يناقش العديد من علماء السيميائية موضوع يخص تشارلز موريس والأسس السلوكية للسيميائية وكذلك أصول الأسس السلوكية للسيميائية.
تشارلز موريس والأسس السلوكية للسيميائية
درس تشارلز دبليو موريس علم النفس في جامعة شيكاغو في أوائل عشرينيات القرن الماضي وخطط في الأصل للعمل في مجال الطب النفسي، وأراد أن يتعلم لماذا وكيف يتصرف البشر حتى يتمكن لاحقًا من مساعدتهم، وهذه الأهداف خطرت بباله عندما كان جالسًا في سيارة ذات مساء، في انتظار صديقه العزيز فنان باوهاوس لاسو موهولي وفجأة أصبح واضحًا لتشارلز موريس أن الفعل البشري لا يمكن تصوره بدون عمليات الإشارة والتقييمات، وكيف يمكن أن يصبح طبيبًا نفسيًا جيدًا دون أن يكتسب هو نفسه فهمًا نظريًا للإشارات والقيم.
وغير تشارلز موريس منهج دراسته وأصبح أحد طلاب جورج إتش ميد وأكثر طلاب الفلسفة المجتهدين في جامعة شيكاغو، وأكمل دراسته الدكتوراه في الرمزية والواقع ودراسة في طبيعة العقل في عام 1925، وبعد ذلك بدأ العمل كأستاذ حيث قام بالتدريس في البداية ثم عاد في أوائل الثلاثينيات.
وفي وقت لاحق عمل كأستاذ زائر في المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية وتعكس جميع دراسات ومنشورات تشارلز موريس بشكل ملحوظ التفاني المستمر للموضوع الذي اختاره لبحث مدى الحياة: العلامات والقيم، وكان من اللافت للنظر نفس القدر من الحذر الذي كان به الشاب تشارلز موريس اقترب من موضوعه، تشارلز موريس والأسس السلوكية للسيميائية وفلسفة البراغماتية والمنهجية السلوكية الاجتماعية.
وأصبحت الفلسفة أكثر إلمامًا بفلسفة العلم ومنطق دائرة السيميائية، وفي عام 1935 حضر المؤتمر الدولي الأول من أجل وحدة العلوم وفي عام 1948 وعام 1949 سافر تشارلز موريس إلى الصين والهند للتحقيق في مفاهيمهما عن القيمة.
وبالتالي تنفيذ الأسس السلوكية للسيميائية التي كانت قد وضعت نصب عينيه لبعض الوقت، وموهبة تشارلز موريس العظيمة في تركيب المواد من مجالات متباينة هي واضح بالفعل في مضاعفاته المبكرة، يتم إيلاء الاهتمام لتفاصيل سؤال معين فقط بقدر ما سيساهم فهمها في حل مشاكل أكثر عمومية، ويحلل الرؤى العملية والاستنتاجات النظرية للخبراء من جميع أنحاء العالم.
ويوضح متبادلة التوافق ويحاول بناء إطار مفاهيمي شامل والتي يمكن أن تكمل بعضها البعض، ويصبح هذا السعي المستمر بشكل خاص واضح في دراساته البرامجية والوضعية والمنطقية والبراغماتية والتجريبية والعلمية وأسس نظرية العلامات.
وهو يميز دراساته التاريخية في ست نظريات للعقل والحركة البراغماتية في الفلسفة؛ وإنها تحفز كتاباته حول وجهة نظر عقلانية للعالم، مثل مسارات الحياة ويتحقق ذلك بشكل مقنع للغاية في كتابه أعمال منهجية في نظرية الإشارة والإشارات واللغة والسلوك، وحول القيمة الإنسانية وجوهرها تم تلخيصه مرة أخرى في العمل المتأخر في الدلالة والأهمية.
وفي البداية شرع تشارلز موريس في العثور على إجابات للأسئلة التي شغلت به من خلال فحص التخصصات الفردية والتوجيهات البارزة، ووجد ثلاث حركات فلسفية كل منها مؤثر بشكل خاص في منطقة جغرافية معينة ومرتبطة بقوة بفرد معين وبالتخصصات كتقليد للبراغماتية والموجهة نحو العلوم الاجتماعية والبيولوجيا ويمثلها جي إتش ميد وجي ديوي وسي آي لويس، والتقليد الأنجلو من التجريبية الموجه نحو العلوم الطبيعية ويمثلها التجريبيون من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، وتقليد السلوكية للوضعية المنطقية الموجه نحو المنطق والرياضيات ويمثلها إ، ماخ وإم شليك فيتجنشتاين وري كارناب وريتشنباخ وايزمان.
أصول الأسس السلوكية للسيميائية
وكان تشارلز موريس من أوائل الذين أدركوا أوجه التشابه بين هذه الحركات الفلسفية وبيان أن خلافاتهم لم تصنعها وظهرت أوجه التشابه بين الوضعية والتجريبية في تفضيلهم المشترك للملاحظة بين الذات في تأمين البيانات، وارتبطت التجريبية والبراغماتية من خلال تركيزهما على الأسس السلوكية للسيميائية.
وتعود أصول الأسس السلوكية للسيميائية إلى الفلسفة البراغماتية وتم تقديمها رسميًا للجمهور بعنوان المفاهيم الفلسفية والنتائج العملية التي ألقاها ويليام جيمس، ومع ذلك كان منشئ البراغماتية تشارلز س وتشارلز بيرس الذي نشر نواة أصلية من ثلاث كتابات حول هذا الموضوع في عام 1868 في دراسة الفلسفة التأملية.
وقام تشارلز بيرس بنفسه بتاريخ ميلاد الأسس السلوكية للسيميائية إلى الاجتماعات التي عقدها بين نهاية 1871 وبداية 1872 في البراغماتية وتعيد تقييم أهمية العمل في العمليات المعرفية مع مراعاة الاكتشافات في مختلف المجالات، وخاصة في علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأحياء على وجه الخصوص إشارة إلى عمل تشارلز داروين.
وتأثير البيولوجيا الداروينية واضح في دراسة تشارلز بيرس بتثبيت المعتقد حيث يذكر أن المنطقية فيما يتعلق بالأمور العملية قد تنتج عن فعل الانتقاء الطبيعي، وتم تدريب تشارلز بيرس وعمل كعالم فيزيائي وامتاز بالطريقة العلمية التجريبية التي كان توظيفه وتطوره في بحثه.
والأسس السلوكية للسيميائية لتشارلز بيرس كما يقول سي موريس هي بشكل أساسي اقتراح تبني المبدأ البراغماتي في الفلسفة بصيغ مختلفة في جميع دراساته، حتى تكسب الفلسفة التقدمية الطابع التراكمي للعلم التجريبي.
وفي المنظور البراغماتي العقل أو الروح أو الفكر ليس مادة كما في ثنائية الديكارتي، ولا عملية أو فعل كما تفهمه المثالية، ولا مجموعة من العلاقات كما في الكلاسيكية التجريبية، ولكنها وظيفة أو نشاط تمارسه الإشارات اللفظية وغير اللفظية، لذلك أكد تشارلز موريس في دراسته عام 1932 على ست نظريات للعقل.
وبالنظر إلى هذا العقل والعلامة أو الرمز العمليات مترابطة وحتى تتعرف مع بعضها البعض، ونظرية الإشارات واللغة اللفظية ضروري للفهم الكافي لعمل العقل، وتقدم هذه الدراسة مسحًا لنظريات مختلفة في الفلسفة حول العلاقة بين العقل والعالم وأطر علاقة تشارلز موريس بالبراغماتية مع إشارة محددة إليها من تشارلز بيرس وجيمس بول وجون ديوي.
والأسس السلوكية للسيميائية خلال سنوات تتمحور حول فكره للتشكيل والتكوين، أكثر من كونها فلسفة شاملة، فإن البراغماتية في أصلها تقترح نفسها على أنها طريقة للتأكد من كيفية توضيح الأفكار، وهنا يصف المعنى من حيث إمكانية التحقق العملي لحقيقة التأكيد الناشئة عن تصور للتأثيرات الحسية للأشياء.
ولفهم واضح للكائن وللمفهوم حيث يجب أن يكون هناك فهم لتأثيراته ومحامله العملية النهائية، ويطور جيمس بول هذا الجانب من نظرية المعنى إلى نظرية الحقيقة، وهو يفسر البراغماتية من حيث الأداة وتعتمد المعرفة على احتياجات العمل والعواطف، وبالنسبة لجيمس بول فإن ما يترتب عليه من نتائج عملية مرضية هو الصحيح.
وهو ما قاده إلى ذلك التأكيد على القيمة العملية للإيمان والإرادة على الإيمان وأسباب القلب، وفرديناند سي إس شيلر وجه مقاربته في اتجاه جيمس بول مؤكدًا على نسبية المعرفة للمنفعة الشخصية أو الاجتماعية، كما عمل جون ديوي على مشكلة المعنى والمعرفة في نسخته الخاصة من الأسس السلوكية للسيميائية، والتي أطلق عليها التجريبية أو الذرائعية.