تعد قبيلة كولي وهي قبيلة من السكان الأصليين من الصيادين وتعد أقدم السكان في مومباي الحالية، على الرغم من أن الأدوات الحجرية من العصر الحجري القديم الموجودة في كانديفلي في مومباي الكبرى، تشير إلى أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان منذ مئات الآلاف من السنين، في عام 1000 قبل الميلاد كانت المدينة مركز للتجارة البحرية في مناطق الشرق كانت جزءاً من إمبراطورية أشوكا في القرن الثالث قبل الميلاد، وفي القرن الثاني الميلادي كانت تسمى باسم هيبتا نيزيا لبطليموس.
مدينة مومباي
في القرنين السادس والثامن قبل الميلاد تم حكم المنطقة من قِبل تشالوكياس، الذين تركوا بصماتهم على جزيرة اليفانتا، في القرن الثالث عشر ميلادي تحت حكم سلالة دافقير، تأسست مستوطنة في جزيرة مومباي وذلك بعد الغارات على مومباي، وفي عام 1294 ميلادي وفي الشمال تم حكم المنطقة من قِبل سلالة خالجي في هندوستان، في عام 1348 ميلادي تم غزو الجزيرة من قبل القوات الإسلامية الغازية وأصبحت جزء من مملكة غوجارات، في عام 1507 ميلادي حاولت البرتغال السيطرة على المدينة، في عام 1534 ميلادي تنازل السلطان بهادر شاه عن حكم ولاية غوجارات للبرتغاليين.
في عام 1661 ميلادي أصبحت مدينة مومباي تحت سيطرت بريطانيا وكان عبارة عن جزء من تسوية الزواج بين الملك تشارلز الثاني وكاثرين من براغانزا والذي قام في عام 1668 ميلادي التنازل عن التاج الملكي إلى صالح شركة الهند الشرقية، في البداية تم تأسيس عدد من المدارس كلكتا مدراس تشيناي لم تكن بومباي في تلك الفترة مصدر قوة كبيرة للشركة ولكن لها دور في الحفاظ على مكان لها على الساحل الغربي في البر الرئيسي، كان المغول في الشمال، المراثاس في المنطقة المحيطة والممتدة شرقاً من مومباي.
كان الأمراء الإقليميين يقيمون في ولاية غوجارات إلى الشمال الغربي أكثر قوة، حتى القوة البحرية البريطانية لم تكن تساوي قوة المغول والمراثا والبرتغاليين والهولنديين، كانوا لديهم مصالح مشتركة في المنطقة، مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي، ساعدت الأحداث الخارجية في تطوير نمو المدينة، أدى ضعف قوة المغول في دلهي والصراعات المغولية والمراتا وعدم الاستقرار في ولاية غوجارات الحرفيين والتجار الهروب إلى الجُزر، بدأت بومباي في النمو ومع تدمير قوة المراثا، تم تأسيس التجارة والاتصالات إلى البر الرئيسي، وتم توسيع العلاقات مع أوروبا وبدأت مومباي بعد ذلك في الازدهار.
في عام 1857 ميلادي تم تأسيس أول مصنع للغزل والنسيج ومع بداية عام 1860 ميلادي أصبحت المدينة أكبر سوق للقطن في الهند، في عام 1861 ميلادي قامت الحرب الأهلية الأمريكية واستمرت لمدة أربعة أعوام نتج عنها قطع إمدادات القطن عن بريطانيا؛ ممّا أدى إلى ازدهار تجاري كبير في مومباي، مع نهاية الحرب الأهلية انهارت أسعار القطن، تم خلال تلك الفترة فتح المناطق البعيدة وأصبحت مدينة بومباي عبارة عن مركز تجاري قوي لتجارة الاستيراد، كما ساعد ذلك في افتتاح قناة السويس في عام 1869 ميلادي، وقد ساعد ذلك في زيادة عدد السكان في مدينة مومباي.
تاريخ مدينة مومباي
أصبحت الظروف غير المهذبة والمزدحمة أكثر انتشاراً، في عام 1896 ميلادي ظهر مرض الطاعون، وتم تأسيس صندوق تحسين المدينة؛ وذلك من أجل فتح مناطق جديدة للاستيطان وإقامة مساكن فئات الحرفيين، في عام 1918 ميلادي تم اقتراح مخطط طموح لبناء جدار بحري في خليج باك لاستصلاح الأراضي، في عام 1939 ميلادي وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأت عملية تطوير الأحياء السكنية في مناطق الضواحي، وامتدت إدارة مدينة بومباي من خلال شركة بلدية إلى ضواحي مومباي الكبرى، وبدأت التجارة مع بريطانيا وأوروبا وساعد ذلك في ازدهار بومباي.
في نهاية القرن التاسع عشر ميلادي وقعت مدينة بومباي تحت حكم بريطانيا، كانت المدينة عبارة عن عاصمة رئاسة بومباي وكانت مقاطعة إدارية منفصلة، وكانت مركز للنشاط السياسي الإقليمي القومي في الهند وجنوب آسيا، في عام 1885 ميلادي، تم عقد الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني الهندي وكانت تلك المؤتمرات تدعو إلى القومية الهندية وإنهاء الحكم البريطاني واستمرت الصراعات حتى حصول الهند على الاستقلال، في عام 1942 ميلادي أقر المؤتمر استقلال الهند واستمرت المطالبات بذلك، إلا أنّ بريطانيا سحقت تلك المطالبات، واستمرت الصراعات حتى حصلت الهند على استقلالها في عام 1947 ميلادي.
في عام 1956 ميلادي كانت بومباي عبارة عن مسرح احتجاجات ماراثا المكثفة ضد التركيب ثنائي اللغة في دولة بومباي والتي تعد إرث من الإمبريالية البريطانية، في عام 1960 ميلادي أدت تلك التمردات إلى تقسيم الولاية إلى ولاية غوجارات ولاية مهاراشترا، واستمرت مدينة مومباي عاصمة ولاية ماهاراشترا، في عام 1992 ميلادي تم تدمير مسجد بابري في أيوديا وقامت أعمال شغب طائفية في بومباي وجميع أنحاء الهند والتي استمرت لمدة عام وتم من خلالها مقتل مئات الأشخاص، بعد سنوات قليلة غيرت المدينة اسمها إلى مومباي، في بداية القرن الحادي والعشرين ميلادي، تعرضت مومباي لعدد من الهجمات الإرهابية، ومن أبرزها تفجير قطار.
على الرغم من ذلك استمرت مومباي في النمو والازدهار في القرن الحادي والعشرين ميلادي، وكان أكبر تلك الازدهارات هي الازدهارات التكنولوجية، ومع نهاية القرن الواحد والعشرين ميلادي أصبح عدد سكان مومباي الكبرى يزداد، وتم تحسين البنية التحتية للمدينة بشكل كبير من خلال إنشاء طرق سريعة وجسور جديدة وتم توسعة مرافق الموانئ وافتتاح أنظمة نقل عام جديدة، وعلى الرغم من التطور الكبير في مدينة مومباي، إلا أنّها كانت تعاني من الصراعات الداخلية والازدحام المروري والفقر.
مدينة مومباي في الحرب العالمية الثانية
خلال قيام الحرب العالمية الثانية تعرضت مدينة مومباي للكثير من الصراعات والدمار وقد شاركت الهند في الحرب وكانت الدول المعادية تسعى إلى تدمير مدينة مومباي؛ وذلك كونها هي المركز الاقتصادي الأول في الهند وكانت الدول تسعى إلى تدمير الاقتصاد الهندي، وبالفعل تم تدمير أجزاء كبيرة منها تم القضاء على اقتصادها خلال الحرب، وعلى الرغم من المشاريع الاقتصادية الكبيرة التي كانت في مدينة مومباي، إلا أنّ معظم سكانها ما زالوا يعانون من الفقر.
تعد مدينة مومباي أحد المدن الهندية المهمة والتي لها دور كبير في ربط الاقتصاد الهندي مع الاقتصاد الخارجي وخلال فترة سيطرت بريطانيا على مناطق في جنوب شرق آسيا وتأسيسها الشركة الهندية البريطانية، قامت بالسيطرة على مومباي وحاول سكان مومباي التخلص من الحكم البريطاني وقيادة عدد من التمردات، إلا أنّها لم تنجح وخلال الحرب العالمية الثانية تعرضت المدينة للكثير من الخراب وحصلت على استقلالها في عام 1947 ميلادي.