تقع مدينة داليان في جنوب الصين وهي جزء من مقاطعة لون غوانغ شينغ الموجودة في شمال شرق الصين، وتتكون المقاطعة من عدة مدن والتي تم إعادة دمجها في عام 1951 ميلادي، تقع في جنوب شبه جزيرة لاندنغ، ويوجد فيها ميناء جيد للمياه العميقة، كما تتمتع بموقع استراتيجي، حيث أنّها مفتاح مدخل بو هاي ومدخل البحري المؤدي إلى تيانجين.
مدينة داليان الصينية
في القديم كانت مدينة داليان عبارة عن ميناء دخول إلى جنوب منشوريا، وعند بداية القرن الثاني قبل الميلاد قام المستوطنون الصينيين باستخدامه نقطة انطلاق لهم في غزواتهم البحرية، في عام 206 قبل الميلاد بدأ حكم سلالة هان والتي بدأت حملاتها البحرية في شمال كوريا وفي القرن السابع ميلادي وعند بداية عام 618 ميلادي تولت سلالة تانغ الحكم، وبدأت بعد ذلك حملات القرن السابع، ومع بداية القرنين الخامس عشر والسادس عشر ميلادي بدأ حكم سلالة مينغ، وأصبحت مدينة داليان ميناء للمستوطنات الصينية في منطقة لياودونغ.
في عام 1633 ميلادي سيطر المانشو على أراضيها وتم اختيارها مقراً لقوات دفاع ساحلية خلال حكم سلالة تشينغ، وفي عام 1878 ميلادي تم اختيارها قاعدة لأسطول المحيط الشمالي، والتي تعد أول قوة بحرية حديثة في الصين وتم فيما بعد إعادة تحصينها، في عام 1894 ميلادي قامت الحرب الصينية اليابانية ووقعت المدينة تحت سيطرت اليابان، استأجرتها اليابان حسب معاهدة شيمونوسيكي التي تم من خلالها إنهاء الحرب، على الرغم من ذلك بقيت الدول الغربية تتدخل بها وتم فيما بعد إرجاعها إلى الصين، وقعت المدينة تحت سيطرت روسيا، وقد كانت روسيا تسعى السيطرة على ميناء لا يوجد فيها جليد مطل على المحيط الهادئ.
تاريخ داليان القديم
في عام 1897 ميلادي سيطرت ألمانيا على أراضي كياوتشو والتي تقع على الجهة الجنوبية من شبه جزيرة شاندونغ، في عام 1898 تمكنت روسيا من الحصول عقد إيجار في شبه جزيرة لياودونغ وقاموا في بناء خط سكة حديد التي تربط بالسكك الحديدية الصينية الشرقية في هاربين في مقاطعة هيلونغجيانغ مع سكة حديد في سيبيريا، قامت روسيا ببناء قاعدة بحرية شديدة التحصين لأسطولهم في المحيط الهادئ في بورت آرثر، وقاموا في تطوير ميناء تجاري بالقرب من مدينة داليان، في عام 1903 ميلادي تم إكمال بناء خط السكك الحديدية الواصلة إلى هاربين.
في عام 1904 ميلادي قامت الحرب الروسية اليابانية، كانت اليابان تسعى السيطرة على بورت آرثر، في عام 1904 ميلادي سار الجيش الياباني إلى شبه جزيرة لياودونغ وسيطر على ميناء داليان، في عام 1905 ميلادي انسحبت القوات العسكرية الروسية من قاعدتها العسكرية الموجودة في بورت آرثر وقام اليابانيون بإعادة تسميتها باسم ارجوان وتم عقد معاهدة بورتسموث والتي تم من خلالها إنهاء الحرب، وقامت اليابان ببناء قاعدة عسكرية بحرية في منشوريا والتي امتدت إلى شمال الصين وكانت القوات اليابانية تسيطر على تلك المنطقة لفترة طويلة.
في عام 1945 ميلادي تم عقد مؤتمر يالطا والذي تم من خلاله وضع خطة لاسترجاع إقليم لياودونغ إلى الاتحاد السوفيتي وذلك بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وحسب معاهدة الصداقة والتحالف الذي تم عقده في موسكو بين الصين والاتحاد السوفيتي، تم الاتفاق على استخدام قاعدة بورت آرثر قاعدة بحرية بشكل مشترك من قبل الصين والاتحاد السوفيتي لمدة 30 عاماً، إلا أنّ الاتحاد السوفيتي سيكون مسؤولاً عن أراضيه وسيطر الجيش الروسي على شبه الجزيرة، إلا أنّه لم يتمكن من السيطرة على ميناء ديرين.
تاريخ داليان الحديث
في عام 1955 ميلادي قام الاتحاد السوفيتي بسحب قواته العسكرية من أراضي لوشون، والتي أصبحت فيما قاعدة بحرية صينية مهمة، وقامت الدول الأوروبية بضم المدينة إلى خطوطها البحرية، في عام 1898 ميلادي قامت روسيا بعقد إيجار في شبه جزيرة لياودونغ، وكان اهتمامهم في البداية على بناء القاعدة البحرية الصينية في بورت آرثر؛ وذلك من أجل أنّ تكون مقر لأسطولهم العسكري في المحيط الهادئ، واختاروا أيضاً مدينة صغيرة في شبه الجزيرة وقاموا ببناء ميناء فيها لتكون ميناء تجاري لهم، كما قاموا ببناء الأرصفة والأمواج.
في عام 1904 ميلادي ومع انتهاء الفترة الأولى من الحرب الروسية اليابانية أصبحت شبه جزيرة لياودونغ تحت السيطرة اليابانية وذلك بعد أنّ كانت تحت السيطرة الروسية وقامت الحكومة اليابانية بإعادة تسميتها وقاموا بتطويرها، في عام 1931 ميلادي عادت المدينة تحت السيطرة الصينية وأصبحت تحتوي على ميناء تجاري كبير ويقال أنّ حجمه يضاهي حجم شنغهاي.
عندما كانت المدينة تحت السيطرة اليابانية أصبحت مركزاً صناعياً كبيراً وتم تأسيس مصانع المواد الكيميائية، كما تم تأسيس مصانع القطن والنسيج، في عام 1901 ميلادي تم الانتهاء من بناء سكة الحديد في جنوب منشوريا، كما تم بناء سكك حديدية ضخمة لتزويد القطارات وعربات السكك الحديدية لخطوط في شمال الصين وكوريا، كما تم تطوير صناعة بناء الآلات بشكل كبير وذلك من خلال بناء مصنع تابع لشركة داليان، واهتموا في تلك الفترة ببناء السفن، ومع بداية عام 1941 ميلادي أصبح الميناء ينتج عدد كبير من السفن.
بعد نهاية الحرب سيطر الاتحاد السوفيتي على شبه جزيرة لياودونغ، تعرضت المدينة لعملية السرقة والنهب وكانت أقل خطورة من معظم مدن منشوريا الأخرى، كما تم دمج عدد من المقاطعات وأدى ذلك إلى توسيع أراضي المدينة وزاد عدد سكانها بشكل كبير، في عام 1981 ميلادي تم عملية تحديث وتوسيع مرةً أخرى وتم إعادة تسمية مدينة داليان باسمها مرةً أخرى، في عام 1950 ميلادي بدأت المدينة بالنمو الاقتصادي بشكل سريع، وفي عام 1984 ميلادي تم اختيار مدينة داليان من بين المدن المفتوحة في الصين في حيث المستوى الاقتصادي والسياسي، وأدى ذلك إلى زيادة تطور تطور المدينة.
وزادت أهميتها كونها قاعدة لبناء السفن والقاطرات، كانت مدينة داليان مصنع الإلكترونيات والكيماويات والمنتجات البترولية والمنسوجات، وأصبحت مدينة تحتوي على شركات تكنولوجية كبيرة، وتعد مدينة داليان من أكثر المدن الصينية التي تحتوي على الموانئ الكثيرة والتي كانت مركز للصيد وقامت الصين بعد ذلك ببناء المطارات والتي تربط تجارتها مع اليابان وكوريا، في عام 1904 ميلادي تم تأسيس عدد من الجامعات في مدينة داليان واشتهرت تلك الجامعات على مستوى العالم، وقد ساعد وجود مصائد البحرية على تطوير إنتاج المأكولات البحرية وتم بناء مجموعة من المطاعم البحرية وساعدها ذلك على أنّ تكون مدينة سياحية في الدرجة الأولى.
تعد مدينة داليان أحد اهم المدن الصينية الساحلية والتي تحتوي على وجود الموانئ الكثيرية والتي ساعدتها على تنشيط تجارتها البحرية، كما تم ربط المطارات في مدينة داليان والتي تربط بين الصين وكوريا واليابان.
