تحتل مدينة دايجون المرتبة الخامسة في كوريا الجنوبية من حيث أكبر المدن فيها، وتقع في الأراضي الغربية من كوريا الجنوبية يوجد في جانبها مجموعة من التلال الحرجية، وتشتهر المدينة بوجود المؤسسات التكنولوجية، كما يوجد فيها عدد كبير من الأنهار والينابيع عُرف عنها الطبيعة الخلابة، وتحتفل كل عام بمناسبة يوم الطبيعة.
مدينة دايجون
تقع مدينة دايجون إلى جانب مدينة سيول ومدينة سيجونغ، هي مراكز إدارة جماعية لكوريا الجنوبية، يوجد فيها المراكز الكورية للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى وجود عدد من الجامعات الوطنية ومنها جامعة تشونغنام الوطنية، كما يوجد فيها معهد البحوث الحكومية ومراكز البحث والتطوير العالمية، والتي تقع في مدينة دايديوك العلمية بالمدينة، سيطر عليها الإنسان منذ العصر الحجري، وكانت ديجون عبارة عن مجموعة من القرى الصغيرة الواقعة على ضفاف النهر، على الرغم من أنّ المنطقة كانت لها درجات متفاوتة من الأهمية الاستراتيجية اعتمادًا على الفترة في التاريخ، إلا أنها كانت غير مطورة إلى حد كبير حتى استخدامها كمحور للسكك الحديدية من أوائل القرن العشرين، خلال فترة الاحتلال الياباني.
قامت الحكومة الكورية بنقل الوظائف الإدارية من مدينة سيول إلى مدينة دايجون ويوجد في مجمع دايجون معظم الوظائف الحكومية، وقد أدى ذلك إلى زيادة عدد السكان فيها، في عام 1986 ميلادي استضافت المدينة دورة الألعاب الآسيوية، تقع مدينة دايجون في واد منخفض به ثلاثة أنهار رئيسية تتدفق في النهاية إلى البحر الأصفر عن طريق نهر جيوم، خلال العصر الحجري أقام الإنسان في مدينة دايجون، تم احتلالها واستخدامها كأرض عسكرية استراتيجية، خلال قيام مملكة جوسون، كانت منطقة دايجون تُعرف تاريخياً وهو مصطلح كوري أصلي يشير إلى حقل كبير، خلال عهد مملكة جوسون وفي القرن التاسع عشر ميلادي تم ضمها إلى مملكة شيلا.
تاريخ دايجون القديم
في القدم كانت مدينة دايجون عبارة عن قرية صغيرة ليس فيها عدد سكان كبير، في عام 1905 ميلادي بدأت سكة حديد السير من سيول إلى بوسان، في عام 1926 ميلادي تحت حكم الحكومة اليابانية، تم بناء سكة حديد هونام بين موكبو ودايجون، وقد ساعد ذلك في جعلها من أهم المراكز التجارية والنقلية، أصبحت خطوط السكك الحديدية تحت حكم اليابان، تم تأسيس المدينة على أساس النظام الياباني، وبدأ كثير من الشعب الياباني الاستقرار في مدينة دايجون والذين انتقلوا من مدنهم إلى دايجون؛ كونها كانت مدينة تتصف بالهدوء وتتبع النظام الياباني في حكمها.
حسب ما تم ذكره في الكتب اليابانية، فأنّ مدينة دايجون كانت تحتوي على الينابيع الكثيرة وقد ساعد ذلك الإنسان القديم الإقامة فيها والحصول على مصدر رزقه من خلال الأنهار الكثيرة، حيث تم العثور على البيوت الخشبية والتي تدل على أنّ الإنسان كان يقيم على ضفاف النهر وكان يقوم بصيد الأسماك للحصول على قوت يومه، وأقاموا فيها عدد من القرى الصغيرة وقد ساعدهم وجود الطبيعة الخلابة والوفرة فيها على الإقامة فيها لفترة طويلة.
تم إجراء عدد من الدراسات السكانية والتي أثبتت أنّه في عام 1928 ميلادي كان معظم سكان مدينة دايجون من الشعب الياباني وكما ما تم ذكره أنّه كان لها تأثير ثقافي وسياسي على الشعب الياباني، حيث تم الذكر في الكتب اليابانية بأنّ الشعب الياباني الذي أقام في مدينة دايجون خلال فترة الاستعمار الياباني فيها كانوا يتحدثون اللغة السائدة في المدينة وكانوا يتبعون العادات والثقافات الدارجة فيها وعندما انتهى الحكم الياباني فبها لم يتخلوا عن لغتهم وثقافتهم ونقلوا ذلك إلى أبنائهم، وفي عام 1932 ميلادي وعند قيام الحرب الكورية تم نقل عاصمة تشونغنام من مدينة كونجغا إل مدينة دايجون.
منذ القدم كانت مدينة دايجون عبارة عن مسرح للصراعات وقامت فيها عدد كبير من الحروب ومن أشهرها معركة تايجون، وتمكن علماء الآثار من العثور على مقابر جماعية تعود إلى تاريخ قديم من تاريخ تأسيس المدينة ويقال أنّ العدد الكبير من الموتى في تلك المقابر تم قتلهم على يد الشرط الكورية أثناء قيام التمردات في المدينة، وكانت تلك الفترة كوريا تحت حكم بريطانيا وكانت الحكومة البريطانية قد أصدرت قرار بقتل كل من يقوم بقيادة تمرد ضد الحكم البريطاني في الأراضي الكورية.
تاريخ دايجون الحديث
بدأت بعد ذلك عمليات التغيرات في المدينة، حيث قامت الحكمة التي تديرها بتغير اسمها، كما قامت بوضع حدود خاصة بها تفصلها عن باقي المدن الكورية من حيث النظام الحكمي والسياسي والإداري، وفي عام 1983 ميلادي تم إجراء تعديل حدودي على أراضيها وتم ضم مدينة دابويوك لها، وفي عام 1995 ميلادي تم فصل المدينة بشكل نهائي وأصبحت منفصلة في حكمها عن الحكومة الكورية وأرادت بذلك في أنّ تحافظ على اقتصادها وأمنها الداخلي، قامت الحكومة الكورية فيما بعد بإطلاق اسم المدن على كافة المقاطعات الموجودة في كوريا الجنوبية.
أصدرت الحكومة الكورية بعد ذلك قرار والذي تضمن نقل أعمال الحكومة الوطنية من مدينة سول إلى مدينة دايجون، وتم افتتاح مجمع حكومة دايجون بعد ذلك وكان المجمع يحتوي على عدد من المكاتب الجمركية والتجارة وكما كان يوجد فيها مراكز الشرطة والقوات العسكرية، بالإضافة إلى مكتب القات العسكرية البحرية، وكانت الحكمة الكورية تدير أعمالها العسكرية البرية والبحرية من خلال مجمع دايجون، وقد أدى ذلك إلى زيادة الأهمية الإقليمية للمدينة، كما كانت تحتوي على مراكز للتصدير والاستيراد والتي كان لها دور كبير في تقوية الاقتصاد الكوري والمحافظة عليه.
أدت الصفات الحسنة التي تتصف فيها المدينة إلى جعلها مدينة ذات كثافة سكانية كبيرة وأهم المراكز الحكومية في كوريا، وتمتعت مدينة سيجونغ بالحكم الذاتي خلال ذلك الوقت والتي كانت تعد أيضاً من أهم المدن الحكومية إلى جانب مدينة دايجون وكانت تحتوي على عدد كبير من المراكز الحكومية والتي تم نقلها إلى دايجون، بدأت المدينة في عملية التطوير الاقتصادي والإداري وقامت بعملية الإصلاح الاقتصادي وحسنت البنية التحتية، كما قامت ببناء السكك الحديدية، وقد ساعدت تلك الأمور على تحسين التجارة الخارجية والداخلية فيها.
كما أنّها اتصفت بمركز الفنون والتكنولوجيا ف كوريا الجنوبية، حيث أنّها كانت تحتوي على عدد من المراكز العلمية المهمة والوحيدة في المنطقة، ولعل الأهمية الكبيرة التي اتصفت فيها المدينة ووجود الكثير من المراكز؛ هو وقوعها تحت الاستعمار الياباني لفترة من الزمن وسعي الحكومة اليابانية إلى إعادة تحسينها والعمل على ازدهارها ونقل جزء من الشعب الياباني إليها ذلك بعد أنّ تقوم بضمها إلى الحكومة اليابانية.