تاريخ مدينة مانيلا الفلبينية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة مانيلا هي عاصمة الفلبين وهي ثاني أكبر المدن في الفلبين، وتعتبر من أكثر المدن كثافة سكانية في جنوب شرق آسيا، كما يوجد فيها ميناء رئيسي والذي يعد المركز الاقتصادي الأول للمدينة.

مدينة مانيلا الفلبينية

في نهاية القرن السادس عشر ميلادي كانت مدينة مانيلا مستوطنة محاطة بأسوار قام حاكمها بفرض رسوم جمركية على جميع التجارة التي تمر عبر نهر باسيج، دخل الغزاة الأسبان تحت قيادة ميغيل لوبيز دي ليجازبي أول حاكم عام إسباني للفلبين إلى مصب النهر عام 1571 ميلادي وقاموا بتدمير المستوطنة وأسسوا مدينة حصن إنتراموروس مكانها.

أصبحت مدينة مانيلا عاصمة المستعمرة الإسبانية، حيث إن خارج أسوار المدينة كانت تقف بعض القرى المتناثرة كل منها يحكمها زعيم محلي وكل منها تتمحور حول سوق، مع تأسيس الحكم الاستعماري الإسباني تم بناء الكنائس بالقرب من الأسواق، حيث كان تركيز السكان أكبر فيها، وبدأت بالتوسع نحو الجنوب والشمال والشرق.

بدأ انتشار الكاثوليكية الرومانية مع الراهب الأوغسطيني أندريس دي أوردانيتا الذي رافق الرحلة الاستكشافية عام 1571 ميلادي، وقاموا بتأسيس الكنائس والأديرة والمدارس، في 1574 ميلادي تم تعميد مانيلا بتفويض من إسبانيا والفاتيكان باعتبارها المدينة المتميزة والولاء على الإطلاق وأصبحت مركزاً للكاثوليكية وكذلك للفلبين.

الأحداث التي وقعت على مدينة مانيلا

  • تعرضت مدينة مانيلا في فترات مختلفة لتهديد خطير وفي بعض الأحيان احتلال من قبل قوى أجنبية، تم غزوها من قبل الصينيين في 1574 ميلادي وداهمها الهولنديون في منتصف القرن السابع عشر ميلادي.
  • في عام 1762 ميلادي خلال حرب السنوات السبع، سيطرت بريطانيا على المدينة وفي عام 1763 ميلادي تم عقد معاهدة باريس والتي تم من خلالها إعادة المدينة إلى إسبانيا، في عام 1832 ميلادي أصبحت مدينة مانيلا مدينة تجارية.
  • مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي قامت الثورات في مدينة مانيلا ضد الحكم الإسباني؛ وذلك بسبب إعدام الفلبيني خوسيه ريزال في المدينة، وفي عام 1896 ميلادي قام تمرد كبير، خلال الحرب الإسبانية الأمريكية تم هزيمة الأسطول الإسباني في خليج مانيلا في 1898 ميلادي.
  • خلال فترة حكم الولايات المتحدة الأمريكية بدأت التحسينات الاجتماعية والاقتصادية في المدينة، شجعت سياسة الولايات المتحدة الاستقلال السياسي الفلبيني التدريجي وللمساعدة في تحقيق هذا الهدف، خلال الحرب العالمية الثانية تمكنت دول الحلفاء من استعادة السيطرة على مانيلا بالفلبين، عند اندلاع الحرب العالمية الثانية تم إعلان مانيلا كمدينة مفتوحة ووقعت تحت حكم اليابان في عام 1942 ميلادي وتعرضت المدينة للدمار خلال تلك الفترة.
  • في عام 1946 ميلادي كانت مدينة مانيلا في حالة من الفوضى، وتم اختيارها عاصمة جمهورية الفلبين المستقلة حديثاً، أعيد بناء المدينة بسرعة مع ذلك بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية تم إحداث تغيير كبير في مظهره من خلال التصنيع.
  • في عام 1948 ميلادي تم اختيار مدينة كويزون الضاحية كموقع لعاصمة وطنية جديدة ولكن في عام 1976 ميلادي أصبحت مدينة مانيلا من جديد العاصمة والمقر الدائم للحكومة الوطنية.
  • مع بداية القرن العشرين ميلادي بدات مدينة مانيلا بالتطور والتقدم؛ وأدى ذلك إلى جعلها مركز اقتصادي رئيسي في منطقة المحيط الهادئ، وعلى الرغم من ذلك حيث أدى التوسع فيها تسبب إلى التلوث والازدحام المروري والاكتظاظ، وعلى الرغم من محاولة الحكومة الفلبينية الحد من تلك المشاكل إلا أنّها ما زالت مستمرة.

تاريخ مدينة مانيلا القديم

تعد مدينة مانيلا هي واحدة من أقدم مدن جنوب شرق آسيا ويقال أنّها أقدم من مدينة طوكيو، حيث يعود مدينة مانيلا تاريخها إلى عام 1571 ميلادي، على الرغم من أنّ الجُزر الفلبينية كانت مأهولة لأول مرة منذ آلاف السنين قبل العصر المسيحي، إلا أنّ علماء الآثار يقدرون تأسيس الثقافة الفلبينية في حوالي 500 ميلادي، تمتع مدينة مانيلا بنظام الحكم والكتابة الخاص بهم قبل فترة طويلة من قدوم الإسبان، إلا أنّه خلل الحروب تم تدمير وحرق أجزاء كبيرة من المراكز التعليمية القديمة.

يمكن اعتبار مملكة نامايان بمثابة مقدمة لمترو مانيلا الحديثة مع عاصمتها سابا، والتي تسمى اليوم باسم سانتا آنا تضم مقاطعة نامايان في وقتنا الحالي مدينة مانيلا ومدينة ماندالويونغ وسان خوان ومدينة ماكاتي ومدينة باساي ومدينة باتيروس ومدينة تاجويج ومدينة باراك، في القرن الثالث عشر ميلادي تم التخلي عن أميرة نامايان للزواج من وريث إمبراطورية مادجاباهيت الجاوية وحكمت فيما بعد الإمبراطورة ساسابان.

ساعدت الحفريات الأثرية حول كنيسة سانتا آنا في الكشف عن النسيج الاجتماعي لمدينة مانيلا ما قبل الإسبانية، شكلت الزراعة الجماعية أساس المجتمع الزراعي الذي تطور من مجتمعات الصيد وجمع الطعام السابقة، مع مرور الوقت تطورت المناطق فيما بعد وأصبحت مدينة تجارية مع الصين ومع بعض مدن قارة آسيا.

خلال تأسيس الإمبراطورية الصينية حاولت السيطرة على التجارة في جنوب شرق آسيا وقامت بخوض عدد من الصراعات من أجل السيطرة على مدينة مانيلا، وفي ذلك الوقت خات سلالة هان الصينيية الحاكمة الصراعات ضد سلالة وو ووقعت المدينة تحت الحكم الصيني لفترة طويلة ومن ثم تم حكمها من قِبل السلالات الحكمة في الفلبين.

في عام 1898 ميلادي انتهى الحكم الإسباني في الفلبين، وذلك بعد قيام التمردات والثورات بعد مدينة مانيلا، بعد إعلان الحرب على إسبانيا؛ وذلك بسبب الأحداث في كوبا قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مبادرات ودية تجاه أجوينالدو، ولكن بعد الانتصار للثوار الفلبينيين وقعت الولايات المتحدة الأمريكية معاهدة مع إسبانيا، شنت القوات الفلبينية الأعمال العدائية ضد المستعمرين الجدد وذلك بعد تعرضها للخيانة واستمرت بالحرب.

خلال الحرب العالمية الثانية وعندما كانت مدينة مانيلا واقعة تحت الحكم الياباني خضعت المدينة لأهوال الحرب، ومع الوقت الذي كانت في حالة خراب وعانت أسوأ دمار، تعافت مدينة مانيلا بسرعة في سنوات ما بعد الحرب مع حصولها على الاستقلال في عام 1946 ميلادي بدأت المدينة بالتعافي من جديد.

وفي عام 1973 ميلادي بدأت التمردات تقوم في المدينة من جديد، والتي كانت تطالب التخلص من الحكم الأمريكي في أراضيها وعلى الرغم من محاولة الولايات المتحدة الأمريكية إبقاء المدن الفلبينة تحت حكمها وقامت في تطوير المسات فيها، إلا أنّ التمردات ما زالت مستمرة.

في عام 1986 ميلادي قامت الثورة الفلبينة، والتي كانت منتشرة في جميع المدن الفلبينة ومع إنتهاء الثورة قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإخراج جميع قواتها العسكرية من مدينة مانيلا، وتم الإعلان بعد ذلك عن استقلال الفلبين، اليوم مع وجود مؤسسات الحرية بأمان في مكانها، والاقتصاد ينمو بوتيرة سريعة وازدهار بناء آخر يغير وجه المدينة بشكل كبير تستعد مدينة مانيلا من جديد لاستئناف موقعها كواحدة من المدن المهمة في جنوب شرق آسيا.


شارك المقالة: