التطور التاريخ الاجتماعي لظاهرة التغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


يحتل التغير الاجتماعي والتحديث مركزًا مركزيًا في العالم المعاصر بين علماء الاجتماع وعلماء النفس، حيث يُعتبر من أهم المشاكل الحيوية والمؤثرة للإنسان والمجتمع، وقد أصبح مصدر قلق رئيسي كظاهرة جديدة رافقت التحضر الاجتماعي الملحوظ في العصر الحالي وخاصة المجتمعات النامية.

تطور التاريخ الاجتماعي لظاهرة التغير الاجتماعي:

أثار هذا تركيز علماء الاجتماع واهتمامهم بموضوع التحديث الاجتماعي وكانوا يحاولون باستمرار فهم الواقع التاريخي للتغير الاجتماعي والتحديث، ومنذ القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، جاء معظمهم للحديث عن ظهور العصر الحديث. علم الاجتماع وعلم الاجتماع الصناعي في المجتمعات الصناعية الحديثة والمتقدمة.

ما يعتبر تطورًا طبيعيًا في التغير الاجتماعي في المجتمعات التقليدية والمتطورة، وقد أدى أيضًا إلى تطور طبيعي للتغير الاجتماعي في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، إن التاريخ الاجتماعي لظاهرة التغير الاجتماعي وأثرها في التغير السياسي في ظل سياسة العولمة.

أدى ظهور علامات هذه الظاهرة المتفاقمة إلى زيادة قدرة علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع على دراسة هذه الظاهرة بعمق وتفكير، خاصة في النصف الأول من القرن التاسع عشر  عندما كانوا مهتمين بالإنسان وتاريخه الاجتماعي الطويل، في تطور الإنسان من إنسان قديم اجتماعيًا إلى رجل حديث جديد من خلال نظرية التطور لتشارلز داروين ومع تطور طرق الحياة في الحياة الاجتماعية وفي التنشئة الاجتماعية وكيف تغيرت حياته من الصيد البدائي والمرحلة الزراعية التي انتقلت إلى مرحلة التنمية الاجتماعية مع التطور التجاري والصناعي.

مع ظهور الآلة للإنتاج السريع والتكنولوجيا في منتصف القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى رأى علم الاجتماع في التغير الاجتماعي تقدمًا أو تطورًا وكانت بعض المجالات المبكرة في هذا الاتجاه في نظريات التطور العظيمة التي اقترحها أوجست كونت وهربرت سبنسر وهوبوس في علم الاجتماع وتايلور ويسترمارك.

كان المفهوم العام للباحثين هو ببساطة أن جميع المجتمعات في جميع مجالات الحياة الاجتماعية مرت بمراحل متشابهة من التطور، ما لم تكن هناك عقبات تنتقل من الأبسط إلى الأقل تعقيدًا إلى الأقل اختلافًا ثم إلى المراحل المعقدة والمختلفة والتي تصل ذروتها في المجتمع الصناعي الحديث.

رفض دوركايم الاتجاه التطوري ومع ذلك فإن ميله العام لتصنيف المجتمعات كان قائمًا على نمط تطوري بحيث أن تقسيمه للعمل في المجتمع تعامل مع عملية التطور من المجتمعات البدائية إلى المجتمعات الحديثة.

آراء العلماء عن التطور التاريخي للتغير الاجتماعي:

هناك الكثير من آراء علماء الاجتماع على موضوع تاريخ التغير الاجتماعي منذ فترة الضبابية حول التغير الاجتماعي منذ عصر التنوير في القرن الثامن عشر، ولكن يُنظر إلى التغير على أنه من الحواجز أمام التقدم في العصر الحديث، في الوقت نفسه حدد كوندرسية مراحل التغيير الاجتماعي بتسع مراحل تمثل خط يتصاعد إلى التقدم حيث توقع المرحلة العاشرة والأخيرة التي ينتهي فيها التغير وتقدم البشرية  والمراحل التسع للإنسانية المعقدة هي:

1- مرحلة الصيد.
2- مرحلة الرعي.
3- مرحلة الزراعة.
4- مرحلة العلوم والفلسفة اليونانية.
5- مرحلة الحضارة الرومانية.
6- مرحلة الجمود العلمي (العصور الوسطى).
7- مرحلة اختراع الطباعة.
8- مرحلة التحرر الفكري والإصلاح الديني.
9- مرحلة الثورة الفرنسية.
من خصائص العصر الحديث في أوروبا حصول تغيرات من خلال الانتقال من العصور الوسطى إلى العصر الحديث، ظهرت أوروبا في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر من معالم التغيرات ما يلي:

1- أصبح التحول من بيئة معادية إلى حرية البحث بيئة ينمو فيها العلم ويتشكل.

2- استنيرت أوروبا بالمعرفة الجديدة والآفاق التي نشأت فيها بدأت حركة الإصلاح الديني وتم تصحيح عيوب الكنيسة.

3- أصبحت النقود التي تعتبر دائمًا قوة يحسب لها حساب في الأمور البشرية أكثر توفرًا في أواخر العصور الوسطى، ثم ازدادت وفرتها بسرعة في أوائل القرن السادس عشر كما حدث في جميع الدول الأوروبية بعد العامل الأول الذي أحياها خلال الحروب الصليبية وأصبحت طبقة وسطى مؤثرة ذات نفوذ قوي ومصالح مادية.

4- بدأ الانهيار السياسي للإمبراطورية الرومانية الغربية في الدول القومية في العصور الوسطى وظهر التطور مع بداية العصر الحديث ظهرت أشكال جديدة من الحكم في أوروبا وخاصة في أوروبا الغربية.

5- احتلت الجغرافيا جزء كبير وهام من المعرفة الجديدة في أوائل العصور الحديثة في أوروبا.

6- في مجال السياسة الخارجية كان النصف الثاني من القرن الخامس عشر فترة مهمة وحاسمة في تاريخ أوروبا.

7- انهارت الدولة البيزنطية مع سقوط القسطنطينية عام 1453، وبدأت مرحلة جديدة.

8- توجت الدول الأوروبية الحديثة بردّ فعل ضد الإمبراطورية والإقطاع، وكانت هذه الفترات عبارة عن تحول اقتصادي يتمثل في توسع أنشطة الطبقة الوسطى مما مهد بدوره الطريق لظهور الرأسمالية الحديثة في القرن السادس عشر.


شارك المقالة: