تاريخ مقاطعة خبي

اقرأ في هذا المقال


تقع مقاطعة خبي شمال الصين وتطل على البحر الأصفر، يحدها من الشمال الغربي أراضي منغوليا الداخلية وتحدها مقاطعة لياونينغ من الشمال ومن الغرب مقاطعة شانشي من الشرق مقاطعة شاندونغ ومقاطعة خنان من الجنوب، ويعني اسمها باللغة الصينية شمال النهر الأصفر، تم اختيارها عاصمة المقاطعة في باودينغ، في عام 1966 ميلادي تم اختيارها عاصمة لمدينة تيانجين، في عام 1968 ميلادي أصبحت عاصمة شيجياتشوانغ.

مقاطعة خبي الصينية

تتكون مقاطعة خبي من قسمين وهما القسم الشمالي والذي يتكون من سهل شمال الصين والسلاسل الجبلية وتسمى جبالها باسم سهل خبي، تتشكل من الرواسب الغرينية للروافد الخمسة والجزء الغربي ويعرف عن مقاطعة خبي كثرة استخدامها للمياه في العمليات الزراعية وقد أدى ذلك إلى خفض مستوى المياه الجوفية، يمشي سور الصين العظيم على طول القمم، وتصل الجبال إلى الهضبة المنغولية إلى مقاطعة خبي إلى منغوليا، في عام 1952 ميلادي تم دمج هذه الأراضي من مقاطعة خبي، وذلك عندما تم توسيع حدود خبي إلى سهل شمال الصين، ويوجد سهول كبيرة مزروعة ومليئة بالسكان، ويتم استخراج الفحم والحديد في الجبال الشمالية.

تدل الدراسات القديمة أنّ أراضي مقاطعة هيبي الحالية قد تشكلت في وقت مبكر، إلا أنّها كانت تقع لفترة طويلة خارج نطاق الأنشطة السياسية والاقتصادية من الإمبراطورية الصينية، وذلك قبل عملية الدمج التي تمت إمبراطورية تشين في القرن الثالث قبل الميلاد، كانت المنطقة تحت سيطرت ولايتي يان وتشاو، كانت أراضي خبي في السابق ذات أهمية استراتيجية، في عام 206 قبل الميلاد بدأ حكم سلالة هان  وكانت مقاطعة خبي عبارة عن منطقة حدودية وكان شعب شيونغنو يشكل بالنسبة لهم عدو كبير، وقامت سلالة هان ببناء الجدران للدفاع عن المدينة من الغزوات الخارجية.

تاريخ مقاطعة خبي القديم

في عام 618 ميلادي بدأ حكم سلالة تانغ وكانت مقاطعة خبي في تلك الفترة عبارة عن نقطة انطلاق حملات عسكرية كبيرة والتي تم من خلالها غزو كوريا، في 755 ميلادي  تم استخدام القوات العسكرية المتواجدة في أراضي خبي للإطاحة بحكم تانغ وقام تمرد والذي كان يقودها لوشان، كبرت أهمية مقاطعة خبي خلال حكم سلسلة من السلالات المتواجدة في المناطق الشمالية، في عام 907 ميلادي بدأ حكم خيتان فيها وفي عام 1115 ميلادي بدأ حكم جوتشين فيها، أما في عام 1206 ميلادي وقعت مقاطعة خبي تحت حكم المغول.

تم في البداية اختيار بكين عاصمة لكل الصين وكانت في تلك الفترة تحت حكم المغول والذين قاموا في تلك الفترة بإكمال بناء القناة الكبرى والتي كانت تربط مقاطعة خبي بأراضي زراعة الأرز في جنوب الصين، في عام 1644 ميلادي بدأ حكم سلالة تشينغ وقاموا بتسمية مقاطعة خبي باسم مقاطعة تشيلي وبقيت ذات أهمية استراتيجية في المنطقة، وزادت أهميتها مع ارتفاع الضغط الغربي في القرن التاسع عشر ميلادي، ظهر خلال تلك الفترة القائد العسكري لي هونغ تشانغ والذي كان القائد العسكري والسياسي الأهم في تلك الفترة، وعمل لفترة طويلة حاكم عام لجيلي وخلفه يوان شيكاي وفي عام 1912 ميلادي أصبح رئيس الجمهورية الصينية.

تاريخ مقاطعة خبي الحديث

في عام 1945 ميلادي تم هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وأعلنت انسحابها وأعلنت عن استسلامها أمام القوميين الصينيين، في عام 1949 ميلادي سيطرت القوات الشيوعية الصينية على مقاطعة خبي، وبدأت بالتوسع نحو الجهة الشمالية في عام 1952 ميلادي بدأت استوعبت الجزء الجنوبي الشرقي من مقاطعة تشاهار السابقة، في عام 1967 ميلادي بدأت  عملية تأسيس أراضي المقاطعة وذلك عندما تم اقتطاع مساحة كبيرة في مناطق الشرق وذلك من أجل تأسيس بلدية تيانجين، في القدم كانت مقاطعة تانغشان عبارة قرية صغيرة تعتمد على كايبينج وتقع في منطقة حيث تم عمل العديد من حفر الفحم الصغيرة منذ بداية القرن السادس عشر ميلادي.

في عام 1876 ميلادي تم اقترح عملية التصنيع والسير فيها على النظام الغربي وتم تأسيس صناعة الفحم هناك، في عام 189 ميلادي  تم تأسيس أول منجم في كيبينغ، وكان يتم نقل الفحم بواسطة الأحصنة، في عام 1882 ميلادي بدأت عملية المعارضة  على تأسيس السكك الحديدية، تم تحويل خط السكة إلى أول خط سكة حديد في الصين، في عام 1887 ميلادي تم تمديد خط السكة الحديد إلى مقاطعة نيجني وفي عام 1888 ميلادي توجه إلى مقاطعة تانجو، وتم افتتاح مناجم جديدة في شرق تانغشان، وتم ربطهم بالسكك الحديدية المتجهة إلى تيانجين.

ثم تأسيس شركة كايبينغ للتعدين خط الشحن الخاص بها، حيث قامت بتوريد الفحم إلى الموانئ الشمالية ، وإلى الأسطول البحري الشمالي الصيني ومن ثم إلى شنغهاي، في عام 1891 ميلادي تم ربط تيانجين عن طريق السكك الحديدية بشأن هيغوان على الساحل إلى الشمال الشرقي من تانغشان، كما تم في 1899 ميلادي قامت الشركة بتأسيس مرافق الموانئ الخاصة بها مع خط سكة حديد والذي يربط ميناء تشينهوانغداو الخالي من الجليد.

في عام 1900 ميلادي  قام تمرد الملاكمين  والذي تم من خلاله احتلال القوات الروسية لأراضي تانغشان واحتلت قوات التحالف تشينهوانغداو، وقد أدى ذلك  إلى وقف العمل في الميناء وخط السكك الحديدية، وقد أدى ذلك إلى جعل الشركة تعاني من مشاكل مالية، ومن ثم سيطرت بريطانيا عليها بعد ذلك وأكملوا بناء الميناء والسكك الحديدية، وفي عام 1903 ميلادي تم تصدير الفحم إلى مقاطعة تشينهوانغداو.

حاول يوان شيكاي  السيطرة على شركة التعدين وقام بتأسيس شركة صينية منافسة، شركة والتي تم من خلالها فتح مناجم في نفس المنطقة وبدأت تلك الشركات بعملية الإنتاج، إلا أنّها دخلت فيما بعد في حرب أسعار مع شركة كايبينج ووقعت في مشاكل مالية، في عام 1911 ميلادي قامت الثورة الصينية والتي أدت إلى حدوث مشاكل مالية في الصين، وفي عام 1912 تم تأسيس إدارة التعدين الأنجلو صينية؛ وذلك من أجل حل الصراع والسيطرة على إدارة الشركتين، استمرت المنظمة في العمل حتى عام 1934 ميلادي حتى أعلنت الحكومة القومية الصينية بتأسيس الشركة.

سيطرت بريطانيا على عملية التعدين بشكل كامل واستمرت سيطرتها بعد الاحتلال الياباني، في عام 1941 ميلادي قامت حرب بين اليابان والدول الغربية وعادت الشركة بعد ذلك إلى الحكم البريطاني، ولكن في عام 1948 ميلادي سيطر الشيوعيون الصينيون على المنطقة وفي عام 1952 ميلادي قاموا بإخراج بريطانيا منها، في عام 1953 ميلادي قامت الصين بوضع إطار الخطة الخمسية الأولى في الصين، تم فيما تحديث وتوسيع الأعمال بشكل كبير وقام الاتحاد السوفيتي بتقديم الدعم لهم، كانت مقاطعة تانغشان يوجد فيها عدد من المصانع، في عام 1907 ميلادي تم بناء مصنع كبير للأسمنت.

في عام 1949 ميلادي بداية مقاطعة تانغشان بالنمو وأصبحت عبارة عن مدينة منتجة للفحم إلى حد كبير إلى مدينة صناعية متنوعة والداعم الاقتصادي في مقاطعة خبي، وكانت تقوم بتصنيع عدد من منتجات الصلب المصنوعة في المقاطعة، وأدى ذلك إلى تعدين الفحم وزيادة الإنتاج السنوي بشكل كبير، وتعد محطة توليد الطاقة الحرارية في المنطقة هي واحدة من الأكبر من نوعها في الصين. بالإضافة إلى إنتاج الأسمنت، كما أنّها تشتهر بصناعة المنسوجات، في 1976 ميلادي تعرضت المدينة إلى زلزال أدى إلى تدميرها بشكل نهائي، في عام 1980 ميلادي تم إعادة تأسيس المدينة.

تعد مدينة خبي أحد المدن الصينية والتي تعرضت خلال فترة من الفترات إلى الغزوات الخارجية ووقعت تحت حكم مجموعة من السلالات الصينية الحاكمة وخلال فترة من الفترات تعرضت إلى الغزو الياباني وفي عام 1976 ميلادي تعرضت إلى زلازل تم من خلاله تدمير جزء كبير من أراضيها وقامت الصين بإعادة بنائها في عام 1980 ميلادي.


شارك المقالة: