تاريخ ملوك الدولة الزريعية وآل نجاح في اليمن

اقرأ في هذا المقال


محمد بن سبأ:

هو أحد ملوك الدولة الزريعية باليمن، لقب بالمعظم وكان الداعي محمد شخصاً معروفاً يمدحه الشعراء في قصائدهم، فكان على علاقة طيبة بهم فكان مداراً للعطاء لهم وكان كريم جداً، وفي أثناء توليه الحكم توسع بالملك، وتغلب على أكثر البلاد، وفي تلك الفترة توفيت مرأة السيد جبلة في عام 532، وانتقل ما كان بيدها من الحصون والذخائر إلى المنصور بن المفضل.

وفي تلك الفترة ابتاع الداعي محمد بن سبا من الفضل الحصون في البلاد في عام 546، وكان أبرزها: مدينة جبلة والشكر وجب وغيرها من حصون الخلاف، وفي تلك الفترة ظهر الداعي المخلاف، فسكن بذي جبلة، وفي عام 560 توفى، ولم يزل الأمر تحت نفوذهم إلى فترة من الزمن.

وأما صنعاء فتولى الحكم بعد الداعي بن أحمد الصليحي، رجل من قندان يعرف بحاتم بن الغشيم، وكان له ولد اسمه محمد، يمتاز بالشجاعة الكبيرة، إلا أنه كان يعاني من بعض المشاكل، فكان إذا تزوج امرأة وأحبها قتلها، وفي تلك الفترة قاموا الناس بتجنبه، فلم يزوجه أحد بعد ذلك، فخطب إلى بني الصليحي أهل فیضان، فرفضوا أن يزوجوه، فألح عليهم، فقالوا : إذا ضمناك زوجناك ابنتنا، وقال له أبوه: إنّ قتلتها قتلتك. فقتلها بعد فترة من الزمن.

لقد هرب محمد إلى حصن براش في صنعاء، وفي تلك الفترة استمر والده في مسيرته حتى التقيا تحت المدرج، فهجم عليه والده وقتله وقطع رأسه، وكانت لمحمد ابنه تقيم في بيت جدها، وقد سمعت أنّ جدها خرج ليأتي بأمها، وعندما عاد جدها فاجئها برأس أبيها على الرمح، فماتت فجأة، ثم توفى حاتم بن الغشيم، فانتقل ملك صنعاء إلى السلطان حاتم بن أحمد بن عمران اليامي.

السلطان حاتم بن أحمد بن عمران اليامي:

تولى السلطان حاتم بن أحمد الملك في عام 533، بحيث وقعت بينه وبين الإمام أحمد بن سليمان مجموعة معارك، وفي عام 556 توفى حاتم، فولی بعده ابنه، وعندما تولى الحكم وقف بوجهه همدان وقاموا بقتل أخاه عمران، وبعدها في فترة قصيرة استعاد قوته وازدادت نفوذه، فتوجه إلى اليمن الأسفل لقتال بني مهدي، فأوقع بهم في الجبال، وقتل منهم أعداد كبيرة، وكان ذلك في عام 569.

آل نجاح في دولة اليمن:

تأسست إمارة آل نجاح في منطقة تهامة، بعد انتهاء حكم آل زياد فيها في عام412، وكان أول من أسس الإمارة هو نجاح مولى، وفي تلك الفترة قام القادر بالله العباسي بتأييد الأمير نحاح بتوليه الحكم، بحيث لقبه لقب نصير الدين، بالإضافة إلى توليته الأمور العامة بالدولة اليمنية، ومنحه حق تعين من يراه مناسب في القيام بالأمور الهامة بالبلاد.

وفي أخر فترة تولى الحكم من قبل آل زياد للدولة اليمنية، عانت الدولة من ضعف داخلي، مما أتاح الفرصة أمام آل نجاح من توثيق حكمهم بالبلاد بعد قيامهم بالقضاء على من يقف أمامهم، وفي أثناء تولي نجاح البلاد فرض سيطرة تامة على منطقة تهمة، ولكن لم يتمكن من السيطرة على معظم المناطق مثل: الجبال.

كما تميزت إمارة نجاح بتتبعها المذهب السني؛ وذلك بسبب حكم العباسيين لها، بحيث تميزت بتتبع أغلب سكان اليمن لها، بالإضافة إلى وقوفها بجانب اليمنيين في مواجهة الصليحيين في الحروب الواقعة بينهم، والتي وقعت بين الدولتين مدة طويلة جداً استمرت طيلة عهديهما. وفي تلك الفترة وقعت اليمن تحت حكم مجموعة من حكام آل نجاح، وكان من أبرزهم: 

جیاش بن نجاح:

قام جياش بن نجاح بعد مقتل أخيه ببلاد الهند، بالتوجه إليها متنكراً في عام 481، فدخل زبید متنكراً، وفي تلك الفترة لقي دعم مجموعة من مواليه واصحابه، فجمعوا له 5 آلاف حربة، وساعده على ظهوره الشاعر علي بن القم، وكان وزيراً لأسعد بن شهاب، وبعد مدة من الزمن تمكن من السيطرة على زبيد وملكها، وبعدها قام بأسر أسعد بن شهاب، فأكرمه وأطلق سراحه.

وفي أثناء قدوم جياش إلى الهند، كان قد أحضر معه جارية من الهند حاملاً، فولدت له ابنه فانكا، وفي أثناء ولادتها كان جياش متواجد في زبيد، واستمر حكمه لها من عام 482 إلى عام 498، فتوفى في ذي الحجة من نفس العام، وقيل إنه توفى في شهر رمضان من سنة 500، بحيث ززق من الأولاد الفاتك بن الهندية.


شارك المقالة: