معدل الوفيات للأطفال الرضع:
إن معدل الوفيات للأطفال الرضع يبين نسبة الوفيات من الأطفال الذين يقل عمرهم عن سنة وهذا نسبة لكل 1000 مولود على قيد الحياة خلال السنة نفسها، بالإضافة إلى تزويدنا بمعلومات أساسية حول صحة الأم والطفل، فإن معدل وفيات الرضع هو علامة مهمة للصحة العامة للمجتمع، إذ أن دراسة الوفيات الرضع لها أهمية كبيرة عن دراسة الوفيات في أي مجتمع آخر، ويمكن ملاحظة ارتفاع معدلات الوفيات لهذه المرحلة العمرية ارتفاعاً واضحاً، كما أن الوفيات الرضع تشكل قاعدة الهرم السكاني بصفة عامة؛ لأنها تشكل جزءاً كبيراً من مجموع الوفيات.
تعتبر وفيات الأطفال غير مرئية إلى حد كبير ونادرًا ما يتم الإبلاغ عنها بأنها مأساة يومية واسعة النطاق على الصعيد العالمي، إذ يموت 4.6٪ من جميع الأطفال قبل بلوغهم سن 15 عامًا؛ في المتوسط، وقد يموت طفل كل 5 ثوانٍ في اليوم.
تطور الوفيات الرضع وتأثيره على النمو السكاني:
وقد يكون الارتفاع في مستوى الوفيات الرضع، عيوب خلقية، أو الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة، أو بسبب مضاعفات حمل الأم، أو متلازمة موت الرضع المفاجئ، وكذلك إصابات الأطفال المختلفة (مثل الاختناق)، وهنالك الأطفال الذين يموتون بعد ولادتهم بفترة قصيرة لا يتم تقييدهم ضمن المواليد ولا الوفيات، كما أن هنالك مشكلة أخرى تسمى بالمولود الحي.
ليس من السهل دراسة مستوى الوفيات الرضع وهذا لأن إحصاءات الأطفال الرضع الحيوية غير موثوق بها تماماً، ولقد كانت معدلات الوفيات الرضع مرتفعة بدرجة ملحوظة في معظم دول العالم، وكان في سنة 1662 لم يكن يعش إلا 640 فقط من بين ألف طفل في لندن حتى عمر 6 سنوات، أما بالنسبة لفرنسا تم تقدير عدد الأطفال الذين يعيشون وكان عددهم 540 طفلاً من أصل 1000 طفل يولد إلى عمر الخمس سنوات فقط، وأيضاً في السويد كان يموت 200 طفل من أصل 1000 طفل وكانت أعمارهم أقل من السنة حيث أن هذه الأرقام توضح معدل وفيات الأطفال الذين أعمارهم تكون في السنوات الأولى وكان مستوى الوفاة مرتفع للغاية في أوروبا، وهذا قبل أن يصبح للثورة الصناعية والثورة الزراعية تأثير كبير في اقتصاد دولها.
ومن حقائق تطور الوفيات للأطفال الرضع منذ أوائل القرن العشرين في بعض الدول حقيقتان الأولى هي انخفاض كبير قد شهدته كل الدول من دون استثناء حتى إن كانت نسب الهبوط متفاوتة، الحقيقة الثانية إن مستوى الوفيات الرضع في الدول النامية يتشابه إلى حد كبير مع نفس المستوى للدول المتقدمة في أوائل القرن العشرين وبفارق زمني يصل إلى ستين عاماً.