تاريخ مدينة هانغتشو الصينية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة هانغتشو من المدن الصينية المكتظة بالسكان وتعد من أشهر المدن بعد مدينة شنغهاي، كما أنّها تتميز بوجود المصانع فيها وتعد من أهم المدن الصناعية والاقتصادية ويوجد فيها الكثير من الأيدي العاملة.

تاريخ مدينة هانغتشو الصينية

اشتهرت ثقافة العصر الحجري الحديث المشهورة في يوياو والتي تقع في جنوب شرق هانغتشو ويعود تاريخها إلى سبعة آلاف سنة، خلال هذه الفترة تمت زراعة الأرز لأول مرة في جنوب شرق الصين، أثبتت الحفريات أن ثقافة المنحوتة على اليشم والتي سميت باسم موقع النوع شمال غرب مدينة هانغتشو والتي سكنت في المنطقة المحيطة بالمدينة الحالية مباشرة منذ حوالي خمسة آلاف سنة، كان بوهانغ هو أول أحياء هانغتشو الحالية التي تظهر في السجلات القديمة، والتي من خلالها تحافظ على اسم بايوي القديم.

في عام 589 ميلادي أصبحت هانغتشو مقراً لمقاطعة هونغ، وقد ساعدها ذلك بوجود سور المدينة الذي تم بناؤه بعد ذلك بعامين، وذلك بعد أن تم عقد اتفاقية طويلة وتم مشاهدة ذلك أيضاً في مدن أخرى مثل قوانغتشو وفوتشو، تم منح المدينة اسم المنطقة التي تديرها وأصبحت تعرف باسم هانغتشو، كانت مدينة هانغتشو في الطرف الجنوبي من القناة الكبرى للصين التي تمتد إلى بكين، تطورت القناة على مر القرون.

خلال حكم سلالة تانغ  تم تعيين باي جويي حاكم في مدينة هانغتشو وكان يتميز بأنّه شاعر بارع، وقد أدت أفعاله في هانغتشو إلى الإشادة به كحاكم عظيم، لاحظ أن الأراضي الزراعية القريبة تعتمد على مياه البحيرة الغربية، إلا أنّ إهمال الحكام السابقين أدى إلى انهيار السد القديم  وجفت البحيرة لدرجة أن المزارعين المحليين كانوا يعانون من الجفاف الشديد، وتم إصدار أوامر ببناء سد أقوى وأطول مع سد تحكم وذلك من أجل الفي تدفق المياه والعمل على توفير المياه للري والتخفيف من مشكلة الجفاف، تحسنت مستوى عيش السكان المحليين في مدينة هانغتشو خلال تلك الفترة، كما قام باي جوي باستخدام وقت فراغه للاستمتاع بالبحيرة الغربية وزيارتها كل يوم ثم زرع الصفصاف والأشجار الأخرى على طول السد؛ ممّا جعله معلماً جميلاً.

في عام 907 ميلادي وخلال فترة حكم السلالات الخمس والممالك العشر تم اختيارها وكانت عاصمة مملكة ويغي كواحدة من العواصم السبع القديمة للصين، كانت واحدة من أكبر ثلاثة مراكز للثقافة في جنوب الصين خلال فترة القرن العاشر ميلادي وكان معها مدينة نانجينغ ومدينة تشنغدو. كان قادتها مهتمين بالفنون وخاصة فن العمارة والأعمال الفنية للمعبد البوذي، أعطى السد الذي تم بناؤه لحماية المدينة من قبل الملك تشيان ليو اسم جديد، حيث أصبح هانغتشو أيضاً مركزاً عالمياً، حيث جذب العلماء من جميع أنحاء الصين وساعد في تكوين علاقات دبلوماسية مع الدول المجاورة للصين ومع اليابان وكوريا وسلالة خيتان لياو.

في عام 1089 ميلادي تم استخدم مائتي ألف عامل لبناء طريق عبر البحيرة الغربية، كانت البحيرة ذات يوم بحيرة منذ عشرات الآلاف من السنين، ثم سد سيلت الطريق إلى البحر وتشكلت من خلال ذلك البحيرة وفي عام 1975 ميلادي تم العثور في حفر قاع البحيرة على رواسب البحر، والتي تم التأكيد على مصدرها وتم منع الحفظ الاصطناعي البحيرة من التطور إلى مستنقع، وتم بناء جسر سو ا من الطين الذي جرف من قاع البحيرة.

خلال حكم سلالة سونغ عاش التجار العرب في هانغتشو، ويقال أنّ ممرات التجارة عبر المحيط كانت لها الأسبقية على التجارة البرية خلال تلك الفترة، كما تم العثور على نقوش عربية يعود تاريخها إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر ميلادي، خلال فترة حكم سلالة يوان تعرض المسلمون للاضطهاد من خلال حظر تقاليدهم كما شاركوا في الثورات ضد المغول تم بناء مسجد في المنطقة ويقال أنّه تم بناؤه من قِبل تاجر مصري انتقل ويقال بأنّ مدينة هانغتشو في تلك الفترة أعظم مدينة في العالم، حيث كانت مكتظة بالسكان ويوجد فيها الكثير من الممتلكات، حيث كان بها إثنا عشر ألف جسر، كانت المواد الغذائية وعلى الرغم من كثرة السكان فيها.

في عام 1132 ميلادي تم اختيار هانغتشو عاصمة جديدة لأسرة سونغ الجنوبية وذلك عندما غزا الجورشن معظم شمال الصين في حروب جين سونغ، بدأت الأسرة الإمبراطورية المتبقية بالتراجع جنوباً من عاصمتها الأصلية في كايفنغ بعد أن استولى عليها الجورتشنز في حادثة جينغ جانغ خلال عام 1127 ميلادي، انتقل الإمبراطور قاوزونغ إلى نانجينغ ومن ثم إلى شانغ يو الحديثة، وفي عام 1128 ميلاجي انتقلوا إلى يانغتشو وفي عام 1129 انتقلوا إلى هانغتشو.

أرادت حكومة سونغ في أنّ تختار المدينة عاصمة مؤقتة لها، ولكن مع مرور الوقت أخذت مدينة هانغتشو بالازدهار لتصبح مركز تجاري وثقافي رئيسي لسلالة سونغ، حيث ارتفعت من كونها مدينة متوسطة ليس لها أهمية خاصة إلى كونها واحدة من أكبر المدن وأكثرها ازدهاراً في العالم، وصعبت في تلك الفترة فرصة استرجاع شمال الصين، تم بعد ذلك توسيع المباني الحكومية في هانغتشو وتجديدها لتناسب واختيارها عاصمة إمبراطورية الدائمة، تم بعد ذلك توسيع القصر الإمبراطوري في هانغتشو ، في عام 1148 ميلادي تم بتوسيع أسوار القصر، ومن ثم تمت عملية تم بناء أسوار المدينة من الأرض والحجر.

مع بداية عام 1138 ميلادي استمرت مدينة هانغتشو عاصمة سلالة سونغ الجنوبية وكانت تسمى باسم لينآن واستمر الوضع كذلك حتى عام 1276 ميلادي وذلك خلال فترة الغزو المغولي، وكانت عبارة عن مقر الحكومة الإمبراطورية ومركز التجارة وربطت بين الفروع الرئيسية للخدمة المدنية، خلال تلك الفترة كانت المدينة مركز الحضارة الصينية وسيطرت سلالة جين على الأراضي الشمالية منها، كما كانت مركزاً لإقامة الفلاسفة والشعراء والذين كانوا من أشهر العلماء على مر التاريخ الصيني.

خلال فترة حكم سلالة سونغ الجنوبية بدأ التوسع التجاري ودخول اللاجئين من المناطق المالية المحتلة وظهرت المؤسسات الرسمية والعسكرية والذي أدى ذلك إلى زيادة عدد السكان وتطور المدينة بشكل كبير خارج أسوارها خلال القرن التاسع ميلادي، وحسب ما تم ذكره فأنّ عدد سكانها كان كبيراً وقد أدى عدد السكان الكبير فيها إلى أنّ تكون معظم بيوت سكانها من الأخشاب وقد أدى ذلك إلى تعرضها للكثير من الحرائق وموت الكثير من سكانها، وقد دفع ذلك الحكومة الصينية إلى اتخاذ إجراءات خاصة بشأن الحرائق وقد كلفها ذلك كثيراً.

في عام 1276 ميلادي تعرضت المدينة للغزو المغولي وجرت فيها الصراعات بين السلالات الحاكمة، وتمكن المغول من السيطرة عليها وخضعت للحكم المغولي لفترة طويلة.

المصدر: تاريخ الصين منذ ما قبل التاريخ حتى القرن العشرين، مؤلف الكتاب: هيلدم هوخامكتاب موجز تاريخ العلم والحضارة في الصينكتاب الصين 1، ريخ الإنشاء 20 إبريل 2008خمسة آلاف سنة من تاريخ الصين: المجلد الأول


شارك المقالة: