يعد تتار القرم بأنّهم عبارة مجموعة عرقية تركية وتم تشكيلهم خلال القرنين الثالث عشر والسابع عشر ميلادي، وتمكنوا من توحيد الكومان، والذين كان أول ظهور لهم في شبه جزيرة القرم في القرن العاشر ميلادي، مع الشعوب الأخرى التي سكنت القرم منذ القدم وخضعوا لحكم التتار، بالإضافة إلى شعب القوط والشعوب القادمة من إيطاليا واليونان.
تتار القرم
كان معظم تتار القرم من سكان القرم الأصليين واستمر الوضع كذلك حتى منتصف القرن التاسع عشر ميلادي، في عام 1944 ميلادي تمكنت قوات المحور من استرجاع شبه جزيرة القرم، أصدرت لجنة الدفاع التابعة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية بترحيل جميع تتار القرم من شبه جزيرة القرم، بما فيهم عائلات تتار القرم الذين خدموا في جيش الاتحاد السوفيتي، تم نقل المرحلين في قطارات إلى آسيا الوسطى، وتم نقلهم إلى أوزبكستان، وخسر تتار القرم نسبة كبيرة من سكانهم، بسبب عمليات الترحيل.
مع بداية عام 1967 ميلادي تم السماح لعدد قليل منهم بالعودة، وفي عام 1989 ميلادي أدان مجلس السوفيات الأعلى للاتحاد السوفيتي طرد تتار القرم من وطنهم الأم باعتباره تصرف خارج على القانون، ولكن لم يتمكن سوى نسبة قليلة منهم من العودة، وأصبح حق العودة فيما بعد مسموحاً للجميع، لم يختلف الاتحاد الأوروبي ومجموعات السكان الأصليين في وضع تتار القرم كشعب أصلي وقد تم الاعتراف بهم رسميًا كشعب أصلي في أوكرانيا، وتعتبرهم روسيا بأنّهم ليسوا من سكانها الأصليين، وما زالت الحكومة الروسية تنكر أنّهم شعب أصله في شبه جزيرة القرم، على الرغم من أنّ الاتحاد السوفيتي اعتبرهم من السكان الأصليين قبل عملية ترحيلهم.
هناك بين تتار القرم وبين شعب تات الإيراني والذين يقيمون في منطقة القوقاز، وقد كانوا في عام 1944 ميلادي يسكنون في شبه جزيرة القرم، وعلى الأغلب هم من شعب القوط والكومان واليونانيون، كما كان يسمى تاتس في القرم أيضاً بشعب أوروم الهيليني،استقر اليونانيون في شبه جزيرة القرم والذين رحلتهم الإمبراطورية الروسية إلى منطقة بماريوبول، في نهاية القرن الثامن ميلادي ظهر مصطلح تات بالفعل في نقوش أورخون والتي تشير إلى شعب أجنبي، في القرم وخلال القرن السابع عشر ميلادي، كانت تعني شعوب مختلفة يعيشون تحت حكم الخان، وكان معظمهم من الإغريق والإيطاليين وبقايا القوط والذين كانوا يقيمون في الجزء الجنوبي من جزيرة القرم.
ذكر علماء التاريخ أنّ سكان المناطق الجبلية من شبه جزيرة القرم كانوا يسمون التاتش، وسكان المناطق الجنوبية شبه جزيرة القرم كان اسمهم يالبويو كانوا من أصول يونانية والأرمن والقوط الشرقيين، حسب ما تم ذكره فأنّ غزو التتار كان في القرن السادس عشر ميلادي وأدى ذلك إلى دمج الثقافات الأرمن والعثمانيين واليونانيين والإيطاليين من الساحل الجنوبي وقوط الجبال الوسطى، من السهوب وتم تشكيل مجموعة عرقية، تعتبر لغة كومان هي اللغة الحالية لتتار القرم وتم دمج بعض اللغات الأخرى معها مثل لغة القرم القوطية، تم إثبات أنّ الوجود العرقي لتتار القرم في شبه جزيرة القرم يتكون من عدة مراحل استمرت لأكثر من 2500 عام.
نشأة تتار القرم
أدى الغزو المغولي على أراضي الكيبشاك إلى خلق مجتمع مندمج مع الطبقة الحاكمة المنغولية على السكان الناطقين باللغة الكيبتشاك وأطلق عليهم اسم التتار والتي استوعبت الأعراق الأخرى في شبه جزيرة القرم مثل الأرمن والقوط واليونانيين والقوط والإيطاليين؛ وذلك من أجل تأسيس العصر الحديث، تكون تتار القرم كشعب واحد في شبه جزيرة القرم وترجع أصولهم إلى عدة شعوب مختلفة عاشت في القرم في عصور تاريخية مختلفة، وأقام معهم عدد من الشعوب المختلفة والذين كانوا يتشاركون في اللغة والدين والثقافة.
مع نهاية القرن الخامس عشر ميلادي، تم تأسيس القواعد التي ساعدت في تكوين مجموعة عرقية تابعة إلى تتار القرم المنفصلة، حيث تم تأسيس السيطرة السياسية لخانات القرم في شبه جزيرة القرم واللغات التركية والتي أصبحت هي اللغة المسيطرة في المنطقة، كما كان للإسلام مكانة مهمة في جميع أراضي شبه الجزيرة، كان معظم السكان الكومانيين في شبه جزيرة القرم يسمون التتار ويجمعهم الدين الإسلامي واللغة التركية، بدأت بعد ذلك عملية توحيد التجمع متعدد الأعراق في شبه الجزيرة، والذي أدى ذلك إلى تأسيس شعب تتار القرم والتي استمرت لفترة طويلة وتطورت لغة القرم بعد ذلك.
مع بداية القرن الثالث عشر ميلادي تم تأسيس شبه جزيرة القرم والتي كان معظم سكانها يتألفون من الشعب التركي وكان جزء منهم من القبيلة الذهبية، في القرن الرابع عشر ميلادي اعتنق تتار القرم الإسلام، وقد ذلك إلى جعل جزيرة القرم من أهم مراكز الحضارة الإسلامية في المنطقة، ظهر خلال تلك الفترة مجموعة من الجماعات والتي بدأت تطالب بالانفصال والحكم المستقل وكان لتلك الجماعات أثر في أراضي شبه جزيرة القرم، فقد طالب السكان المقيمين والذين كانوا من مختلف الدول في تشكيل دولة تخص دولهم.
ظهر تتار القرم كأمة واحدة في وقت خانية القرم وكانت في البداية عبارة عن دولة تابعة للإمبراطورية العثمانية وكان ذلك خلال القرن السادس عشر ميلادي واستمرت تابعة للعثمانيين لمدة قرنين، حسب ما تم ذكره في كتب التاريخ الروسية، فأنّ التأثير التركي على جزيرة القرم لم يكن كثيراً، ولم يكن هناك شي يربطهم سوى الدين الإسلامي واللغة التركية، في عام 1441 ميلادي، تم إرسال مجموعة من شعوب القرم وكان معظمهم يتكون من القبيلة الذهبية إلى دوقية ليتوانيا، وطلبوا من حاكمها حكم جزيرة القرم.
في عام 1783 ميلادي سعت سلالة جيراي إلى ضم خانية القرم إلى روسيا، كانت خانية القرم في ذلك الوقت من أقوى الدول وكونها دولة كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية واستمرت كذلك حتى القرن الثامن عشر ميلادي، وفي 1580 ميلادي تمكنت خانية القرم من الحصول على الاستقلال، في عام 1711 ميلادي قاد القائد الروسي بيتر الأول حملة عسكرية من القوات الروسية وتوجهت إلى البحر الأسود، وكانت روسيا تنوي خوض حرب ضد الدولة العثمانية والسيطرة على خانات القرم وأعلنت روسيا بعد ذلك الهجوم بأنّه عبارة عن إمبراطورية.
في عام 1768 ميلادي قامت الحرب الروسية التركية وكانت روسيا تسعى من خلالها السيطرة على خانات القرم وتم من خلال تلك الحرب تدمير أراضي القرم والتي احتاجت فترة طويلة لتتمكن من استعادة قوتها، وكانت روسيا ترى من خلال تلك الحرب، أنّ أراضي القرم لها وأنّ المغول قدموا إليها وسيطروا عليها ومن ثم قامت الدولة العثمانية بالسيطرة عليها.