المفهوم العام للعادات والتقاليد الاجتماعية:
التقاليد جمع تقليد، وهو مفهوم يوضح الموروث الذي ينقل تقاليد عن الآباء والأجداد، أي تقليد الأجيال في هذا أو ذاك المجتمع لمن كان قبلهم من الأجيال في العقائد والسلوك والمظاهر، ويوجد فرق بين لفظي العادات والتقاليد بالرغم من ارتباطهما ببعضهما البعض فالعادة أو العادات هي الأمور المألوفة والتي اعتاد الفرد على القيام بها دون جهد ولفترة زمنيّة معيّنة.
وهو أيضاً يكون بمثابة الموروث الثقافي لفرد أو قبيلة أو مجتمع عن آبائه وأجداده القدماء فمثلاً هناك الكثير من المجتمعات التي تعمل على الاهتمام والمبالغة في إكرام الضيف والاعتناء به على أكمل وجه، ومجتمعات أخرى تكتفي بالاحتفاء بالضيف وترى بأنّه ليس من الضروري مثلاً إقامة الولائم له ومن هذا القبيل، ولا تواجه أي انتقاد من محيطها، ويعود هذا لأنه أصبح عادة.
على عكس المجتمعات التي تقوم بالعمل على إكرام الضيف بأكمل صورة، فمن لم يُكرم ضيفه يواجه نقداً قد يصل إلى التجريح، وفي الحالتين يعود الأمر لما اعتاد على فعله هذا أو ذاك المجتمع، ولكل مجتمع من المجتمعات أو لكل مجموعة إنسانيّة، عادات تتكوّن مع مرور الأيّام وتتطوّر لتصبح جزءاً لا يتجزأ من هذا المجتمع، ويُحافظ على هذهِ العادات من خلال التكرار الذي يفرض عليها أن تصبح عادةً أساسيّة.
بشكل عام فإنّ العادات والتقاليد السائدة والمتعارف عليها لدى المجتمع والفرد الشرقي تكتفي ببعض التقاليد والعادات الخاصة بها تلك التي تختلف اختافاً كلياً عن العادات المطبقة والسائدة لدى المجتمع الغربي، وذلك من خلال عدة جوانب وطرق من الأفعال، مثل طريقة اللباس وطريقة الكلام والعلاقات بين الأفراد، فمثلًا في المجتمع الغربي تختلف مسألة وكيفية التعامل مع الضيف، حيث تلعب المصلحة الشخصيّة دوراً أساسياً في هذا الموضوع.
أيضاً يرتبط التعامل في بروتكول أو مسار معين، مثل أين يُقيم الضيف، وكم عدد الأيّام التي يتحمّل تكلفتها المُضيف، وهذا على العكس تمامًا من المجتمعات الشرقيّة العربيّة، والتي عادةً ما تهتم بالضيف وتسمح له بالإقامة في منزلها، وتقدّم له الطعام والشراب وكلّ ما يخصّ الضيافة طوال فترة إقامته وذلك من باب الواجب والإكرام والاعتناء بالضيف.
ومن المؤكد أنّ بعض العادات والتقاليد التي تم نقلها من الأجداد إلى الآباء كانت ذات طابع إيجابي بشكل مؤكد، لذلك ما زالت قائمة إلى يومنا هذا ومنها: الصدق وحب الخير للجميع والشهامة وإكرام الضيف على أكمل صورة، بالإضافة لبعض الموروثات السلبيّة التي ينبغي الحد منها وتجاهلها وذلك لكي تنتهي وتتوقف بشكل نهائي مثل تقاليد الثأر وزواج الأقارب وغيرها الكثير من التقاليد، ومن الواجب على كل مجتمع أن يسعى جاهداً للحفاظ على العادات الجيّدة والتخلّص من العادات السيئة وذلك ليكون مجتمعًا صالحاً نقياً وجيداً وخالي من المشاكل والصراعات.