إدوارد بارنات تايلور والتصور الكوني للثقافة

اقرأ في هذا المقال


تايلور والتصور الكوني للثقافة:

جميع المجتمعات الدولية تدين بالفضل الكبير لعالم الأنثروبولوجيا الربيطاني إدوارد بارنات تايلور، الذي قام بخلق تعريف أولي للمفهوم الإثنولجي للثقافة.

إن مصطلح الثقافة موضوع في معناه الإثنولوجي الأكثر اتساعاً وشمولاً، في هذا الأمر المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعادات، تلك التي يكتسبها الإنسان بوصفه في المجتمع.

يستوجب هذا التعريف على كامل الوضوح والبساطة، ومن الواضح أن العالم حريص كامل الحرص على أن يكون وصفياً وموضوعياً وليس معيارياً، فضلاً عن ذلك يلازم هذه التعريفات الحصرية والفردانية للثقافة.

إن الثقافة بالنسبة للعالم تايلور تعبر عن كامل حياة الإنسان الاجتماعية والتي تتميز ببعدها الجماعي، والثقافة بالنسبة إلى تايلور تعتبر مكتسبة ولا تأتي من الوراثة البيولوجية، وتعتبر الثقافة على أنها مكتسبة فإن أصلها وخاصيتها يعتبران لا واعيين إلى حد كبير.

كما أن تايلور يعتبر أول من اقترح للثقافة تعريفاً مفهومياً، لكن ذلك لا يعني أنه أول من استخدمها في الإثنولوجيا، بل كان الأول في استعمال مصطلح الثقافة واقعاً تحت التأثير الأساسي لعلماء إثنولوجيا، ومن أبرزهم غوتساف كلام، الذي كان يستعمل الثقافة في المعنى الموضوعي على خلاف التقليد الجرماني، وخاصة كان هدف استخدامه الأساسي هو الإحالة على الثقافة المادية.

التردد بين مفهومي الثقافة والحضارة لدى العالم تايلور:

كانت عملية التردد بين مفهومي الثقافة والحضارة لدى العالم تايلور مميزاً لكامل مستجدات العصر، وإذا ما انتهى الأمر لديه في تفضيل مصطلح الثقافة، ذلك لأنه فهم أن الحضارة حتى وإذ تم وضعها في معناها الوصفي الخالص لها، تفتقد خاصية المفهوم الأساسي لها.

من أبرز الأمور التي سعى تايلور إلى حلها ضمن تصويره الكوني للثقافة، أنه كان الهدف الرأيسي له هو المواءمة في ايجاد تفسير واحد يربط بين الثقافة وكونيتها، وقد جمع كل هذا في كتابه “الثقافة البدائية” الذي نشر في عام 1871م، وسرعان ما تم ترجمته إلى اللغة الفرنسية عام 1876م، وهذا التصنيف الذي اعتبر مؤسساً للإثنولوجيا بوصفه علماً مستقلاً.

على أثر إقامة تايلور في المكسيك، عمل تايلور على تدقيق منهجه في دراسة تطور الثقافة، وقد تمكن تايلور في المكسيك أن يعاين تعايش عادات سكان المكسيك مع سمات ثقافية حديثة التطور.


شارك المقالة: