويشير ذلك إلى تناقض المناطق المتواجدة في الصين، حيث كان يوجد مباني متهالكة ويوجد منازل فخمة وتم بناء المدارس والمستشفيات وأصبحت المناطق أكثر تطوراً.

مع بداية عام 1938 ميلادي بدأت عملية التطوير في مدينة تشينغداو وكانت تلك الفترة هي فترة الاحتلال الياباني وسعت الحكومة اليابانية إلى وضع تخطيط للمدينة والعمل على توسعتها، لم تتمكن اليابان من عملية توسعة المدينة بشكل كبير؛ وذلك بسبب الصراعات التي كانت تعاني منها المدينة، بعد الحرب العالمية الثانية سمح حزب الكومينتانغ لمقاطعة تشينغداو بالعمل كمقر لأسطول غرب المحيط الهادئ التابع للبحرية الأمريكية وتم في عام 1918 ميلادي نقل مقره إلى الفلبين.


شارك المقالة: