تقع مدينة قندهار في جنوب وسط أفغانستان، تقع على سهل بجانب نهر ترانك، كما أنّها المركز التجاري الرئيسي لجنوب أفغانستان وتقع عند تقاطع الطرق السريعة من مدينة كابول ومدينة هيرات ومدينة كويتا، كما يوجد فيها مطار دولي، ويتم استخدامه للرحلات الداخلية فقط.
مدينة قندهار الافغانستانية
ترجع أهمية مدينة قندهار الاستراتيجية والتجارية في موقعها إلى الطرق الرئيسية عبر مدينة هرات إلى آسيا الوسطى والتي تربطها بمدينة كابول والهند ولها تاريخها الطويل من الفتوحات وإعادة التأسيس الكثيرة تم تضمين المدينة في الإمبراطورية الأخمينية من قبل داريوس الأول، وأخذها الإسكندر الأكبر في عام 329 قبل الميلاد واستسلم من قبل سلوقس الأول إلى شاندرا غوبتا في عام 305 قبل الميلاد وتم تكريمها فيما بعد بنقش صخري باللغتين اليونانية والآرامية من قبل حفيده أشوكا، خلال فترة الحكم الإسلامي كانت مدينة قندهار تحت سيطرت العديد من الحكام العرب والفرس والترك والمغول.
عند بداية القرن السابع ميلادي سقطت تحت حكم العرب وفي القرن التاسع ميلادي وقعت تحت حكم سلالة الصفار وفي القرن العاشر ميلادي وقعت تحت حكم السلالة الغزنوية، تم تدمير قندهار من قبل الغازي المغولي جنكيز خان ومرة أخرى على يد الفاتح التركي تيمور تيمورلنك، في القرن السادس عشر ميلادي سيطرت عليها سلالة المغول والفرس سيطروا عليها في القرن السابع عشر ميلادي، وفي عام 1747 ميلادي أصبحت أول عاصمة لأفغانستان الموحدة، من عام 1839 ميلادي سعى البريطانيون للسيطرة على المنطقة ولكنهم لم يتمكنوا.
في عام 1880 ميلادي قامت الحرب الأنغلو أفغانية الثانية والتي استمرت حتى عام 1878 ميلادي، لم يكن التاريخ اللاحق لقندهار أقل حافل بالأحداث، أثناء قيام الحرب الأفغانية، كانت قندهار مسرحاً لقتال شرس متقطع بين المتمردين الأفغان المجاهدين وقوات الغزو السوفياتي، منذ بداية عام التسعينيات حتى عام 2001 ميلادي حيث كانت المدينة تحت سيطرت طالبان وتعد فصيلة طالبان أحد الفصائل الإسلامية التي سيطرت على جزء كبير من أراضي أفغانستان وكان مقرها في الأراضي الافغانستانية.
في عام 2001 ميلادي قامت حرب أفغانستان كانت مدينة قندهار منطقة انطلاق للضربات العسكرية الأمريكية ضد طالبان والمسلحين الإسلاميين الآخرين وفي عام 2021 ميلادي، غادرت القوات الأمريكية مطار قندهار بعد تسليم السيطرة عليه إلى الحكومة الأفغانية.
يعد سكان مدينة قندهار الحديثة كما في القرى المجاورة هم في الغالب من البشتون من قبيلة الدراني مع بعض سكان غليزان وكاكاي المتحدثين بالفارسية، تعد مدينة قندهار إلى جانب مدينة بيشاور باكستان وتعد واحدة من مدينتين عظيمتين في البشتون، وهي مركز صيغة الصوت الناعم لغتهم، والتي تسمى الباشتو على عكس لغة باختو الأصعب في بيشاور.
تاريخ مدينة قندهار
تقع مدينة قندهار الحديثة إلى الجهة الغربية من المدينة القديمة التي بناها الحاكم الأفغاني أحمد شاه دوراني وفي عام 1722 ميلادي تم اختيارها عاصمة لها، على الرغم من بقاء أجزاء قليلة فقط من الجدار الطيني العظيم الذي كان يحيط بهذه المدينة القديمة، إلا أنّه لا يزال من الممكن تمييز مخططها الهندسي وشكلها المستطيل في الزاوية الشمالية الشرقية يقف الضريح المهيمن لأحمد شاه دوراني ويعد المحاولة الوحيدة للهندسة المعمارية الكبيرة في المدينة، وتتميز بقبتها المذهبة الجميلة والمقابر الصغرى الاثني عشر لأطفال أحمد شاه دوراني المتجمعة حولها، تحتوي على بعض النقوش المنقوشة المنقوشة بشكل جيد والمطعمة بالفضة، ويوجد بجانبه مسجد الخرقة الذي يقال أنه يحتوي على عباءة النبي محمد.
تمتد على طول منحدرات سلسلة من التلال الصخرية وإلى السهل عند سفحها، توجد أطلال قندهار القديمة، كما أنّ المدينة السابقة التي نهبها الفاتح الإيراني نادر شاه والتي قام بنهبها في عام 1738 ميلادي من أعلى التلال قلعة صغيرة تطل على الأنقاض نصف المدفونة داخل أسوارها توجد حديقة بابا والي وضريح شهير لا يزال يجتذب الحجاج على الوجه الشمالي الشرقي الحاد للتل وكما قام ببناء إمبراطوريته على شكل أشكال هندسية، تعد المنطقة المحيطة بمدينة قندهار عبارة عن أراضي زراعية مروية، وتعد عملية معالجة الأغذية صناعة مهمة في المدينة، حيث يوجد فيها مصانع نسيج وخاصة صناعة الصوف.
من أهم صادرات مدينة قندهار هو تصدير الفاكهة، حيث أنّ قندهار تشتهر كثيراً بزراعة الفواكة بشكل كبير، ومن أهم منتجاتها الزراعية هي العنب والبطيخ والرمان، كما تقوم بتصدير القطن وبذور الكمون والأسافيتيدا.
معركة قندهار
في عام 1880 ميلادي قامت معركة قندهار وتمكنت بريطانيا من تحقيق نصر حاسم في الحرب الأنجلو أفغانية الثانية بعد هزيمتهم من قبل القوات الأفغانية في معركة مايواند، تراجعت القوات البريطانية وتم حصارها في قندهار، كان اللواء السير فريدريك روبرتس قائد القوات البريطانية في كابول خلال ذلك الوقت وكانت مهمته تخفيف الحصار واستعادة هيبة الإمبراطورية البريطانية، وقد جعله النصر بطل قومي في أفغانستان.
بدأت الحامية البريطانية بتعزيز قواتها العسكرية في قندهار ووضعت دفاعات المدينة وصمدت ضد جيش أيوب خان، غادر روبرتس كابول ليبدأ مسيرته الشهيرة إلى قندهار، سار جيشه في حرارة الصيف الكاملة على أرض وعرة مع مجموعة كاملة من أدوات القتال، خلال ذلك الوقت كان الجنود يمرضون كل يوم، وحتى القائد روبرتس لم يكن محصناً بما فيه الكفاية، ويحتاج إلى الانجرار على القمامة في الأيام القليلة الأخيرة من المسيرة.
وصل روبرتس بعد ذلك إلى قندهار، في أقسى الظروف التي يمكن تخيلها لم يكن هناك راحة للقوات؛ وذلك لأن المعركة بدأت في صباح اليوم التالي بقصف مدفعي لمواقع خان، تبع ذلك مقاتلو المرتفعات الذين يقاتلون في طريقهم شمالاً قرية تلو الأخرى وكانت هناك عملية عسكرية قائمة في المناطق الجنوبية ومع منتصف النهار تقاربت القوتان في المعسكر الأفغاني وتقدم اللواء الثالث لدعم ذلك الهجوم.
بدأ الجيش البريطاني بالتعب وكان يتوقع بأنّ يخوض صراعاً عنيفاً لكن مع انتقالهم إلى المعسكر، وجدوا أنّ الأفغان قد اختفوا في تلال هرات تاركين وراءهم مدفعيتهم ومعظم إمداداتها، أصبحت أفغانستان بعد ذلك تحت السيطرة البريطانية، عاد روبرتس إلى منزله لتلقي شكر البرلمان والعديد من الأوسمة والتكريمات وقد تعرضت بريطانيا خلال تلك الحرب للكثير من الخسائر ومات عدد كبير من جنودها والذين كان معظمهم من الجيش البريطاني والجيش الأفغاني.
تعد مدينة قندهار بانّها أحد المدن الأفغانستانية ولها تاريخ قديم وأهم ما تتميز فيها؛ هو وجود المباني الهندسية والتي تم بناؤها فيها من قِبل السلالات التي حكمتها، كما أقامت فيها حركة طالبان الإنفصالية والتي خاضت حرباً طويلة ضد الدول الغربية وكما تعرضت قندهار إلى الحكم البريطاني وقامت فيها معركة قندهار وعدد من الصراعات وأكثر ما تشتهر فيه هو زراعة المنتجات الزراعية ومن أهمها زراعة العنب والرمان.