تطور العلاقات العامة ودوافع الاهتمام بها في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


تطور العلاقات العامة ودوافع الاهتمام بها في الخدمة الاجتماعية:

العلاقات العامة ظاهرة اجتماعية ولدت بمولد الإنسان ونشأت بالضرورة في كل مجتمع بشري ومع أن العلاقات العامة لا بدّ أن تتطور بتطور المجتمعات فالذلك لا يتعارض مع الحقيقة الثابتة وهي أن العلاقات العامة ظاهرة اجتماعية حتمية لا بدّ أن توجد في كل مجتمع نتيجة للاحتكاك الاجتماعي بين أفراده ومنظماته وهيئاته.
لقد ارتبط ظهور الاهتمام بنشاط العلاقات العامة بمجموعة من الأوضاع المجتمعية أفرزتها حركة المجتمع نحو التقدم والتطور والنمو، ويمكن ذلك فيما يلي:

  • ظهور الثورة الصناعية والاعتماد على نمط الإنتاج الكبير: فلقد نتج عن الثورة الصناعية ظهور أوضاع اجتماعية جديدة مثل، خروج المرأة للعمل، وانتشار وتضخم مشكلة البطالة، وسوء العلاقة بين أصحاب العمل والعمال، وعدم وجود ظروف عمل مناسبة للعمل، تدني مستوى الخدمات المقدمة للعاملين.
    ونتيجة لذلك فقد ظهرت الاضطرابات العمالية للاحتجاج على سوء المعاملة والمطالبة بتوفير ظروف معيشية أفضل ومراعاة توافر عناصر السلامة المهنية للعمال وهنا ظهرت الحاجة لضرورة تحسين العلاقة بين أصحاب العمل والعمال وأهمية وجود حلقة اتصال بين الإدارة والجمهور الداخلي للمنظمة، بهدف تبادل الآراء ومعالجة المشكلات القائمة.
    وكذلك فإن الاعتماد على نمط الإنتاج الكبير أظهر الحاجة لضرورة إيجاد علاقات مع الجمهور الخارجي للمنظمة المستهلكين، بما يساعد على إشباع احتياجاتهم واستيعاب إنتاج المنظمة بحسب نشاطها.
  • تزايد المنافسة وانتشار المنظمات: حيث زادت المنافسة بين المنظمات نتيجة لتعددها في كافة المجالات وأصبحت المنظمة لا بدّ وأن تتفاعل بشكل دينامي مع البيئة المحيطة وذلك في ضوء النظرية الإيكولوجية فالمنظمة تنشأ أساساً نتيجة لحاجة مجتمعية وهي تتفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة من خلال وجود علاقات إيجابية فالمنظمة والبيئة بينهما اعتماد متبادل فالبيئة توفر للمنظمة المواد الخام وتوفر فرص العمالة وتمد المنظمة بالطاقة المحركة وأيضاً تمثل البيئة سوقاً لاستيعاب وتصريف مخرجات المنظمة.
  • تطور وسائل الاتصال وعصر المعلوماتية: تميز الإنسان عن باقي المخلوقات بقدرته على تسجيل أفكاره وملاحظاته بطرق متعددة تطورت مع تطور المجتمعات الإنسانية، وذلك بهدف تبادل ونقل وتداول هذه الأفكار والملاحظات مع الآخرين سواء كانوا متباعدين في المكان والزمان.
    وتعتبر المعلومات أكثر الأشياء تداولاً في كافة المجتمعات الإنسانية وهي ترتبط بكافة الموجودات الطبيعية والبشرية وما يتولد عن تفاعلها من نتاجات حضارية متعددة الأبعاد.

شارك المقالة: