الخصوبة السكانية في الدول الأوروبية:
انخفضت معدلات الخصوبة بشكل مطرد من منتصف الستينيات وحتى مطلع القرن في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أظهر معدل الخصوبة الإجمالي في الاتحاد الأوروبي علامات على الارتفاع مرة أخرى، توقف هذا التطور في عام 2010 ولوحظ انخفاض لاحق إلى مستوى منخفض نسبي في عام 2013، تلاه زيادة طفيفة حتى عام 2016 وانخفاض آخر منذ ذلك الحين، في عام 2019، بلغ معدل الخصوبة السكانية الإجمالي في الاتحاد الأوروبي 1.53 مولود حي لكل امرأة (مقارنة بـ 1.54 في عام 2018).
تطور الخصوبة السكانية في الدول الأوروبية:
لقد تم ملاحظة أن معدل المواليد لم يطرأ عليه تغيرات كبيرة منذ القرن الثامن عشر وحتى أواخر القرن التاسع عشر، ولقد كانت دولة فرنسا من الدول التي تم استثناؤها، حيث أنها تميزت بهبوط واضح في معدل المواليد وكان هذا الهبوط في أوائل القرن التاسع عشر، وبالنسبة إلى إيرلندة التي بدأت بالهبوط في معدلات مواليدها في منتصف ذلك القرن، وهذا ما يمكن قوله أنه لم يحدث الهبوط في معدل المواليد بشكل مفاجئ في الأقطار الأوروبية وهذا حتى بعد سنة 1870 بل الكثير من الدول لم يبدأ الهبوط بمعدل مواليدها قبل سنة 1900.
لقد وصل متوسط معدل المواليد في أوروبا في النصف الأول من القرن التاسع عشر 39 في الألف وفي سنة 1880 وصل معدل الهبوط إلى نحو 35 في الألف وكان معدل التكاثر الإجمالي 20 في الألف، حيث أن هذه المعدلات تعتبر عالية مقارنة مع مستوى الخصوبة السكانية في الوقت الحالي في القارة بالرغم من أنها تعد أقل من المعدلات السائدة حالياً في الدول المختلفة.
ولقد كان شمال وغرب أوروبا من أول الأقاليم التي قد شهدت هبوطاً في معدل الخصوبة السكانية وكانت الفترة من 1906-1909 كان يتراوح معدل مواليدها بين 25-30 في الألف، حيث أنه كان هنالك عوامل أثرت على هبوط منحنى اتجاه الخصوبة ومن هذه العوامل هي:
- الحرب العالمية الأولى التي كانت سبباً في النقص بمعدل المواليد إلا أن المنحنى ارتفع مجدداً بعد انتهاء هذه الحرب في كل من هذه الدول بالقارة وهي النمسا وبلجيكا، كما أن تأثير الحرب كان أيضاً تأخير التطور الصناعي مقارنة بشمال وغرب القارة.
- الحرب العالمية الثانية كان تأثيرها مختلف على معدل المواليد، حيث أنه استمر الانخفاض في مستوى الخصوبة السكانية في جنوب أوروبا بينما في شمال أوروبا وغربها.