تعريف الثقافة وتأويلها:
لا بد لنا من المعرفة بأن الاستخدام لمصطلح الثقافة بدأ منذ بداية القرن السادس عشر، وقد جاء هذا المصطلح بمثابة توضيح للمقدرة الفردية على التعلم، ونقل المعارف واستخدامها في الحياة، وقد أصبح مفهوم الثقافة من أبرز المفاهيم التي تعالجها العلوم الاجتماعية، إذّ يشمل هذا المفهوم كافة الظواهر التي تفسر حياة الفرد.
وقد تم اعتبار التعريف الثقافي الذي قدمه العالم تايلور من أقدم التعريفات وأشدها ثباتاً، وقد اشتمل هذا المفهوم على الثقافة البدائية، تلك الثقافة التي عرفت على أنها الوحدة الكلية الثقافية التي تشتمل على المعرفة والقانون والعادات، بالإضافة إلى ذلك مجموعة من العادات التي يكتسبها الفرد بصفته عضواً في المجتمع.
التقدم الثقافي في علم الاجتماع:
ومع التقدم الثقافي الذي تم توضيحه في علم الاجتماع، قد عمل مجموعة من العلماء في مجالات المفاهيم ذوات الطباع الخاصة والمتعددة التابعة لمفهوم الثقافة، حيث أثبت مجموعة من العلماء الثقافيين من خلال دراساتهم الثقافية المفهوم الثقافي وتأويله.
وجد تعريفاً للثقافة تراوح ما بين السلوك الثقافي والأفكار في العقل، وصولاً إلى التركيب المنطقي للثقافة، إلا أن التعريف المفضل للثقافة كان مبني على أنها عملية تجريدية، وبمثابة تجريد تام من السلوك، ولكن لا يمكن اعتبارها بشكل تام على أنها سلوكاً، وقد حاول مجموعة من العلماء إيجاد حلاً لإبعاد الشك حول مفهوم الثقافة، والعمل على توضيح مفهوم ثقافي يكون قريباً للعلم، حين أكد العلماء على أن القضية الثقافية تم اعتبارها نمطاً حقيقياً، بل أن الثقافة قد اندمجت في السياق الذي يجري فيه التأويل العلمي.
ولا بد لنا من المعرفة التامة بالأثر الثقافي الذي من الصعب تحديد مداه بدقة، فالفرد يدخل لعالم معين من دون تواجد فكرة مسبقة أو ثقافة لديه، إذّ تتشكل شخصية الفرد وسلوكياته ومعتقداته من خلال الثقافة التي يعيش بها من كافة الجوانب، وهذا الأمر جعل الكثير من العلماء ينظرون إلى التأثير الثقافي الذي تمارسه العوامل البيولوجية والثقافية في تشكيل الشخصية الإنسانية، وقد لاحظ مجموعة من الباحثون في حقول علم الاجتماع أن الثقافة مقترنه بمجموعة من العقائد والعادات والأدوات التي تكون قابلة للانتقال من ثقافة إلى أخرى ومن شعب إلى آخر.