تاريخ مدينة مينامي أربوسو

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة مينامي أوربوسو ثاني أكبر مركز حضري وصناعي في اليابان، وتقع على خليج أوساكا في غرب وسط هونشو في الطرف الشرقي من البحر الداخلي، تقع مدينتا أوساكا وكوبي في مركز ما يسميه الجغرافيون منطقة هانشين الصناعية، وقد أدى ذلك إلى توسع في المنطقة الحضرية على طول البحر الداخلي والشمال الشرقي باتجاه مدينة كوكي، أصبحت من أكبر المناطق الصناعية في المنطقة.

مدينة مينامي أربوسو

لا تعتبر أي من هاتين المنطقتين كياناً سياسياً، لكن المنطقة الأكبر من المنطقتين تتوافق مع منطقة كانساي، وهي إحدى المناطق الثقافية التقليدية في اليابان كانساي، وهي منطقة من المدن القديمة إلى الغرب من مدينة ساي من الحاجز الجبلي كان بالقرب من جبل فوجي، هي مسقط رأس أول دولة يابانية، إنّها منطقة ذات كثافة سكانية تاريخية كانت حتى القرن العشرين هي الجزء الأكثر تصنيعًا وتقدماً اقتصاديًا في اليابان.

تعد مدينة ميامي أربوسو هي عاصمة محافظة أوساكا الحضرية، وهي قسم إداري يشمل مدينة ساكا وعدد من المدن الأصغر، والمناطق الريفية الكبيرة كوبي هي عاصمة محافظة هيوغو كين وأكبر مدنها وأهم الموانئ الرئيسية في اليابان، هناك العديد من المدن الصناعية والسكنية التابعة حول المدينتين المركزيتين.

تم تغيير الخط الساحلي بين المدينتين من خلال عملية استصلاح مرافق الموانئ والصناعات على طول الساحل وفي المرتفعات يوجد أفضل المناطق السكنية في كوبي والتي تطل على دلتا نهر كانزاكي  إلى الغرب من مدينة أوساكا، كما توجد مدينة أماغاساكي والتي تعد مركز للصناعات الثقيلة إلى الشمال من مدينة أوساكا، كما توجد مدن تونكو في سوني هيل، بالإضافة إلى مدن جديدة تم تطويرها منذ بداية الستينيات إلى شمال شرق أوساكا، تتمتع المنطقة بمناخ معتدل وتعد من المناطق المعرضة للأعاصير، حيث تعرضت في عام 1934 ميلادي إلى أكبر كارثة إعصار في تاريخ المنطقة وتم من خلاله قتل 3000 شخص، في عام 1938 ميلادي تعرضت المنطقة إلى الامطار وحدوث فيضانات وموت عدد كبير من سكانها.

تعد المنطقة التجارية المركزية في مدينة مينامي أوربوسو هي الجزء الشمالي من منطقة وسط المدينة وهي مدينة ناكانو شيما، كما يوجد فيها العديد من المراكز الترفيهية والمطاعم والتي تعد المركز الاقتصادي الأول في المنطقة وتقدم لها دعومات اقتصادية كبيرة، يخضع نمط شارع كوبه لموقعه بين الجبال والشاطئ، تمتد الشوارع الرئيسية شرقًا وغرباً تقريباً، وتقطعها شوارع بين الشمال والجنوب وشوارع عريضة تصعد إلى التلال، يمتد شارع التسوق المركزي، بين محطتين من الحديد وهي المنطقة التجارية المركزية بالقرب من الميناء.

تم تسوية منطقة مينامي أوربوسو وتم بناء عدد من الجسور عليها والتي يعود تاريخها منذ عصور ما قبل التاريخ، تم العثور على أدوات المطبخ وقطع الفخار والتي يعود تاريخها إلى قبل 7000 سنة قبل الميلاد، هناك العديد من تلال المدافن القديمة من فترة تومولوس والتي يعود تاريخها إلى عام 250 ميلادي، وتم العثور على محتويات بعضها ساعد في توثيق وجود المستوطنين من شبه الجزيرة الكورية، كانت القرى القديمة لمزارعي الأرز موجودة في سهول المستنقعات، بينما كانت القصور والأضرحة والمعابد تقع على أرض مرتفعة، كانت مستوطنات العصور الوسطى في المرتفعات، توجد بعض المناطق السكنية الحديثة في مواقع عدة مستوطنات سابقة.

الجزء المركزي من مدينة مينامي أوربوسو هو المركز التجاري في المقام الأول، منذ بداية عام 1920 ميلادي كانت هناك هجرة من المدينة إلى الضواحي وذلك بمساعدة شركات السكك الحديدية الخاصة التي أتاحت أراضي بناء الضواحي على طول حقوق المرور الخاصة بها، كانت سكة حديد هانكيو الكهربائية مفيدة بشكل خاص في تطوير مدينة تويوناكا شمال غرب أوساكا، وتم تدمير أجزاء كبيرة من المدينة، خلال القرن الثامن عشر ميلادي تم إعادة بناء عدد من المباني في المدينة وتعد المباني فيها من أحدث المباني في المنطقة، في عام 1903 ميلادي تم بناء بنك اليابان في مدينة مينامي أوربوسو.

سكان مدينة مينامي أوربوسو الحضرية من أكثر المدن تنوعاً عرقياً في اليابان، حيث أنّها تشمل أكبر تجمعات من الكوريين العرقيين في البلاد، ومعظمهم من نسل الكوريين المولودين في اليابان والذين هاجروا إلى اليابان خلال الفترة في عام 1910 ميلادي، حيث كانت كوريا في تلك الفترة عبارة عن مستعمرة يابانية والذين تم تصنيفهم كأجانب مقيمين أوكيناوا وهم مواطنون يابانيون قانونياً ولكنهم غالباً ما يعاملون كأجانب داخليين البوراكومين.

المصطلح هو تعبير ملطف عن أحفاد مجموعة من الطبقات الخارجية التي كانت ذات يوم مختلفة من الناحية القانونية ويختلفون عن باقي السكان اليابانيين، تخضع المجموعات الثلاث جميعها للتميز في التعليم والتوظيف والزواج والإسكان، يوجد في كوبه أيضاً مجتمعات كبيرة من الصينيين والهنود والغربيين، يساعد وجودهم في إضفاء نكهة دولية على ثقافة المدينة.

كانت مدينة مينامي أوربوسو في السابق تسمى باسم مانشستر الشرق بسبب صناعة النسيج الكبيرة فيها، وكانت صناعاتها الرائدة هي تصنيع الآلات الكهربائية والحديد والصلب والمعادن المصنعة والمواد الكيميائية، ويوجد فيها عدد من الصناعات وتعد مركز للآلات والمعادن والكيماويات والإسمنت وإنتاج الورق، الصناعات الرئيسية في كوبه هي بناء السفن وإنتاج الحديد، تقع مصانع الصناعات الثقيلة والكيماويات على طول شاطئ خليج أوساكا، بينما تقع مصانع الصناعات الخفيفة والتجميع في الداخل.

تعد مدينة مينامي أوربوسو هي ثاني أكبر مركز اقتصادي في اليابان، وهي مقر لبعض أكبر البنوك في العالم  ولديها واحدة من البورصات الرئيسية وتعد مركز للصادرات العالمية، خلال العصر الحجري القديم كانت مدينة مينامي أوربوسو عبارة عن مركز سياسي من بين تلال المدافن القديمة العديدة في منطقة أوساكا التي تُنسب إلى الإمبراطور شبه الأسطوري نينتوكو، ويوجد فيها أكبر مقبرة، يحيط بمبنى القرن الخامس ثلاثة خنادق ومع بداية القرن الخامس ميلادي تم بناء عدد من المراكز التجارية فيها.

في عام 794 ميلادي تم اختيار مدينة مينامي أوربوسو عاصمة للإمبراطورية اليابانية، وتم خلال تلك الفترة تحسين الطرق البرية والمائية في مدينة مينامي أوربوسو، سمح استصلاح دلتا نهر يودو ببناء مستوطنات جديدة بما في ذلك واتانابي، التي أصبحت عاصمة إقليمية وميناء خلال العصور الوسطى في جنوب مينامي أوربوسو على الشاطئ الشرقي للخليج، كما توجد مدينة ساكاي والتي ظهرت كمدينة ساحلية مدينة القرن الرابع عشر ميلادي وهناك أدلة على أنّها كانت مثل بعض المدن الأوروبية خلال العصور الوسطى.

في القرن الخامس عشر ميلادي كانت المدينة تتمتع بالحكم الذاتي واستمر الوضع كذلك حتى القرن السادس عشر ميلادي، وكان يديرها كبار التجار حتى أعلنوا استسلامهم لأمير الحرب أودا نوبوناغا في عام 1569 ميلادي، وقد طور هؤلاء التجار ثرواتهم من التجارة الداخلية والخارجية المربحة لساكاي وخلال فترة حكمهم أصبح ساكاي مركزاً للفنون بعد تدمير كيوتو في حرب أونين في عام 1467 ميلادي، كما كانت ساكاي أيضاً مركزاً للتبشير المسيحي في نهاية القرن السادس عشر ميلادي،  تحكي روايات المبشرين اليسوعيين عن الثروة والنكهة العالمية للمدينة في ذلك الوقت.

في عام 1496 ميلادي قامت الحرب الأهلية في اليابان، اختار رينيو رئيس كهنة طائفة البوذية الحقيقية النقية وكانت موقعًا بالقرب من مصب نهر يودو لبناء معبد حصن، وفي عام 1532 ميلادي تم الانتهاء من بناء هذا الهيكل والذي أصبح نواة بلدة رئيسية دمرها نوبوناغا في عام 1580 ميلادي، بعد حصار دام سنوات عديدة. قام خليفة نوبوناغا، ببناء قلعة رائعة في الموقع بجدران حجرية ضخمة وخنادق واسعة، كانت بلدة القلعة التي نشأت حولها هي أصل أوساكا الحالية، من خلال تلك القاعدة قام بوضع هيديوشي اليابان بأكملها تحت سيطرته ، وكان أوسكا مقراً للسلطة الوطنية.

في عام 1614 ميلادي تعرضت المدينة لحصار توكوغاوا وكانت في تلك الفترة عبارة عن مركز سياسي لليابان، وعند تخلصها من الحصار أصبحت مركزاً تجارياً وأخذ الاقتصاد فيها يتوسع بشكل كبير، ومع استمرار تطورها أصبحت عبارة عن مركز ثقافي مهم في اليابان، واستمرت مدينة مينامي أوربوسو مركز صناعي خلال الحرب العالمية الثانية وتم خلال الحرب تدمير جزء كبير من من أراضي المدينة وتطورت التجارة فيها بشكل كبير.

تعد مدينة مينامي أوربوسو من أهم المدن اليابانية والتي تتمتع باقتصاد قوي وتعد ثاني أكبر دولة في اليابان اقتصادياً وتعرضت المدينة للكثير من الدمار؛ وذلك بسبب تعرضها للأعاصير، وتعرضت للدمار خلال الحرب العالمية الثانية وأصبحت بعد ذلك مركزاً تجارياً واقتصادياً مهماً في اليابان.


شارك المقالة: