تاريخ مدينة جونجو

تعتبر مدينة جونجو أحد المدن الواقعة في كوريا الجنوبية وهي العاصمة الرسمية لمقاطعة جولا الشمالية، وتعد مدينة جونجو عبارة عن قرية سياحية صغيرة، إلا أنّها من أهم المناطق السياحية في المنطقة، وتشتهر بوجود الطعام الكوري ووجود المراكز الرياضية والمهرجانات، كما تحتوي على المباني الكورية القديمة والتي تم بناؤها من خلال السلالات الكورية الحاكمة فيها قديماً.

مدينة جونجو

تتميز مدينة جونجو بمهرجان الطعام والتي تقيمها في كل عام وتقيم من خلال تلك المهرجانات مسابقات للأطعمة الكورية، فقد عُرف عن المنطقة محافظتها على الأنظمة والطبخات الكورية القديمة وقد ساعدها ذلك الحصول على العديد من الجوائز من خلال شبكة إبداع المدن التابعة لليونسكو، ومن أهم مميزاتها وجود الأطعمة الصحية الميزة، بالإضافة إلى طبيعتها الخلابة الذي ساعدها ذلك في أنّ تكون مركزاً للزوار والسياح ودعم القطاع السياحي فيها.

في السابق كانت مملكة بيكجي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من كوريا وكانت تضم مدينة جونجو، وحسب ما تم ذكره في الكتب الكورية فإنّ مدينة جونجو قد تم تأسيسها في عام 57 قبل الميلاد وقد تم تأسيسها على أراضي سوق بيكجي، في عام 660 ميلادي قامت مملكة شيللا بإرسال قواتها العسكرية وغز أراضي جونجو وأراضي بيكجي وتمكنت مملكة شيللا من السيطر عليها وفي عام 685 ميلادي تم ضمها إلى مملكة شيللا، وتم اختيارها أحد عواصم مملكة تشو، وكانت المدينة ذات أهمية كبيرة لمملكة شيلا؛ وذلك لوجود الأراضي الزراعية وتنوع الثمار فيها.

عندما حكمت مملكة شيلا أراضي جونجو قامت بالسيطرة على معظم الأراضي الزراعية فيها وقامت بفرض الضرائب بشكل مرتفع على سكانها؛ ممّا ادى إلى صعوبة عيشهم وعدم قدرتهم على دفع الضرائب وقد أدى ذلك في عام 889 ميلادي إلى قيام ثورة الفلاحين وبدأت التمردات في الانتشار في جميع أراضي مملكة شيللا، وكانت مدينة جونجو هي المقر الرئيسي للتمردات وكانت أقوى التمردات تقوم فيها، وقد أغضب ذلك مملكة شيلا والتي حاولت السيطرة على التمرد والعمل على قمعه، إلا أنّها لم تتمكن في البداية واستمرت المطالبات من سكان المدينة بإلغاء الضرائب.

في عام 892 ميلادي تولى الإمبراطور جيون هوون الحكم وقام بإعادة تسمية مدينة وانسان واختارها عاصمة لمملكة بيكجي واختار الإقامة فيها وخلال إقامته فيها بدأ بقيادة الحملات العسكرية ضد مملكة شيلا وكان يريد من خلال تلك الحملات القضاء على مملكة شيللا وقام بتدمير مدينة كوم سونغ والتي كانت في ذلك الوقت عاصمة مملكة شيلا، كما قام بقتل ملكها، في عام 927 ميلادي انهارت مملكة شيللا نتيجة الغزوات الكثيرة التي تعرضت لها، قام الإمبراطور جيون هوون ووانغ بغزو مملكة كوريو وكانت يسعى من خلال تلك الحملات السيطرة على شبه الجزيرة الكورية.

في عام 934 ميلادي قام الإمبراطور وانغ جيون بغز مملكة بيكجي ومن ثم قام بعد ذلك بعام بغزو مدينة جونجو والتي أعلنت استسلامها ووقعت تحت حكمه، وقعت مدينة جونجو بعد ذلك تحت حكم مملكة كوريو وبدأت المدينة خلال تلك الفترة بالتقدم والازدهار وعاشت في حالة من السلام لفترة طويلة وأصبحت من أقوى المدن الكورية اقتصادياً خلال تلك الفترة، في عام 1182 ميلادي حرضت الحكومة المركزية في كوريا مجموعة من الفلاحين المتمردين على السيطرة على المدينة، وبالفعل تمت عملية تمرد من قبلهم وتمكنوا من السيطرة على المدينة، إلا أنّ التمرد لم يستمر طويلاً وتم قمعه.

في عام 1392 ميلادي قامت مملكة جوسون بخوض صراع ضد مملكة كوريو وتمكنت مملكة جوسون من تحقيق النصر في ذلك الصراع والتي قامت فيما بعد بالسيطرة على جميع الأراضي التي كانت تحت سيطرت مملكة كوريو ومن بين تلك الأراضي كانت مدينة جونجو، كانت مملكة جوسون تنظر إلى مدينة جونجو بأنّها هي الموطن الأول لأجدادها ولا بد لها من المحافظة عليها، وخلال فترة حكم مملكة جوسون أصبحت مدينة جونجو هي عاصمة مقاطعة جولا وتم خلال تلك الفترة من إعادة تنظيمها، ويوجد في المدينة الكثير من الكتب المنسوخة والتي تخص مملكة جوسون.

في عام 1894 ميلادي تعرضت المدينة لثورة الفلاحين وتمكنوا من السيطرة عليها وفي عام 1910 ميلادي وقعت كوريا تحت الحكم الياباني، وعندما دخلت القوات العسكرية الكورية إلى مدينة جونجو قام بتدمير الجدران القديمة فيها والتي تعد هي أساس أجدادهم، من أشهر الآثار القديمة فيها والتي تعود إلى أجدادهم من مملكة جوسون وذلك حسب ما يذكره سكان المدينة هي بوابة يونغنام ولا تزال البوابة موجودة في وقتنا الحالي، في عام 1925 ميلادي أصبح عدد سكان المدينة يزداد بشكل كبير، وفي عام 1935 ميلادي تم منح المدينة لقب المدينة الحضرية.

لعل الصراعات التي كانت قائمة بين الممالك التي كانت حاكمة في جنوب شرق آسيا خلال تلك الفترة على مدينة جونجو، هو اختلاف الممالك على أحقية حكم المدينة بينهم، حيث كانت كل مملكة ترى أنّ أجدادهم كانوا يقيمون في تلك الأراضي وأنّ لهم الأحقية في حكمها دون عن غيرهم، بالإضافة إلى تميز المنطقة بالهدوء وبعدها عن الصراعات ووجود الغابات الكثيفة فيها، وعلى الرغم من السلام الذي كانوا يعيشه سكانها، إلا أنّهم تعرضوا من الصراعات بين الملوك من أجل حكمهم.

في عام 1945 ميلادي تمت عملية تقسيم أراضي كوريا وذلك بعد قيام الحرب الكورية وعلى الرغم من أنّ مدينة جونجو لم تكن ضمن الصراع القائم بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، إلا أنّها تعرضت للكثير من الدمار وتم قتل عدد كبير من سكانها وكانت تعد مجزرة بحق سكانها، في عام 1863 ميلادي تم منح مدينة جونجو الحدود الخاصة بها وأصبحت خلال تلك الفترة من أكثر المدن الصناعية في كوريا الجنوبية، حيث أنّها اشتهرت بالصناعات الثقيلة، بالإضافة إلى وجود البنية التحتية القوية فيها وعدا عن المعالم السياحية التاريخية المهمة والتي تتحدث عن عدد الممالك التي حكمت مدينة جونجو.

تعرف المدينة بوجود المصانع فيها ومن أشهرها مصنع النبيذ والذي يقال فيها احتفال كل عام للاحتفال بصنع النبيذ، وقد ساعد الموقع المميز للمدينة ووجود الغابات الكثيفة والآثار القديمة والتي يعود تاريخها إلى فترات قديمة إلى جعل المدينة مميزة ومحط أنظار السياح من جميع أنحاء العالم، كما عُرف شعبها حبهم لطبخ الأطعمة الصحية وإقامتهم مهرجانات كل عام للاحتفال في تلك المناسبة وأهم ما يميزها السلام الكبير الذي تتمتع به.

تعد مدينة جونجو من أهم المدن السياحية في كوريا الجنوبية وسب ما ذكرته كتب التاريخ الكورية فأنّه تم تأسيسها في القرون ما قبل الميلاد ووقعت تحت حكم مملكة شيللا ومملكة كوريو ومملكة جوسون.