اقرأ في هذا المقال
- تعريف علم الاجتماع السياسي
- الاختلافات في تعريف علم الاجتماع السياسي
- تعريف علم الاجتماع السياسي عند موريس جانويتز
- تعريف علم الاجتماع السياسي عند بوتومور
تعريف علم الاجتماع السياسي:
يعد تعريف العلم ذو قيمة هامة، ذلك ﻷنه محاولة لتحديد ما هي وأهدافه ومجالاته، ما يساعد على تطوره على يد الباحثين والدارسين المتخصصين، إلا أن ذلك ليس سهلاً، حيث تواجه هؤلاء مشكلة التعريف، خاصة في مجال العلوم الإنسانية أو الاجتماعية، نظراً ﻷن الظواهر الناجمة عن هذه العلوم ذات طبيعة خاصة متغيرة وغير مستقرة إلى حد كبير.
حيث إن القضايا التي تتناولها تلك العلوم تختلف في طبيعتها، إضافة إلى اختلاف الأولويات التي يهتم بها العلماء، واختلاف ظروفهم الموضوعية والذاتية، فإن ذلك جميعه يؤثر على التعريف الذي يطلقه أي منهم على العلم الذي يدرسه، فينتج عن ذلك تعريفات مختلفة حسب الزاوية التي يسلط منها كل منهم الضوء على العلم.
من هنا نجد الاختلاف الواضح بين تعريفات علم الاجتماع السياسي، إلا أن كل منها يصب في مصلحة تحديد أطراف هذا العلم الحديث نسبياً، ومن هذه التعريفات:
الاختلافات في تعريف علم الاجتماع السياسي:
1- علم الاجتماع السياسي هو ذلك العلم الذي يعرّف الظواهر والنظم السياسية من خلال التكوين الاجتماعي والثقافة المعروفة في المجتمع، وباستطاعة ما يعين النظام السياسي مسار المجتمع ويضع قوانينه وتنظيمه، فإن المجتمع بدوره يحاول أن يعين قوانين الحكم مع قيمه وأفكاره.
2- يعرف البعض علم الاجتماع السياسي، بأنه ذلك قسم من أقسام المعرفة الاجتماعية الذي يعرف الظواهر السياسية داخل الجماعة السياسية التي يطلق عليها بالدولة، وذلك من وجهة نظر مجتمعية، دراسة إمبيريقية علمية.
3- في إطار توضيح الاختلافات بين مجالات واهتمامات علم السياسة وعلم الاجتماع السياسي، فقد بين كل من العالمين لبست وبندكس، في مقال مشترك لهما، أن علم السياسة يبدأ بالدولة ويدرس كيف تؤثر على المجتمع، بينما علم الاجتماع السياسي يبدأ بالمجتمع ويدرس كيف يؤثر على الدولة.
واستناداً إلى هذا التعريف فإننا إذا أمعنا النظر في فكر الفلاسفة والعلماء إلى الظواهر السياسية على مدى العصور، نجد أنها اتخذت بين محورين رئيسين، فهناك أولئك الذين انصب اهتمامهم على دراسة المؤسسات السياسية باعتبارها أجهزة السيطرة والحكم.
وبذلك ركزوا على سلوك الحاكم وعلى المؤسسات والأبنية السلطوية، وهناك أولئك الذين تعدى اهتمامهم ذلك الهدف القريب ونظروا لما يكمن وراء ذلك من ظروف موضوعية اقتصادية واجتماعية، تؤثر في ذلك الواقع السياسي، ومعنى ذلك أن فكر العلماء والمتخصصين إلى الظاهرة السياسية قد تكون من ناحة الدولة، كما قد تكون من ناحية المجتمع، والنظرة المجتمعية إلى الظاهرة السياسية هي من اختصاص علم الاجتماع السياسي.
4- في حين يرى علماء السياسة بأن علم الاجتماع السياسي، إنما هو محاولة يقوم من خلالها الباحثون والمختصون بدراسة الآثار التي يحدثها ما يدور في البيئة الاجتماعية على النسق السياسي التحتي، فإن علماء الاجتماع يميلون إلى توصيف موضوع علم الاجتماع السياسي، من خلال التداخل القائم بين النظم السياسية والاجتماعية في المجتمع.
تعريف علم الاجتماع السياسي عند موريس جانويتز:
فقد حاول أن يقيم التراث العلمي والتاريخي لعلم الاجتماع السياسي، في محاولة لتحديد ماهية هذا العلم بصورة شاملة، تجمع بين كل من الاهتمامات النظرية والدراسات الامبيريقية، لذا فقد طرح تعريفين لعلم الاجتماع السياسي هما:
1- التعريف الشامل الذي حدد فيه أن علم الاجتماع السياسي يهتم بدراسة جميع الأسس الاجتماعية للقوة في كافة القطاعات النظامية التي توجد في المجتمع، ويهدف بذلك إلى توضيح مدى اهتمام علم الاجتماع السياسي تقليدياً بمعالجة جميع أنماط الحراك الاجتماعي، أو التدرج الاجتماعي ونتائجه على كافة السياسات، أي أن مهمة علم الاجتماع السياسي بناءً على ذلك، هي كل من التنظيم الاجتماعي والتغير الاجتماعي.
2- التعريف الضيق، قد حدد فيه طبيعة علم الاجتماع السياسي بأنه العلم الذي يركز على التحليل التنظيمي لكل من الجماعات والقيادات السياسية.
تعريف علم الاجتماع السياسي عند بوتومور:
يركز علم الاجتماع السياسي بدراسة القوة في إطارها الاجتماعي، ولا يعني ذلك أن موضوع القوة هو الموضوع الوحيد الذي يحدد ماهية دراسات علم الاجتماع السياسي، وهو الموضوع الأساسي في تعين الارتباطات بين أشخاص وجماعات وهيئات ومؤسسات المجتمع، فمن يملك القوة بإمكانه أن يرسم سياسات الآخرين، ويشير ذلك اتصال مفهوم القوة، بمفاهيم أخرى يركز عليها علم الاجتماع السياسي مثل السلطة والعنف والنفوذ والسيطرة.
إذن فإن علم الاجتماع السياسي هو ذلك العلم الذي يهتم بجملة من المسائل الرئيسية التي تستند بالنشاط البشري السياسي، التي تسير معه في إطار المجتمع، فتكون بذلك ظواهر سياسية ذات حقيقة مجتمعية، وتدخل بالتالي ضمن اهتمامات علم الاجتماع بصورة عامة، وعلم الاجتماع السياسي بصورة خاصة، وذلك من أجل معرفتها وإدراكها وتفسيرها.