تصنيف النماذج العلمية عند روبرت ميرتون في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


تصنيف النماذج العلمية عند روبرت ميرتون في علم الاجتماع:

1- تقديم التوجيهات العامة:

ويقصد بهذه التوجيهات المبادئ أو الأبعاد التي يجب على الباحث في أية قضية سوسيولوجية، أن يأخذها في اعتباره عندما يقوم ببحوثه ودراسته، ومثال ذلك ما يؤكده بعض الباحثين من أننا عندما نقوم بدراسة ظاهرة الانتحار يجب ألا نكتفي بقياس التكامل الاجتماعي للجماعة التي تشيع داخلها تلك الظاهرة، وإنما يجب كذلك الاهتمام بدراسة الخصائص الشخصية ﻷعضائها.

كذلك فإن الباحثين في مجال علم اجتماع الجماعات الصغيرة لا يرون ضرورة عدم الاهتمام بأثر القواعد أو المعايير التي تحكم عملية التفاعل الجماعي الداخلي فحسب، وإنما ينبهون إلى الاهتمام كذلك بدراسة أثر حجم الجماعة على نوعية العمليات الاجتماعية السائدة داخلها وبالمثل فإن الباحثين في مجال السكان يرون ضرورة البحث عن العلاقة بين التوجيهات القيمية والدينية، وبين معدلات المواليد الوفيات والزيادة الطبيعية.

كذلك فإنه في مجال دراسة الطبقة، يشير بعض العلماء إلى أهمية أخذ بعض العوامل في الاعتبار مثل التعليم والمهنة ومكان الإقامة ونموذج المنزل ووجهات أعضاء المجتمع، بينما يركز ويهتم آخرون على أبعاد أخرى في مقدمتها موقع الشخص أو الجماعة من علاقات الإنتاج السائدة والمعروفة داخل المجتمع.

وعلى الرغم من عدم وجود خلاف بين علماء الاجتماع من حيث تقديرهم ﻷهمية مثل هذه التوجيهات، إلا أنهم يختلفون تماماً حول مضامينها، أو حول نقاط التركيز بدراسة الطبقة على سبيل المثال.

2- تطوير بعض المفاهيم السوسيولوجية:

وتعد المفاهيم أو التصورات أدوات ضرورية في أي بحث علمي، وإن كانت لا تكفي بمفردها في تكوين علم من العلوم أو فرع من فروع المعرفة، فالمفاهيم هي التي تحدد لنا شكل ومضمون المتغيرات التي ينظر إليها على أنها ذات أهمية في مجال البحث السوسيولوجي.

فدور كايم على سبيل لم يكتفي بإبراز أهمية درجة التكامل الاجتماعي مع الجماعة، ولكنه قدم لنا عدة نماذج للتكامل، وهناك العديد من المفاهيم التي اهتم علماء الاجتماع بتوضيحها كالعضوية والوظيفية والبناء والنظام والتنظيم والنسق.

وعلى الرغم من أهمية مثل هذه المفاهيم، إلا أنها كما سبقت الإشارة لا تقيم بذاتها علماً من العلوم، وتكمن المشكلة في علم الاجتماع في أن الكثير من الباحثين المهتمين بالنظرية السوسيولوجية يقفون عند مرحلة عرض المفاهيم والتصورات، دون تجاوزها إلى الاختيار الوضعي أو تحقيقها تحقيقاً علمياً استناداً إلى فروض واضحة، تمهيداً للتوصل إلى تعميمات ثابتة وصادقة.


شارك المقالة: