تاريخ مدينة نينغبو الصينية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة نينغبو أحد المدن الواقعة في الصين وتعد جزء من أراضي مقاطعة تشجيانغ في الجزء الشمالي الشرقي من الصين، وتتكون مدينة نينغبو من ستة مناطق إدارية، وتعد من المدن الصينية التي تتمتع بكثافة سكانية كبيرة، كما أنّها بنظام سياسي وإداري واقتصادي منفصل، كما تحتل مرتبة مرتفعة من حيث وجود الشركات وتتميز بوجود ثقافات كثيرة، حيث أقامت فيها حضارة هيمودو وحضارة جينتغو وحصلت على لقب مدينة الثقافة.

مدينة نينغبو

تعد مدينة نينغبو من أقدم المدن في الصين وقد تم تأسيسها في عام 6300 قبل الميلاد وذلك خلال قيام حضارة جينغتشو وأقامت فيها حضارة هيمودو في عام 4800 قبل الميلاد، كان للمدينة أهمية كبيرة عند بناء طريق الحرير كما يوجد فيها ميناء للتجارة الخارجية، في عام 2020 ميلادي عثر علماء الآثار على بقايا لمجموعة من الآثار والتي تعود تاريخها إلى العصر الحجري وكما تم العثور على آثار يعود تاريخها إلى عام 6300 قبل الميلاد ودلت تلك الآثار أنّه خلال تلك الفترة كان السكان يعتمدون على المأكولات البحرية في طعامهم وقاموا بزراعة الأرز، حيث تم العثور على مزارع كثيرة للأرز وتم العثور على الأدوات التي كان يتم استخدامها خلال تلك الفترة.

قبل قيام حكم سلالة هان كانت مدينة نينغبو عبارة عن مدينة صغيرة ولا يجد فيها الكثير من السكان وبدأت خلال سلالة حكم هان بالنمو بشكل أولي وعند بداية حكم سلالة شلا كانت المنطقة واقعة في أراضي فترة الخريف والربيع وقام حكام مملكة شلا ببناء المدن فيها وقاموا بتوسعتها وعند بداية حكم الممالك المتحاربة أصبحت مدينة نينغبو مركز مملكة تشو، وفي بداية عام 221 ميلادي قامت مملكة تشين بتوحيد الولايات المتواجدة فيها وتم إعطاء مدينة نينغبو أمر بحكم مدينة كوايجي وتم ضم ثلاثة مقاطعات إليها، وخلال حكم مملكة هان الغربية كانت مدينة كوايجي تابعة في حكمها لمملكة جينغ وقامت مملكة وو بضم الممالك مع بعضها البعض.

تلت بعد ذلك سلالة تانغ الحكم وأصبحت مدينة نينغبو عبارة عن ميناء تجاري مهم للمملكة وخلال حكم سلالة سونغ أصبحت المدينة مقر لإقامة التجار العرب الذين نشطوا من خلال إقامتهم التجارة البرية، وكما كانت مركز للتجارة البحرية وكان تجار الصين يأتون إليها ويقيمون في أراضيها يقال أنّ التجار الصينيين لم يكونوا على تواصل مع سكان المدينة وكانوا يقيمون في مناطق منفصلة عن السكان ولهم عاداتهم الخاصة بهم، وعلى الرغم من قدم التجار المسلمين إلى المدينة بشكل متكرر، إلا أنّهم لم يقوموا بالدعوة إلى الإسلام، كما احتوت مدينة نينغبو على مساكن اليهود.

كانت مدينة نينغبو ذات أهمية كبيرة في جنوب شرق آسيا، كما أنّها كانت ذات أهمية كبيرة في أوروبا فقد عُرف أنّها من أهم المناطق التجارية في المنطقة وكانت الدول الأوروبية تسعى للوصول إليها والسيطرة عليها وكانت البرتغال من أوائل الدول الأوروبية التي وصلت إليها وقامت بدخول ميناء المدينة بهدف التجارة، إلا أنّها في الواقع كانت تسعى السيطرة على خيرات المدينة وعندما دخل التجار البرتغاليين غليها سيطروا على الميناء التجاري وكانا يقومون بسرقة البضائع التي تم من خلاله أصبحت المدينة تعاني من المشاكل ونهب الخيرات بعد أنّ كانت تتمتع بالاستقرار واستمر الوضع كذلك لفترة طويلة.

كما حالت إسبانيا وبريطانيا السيطرة على التجارة البحرية فيها وكانت الدول الأوروبية ترى في المدينة أهمية اقتصادية كبيرة وكنها تقع في وسط طريق الحري وتعد طريقها البرية من أهم الطرق لربط التجارة بين كافة دول جنوب آسيا، وقد أدى ذلك إلى قيام الصراعات بين دول أوروبا والصين تم في عام 1842 ميلادي افتتاح عدة موانئ فيها وعند قيام حرب الأفيون الأولى بين الصين بريطانيا، قامت القوات البريطانية بالسيطرة على مدينة نينغبو في عام 1841 ميلادي حاولت القوات الصينية استرجاع المدينة من الحكم البريطاني، إلا أنّها لم تتمكن.

في عام 1861 ميلادي سيطرت القوات العسكرية التابعة لمملكة تايبينغ بالسيطرة على المدينة في عام 1885 ميلادي قامت الحرب الصينية الفرنسية، حاولت القوات البحرية الفرنسية السيطرة على المدينة وحصل صراع بحري بين القوات الصينية والقوات الفرنسية، عند بداية القرن التاسع عشر ميلادي قامت حكومة مدينة نينغبو بعقد اتفاقية مع قراصنة كانتونيز؛ وذلك من أجل إخراج قراصنة البرتغال من أراضيها وعند بداية حكم سلالة تشينغ تم بناء عدد من الكنائس فيها.

تعد مدينة نينغبو من أهم المدن اليابانية وتتمتع باقتصاد قوي وأقامت فيها عدد من الحضارات القديمة وتم العثور على الآثار التي تدل على ذلك وعند قيام الحرب العالمية الثانية تعرضت المدينة للكثير من الدمار.

المصدر: خمسة آلاف سنة من تاريخ الصين: المجلد الأولكتاب تاريخ الصين 1، ريخ الإنشاء 20 أبريل 2008كتاب موجز تاريخ العلم والحضارة في الصينتاريخ الصين منذ ما قبل التاريخ حتى القرن العشرين، مؤلف الكتاب: هيلدم هوخام


شارك المقالة: