شهدت أغلب دول العالم تغيرات حضارية واجتماعية ومادية في الأدوار والأحوال الاجتماعية للمرأة، وهذ التغيرات أثرت على المرأة وعلاقاتها وواجباتها وحقوقها.
تغير الأحوال الاجتماعية للمرأة:
تَغيّر في المجتمع مركز المرأة وعلاقتها بطبيعة واجبات المرأة وحقوقها الاجتماعية، والبناء الطبقي للمجتمع والانتقال الاجتماعي، كما تغيرت وسائل الضبط الرسمية وشبه الرسمية للضبط الاجتماعي، وقد حازت التغييرات التي استحدثت وطرأت على الأحوال الاجتماعية للمرأة اهتمام الباحثين والدارسين في قضايا علم الاجتماع.
وذلك بسبب طبيعة التغيرات والتحولات المتغيرة والديناميكية الشاملة التي حدثت في جميع الأقطار والمجتمعات بعد الثورة الصناعية بشكل خاص وأشكال التحضر والتصنيع والتحديث الشامل الذي حدث في جميع دول العالم وبعد استعمار واستقلال بعض الدول وبعد انتشار الأفكار والمفاهيم الجديدة والممارسات الحديثة في البلدان المتقدمة.
كانت المرأة قبل الثورة الصناعية لها دور ثانوي مهمش في المجتمع وكانت مهام المرأة تنحصر في داخل الأسرة والواجبات العائلية والتربوية والإنتاجية، فكان الرجل ينظر إلى المرأة بعدم احترام والتقليل من دور المرأة ولا يَعتبر المرأة متساوية معه في الحقوق والواجبات.
ولكن بعد الثورة الصناعية ودخول أفكار وقيم ومفاهيم جديدة إلى داخل المجتمعات وانتشار أثار التحضر والتنمية الاجتماعية الشاملة قد أحدثت تغيير شامل وكامل في الأوضاع الرجعية المتخلفة التي كانت تسيطر على حياة المرأة في أغلب المجتمعات.
والرجل أصبح بشكل تدريجي يغير من أفكاره وقيمه القديمة التي كانت تنظر إلى المرأة نظرة دونية، وذلك بعدما استطاعت المرأة أن تثبت نفسها في ميادين ومجالات متعددة مثلاً في مجال التعليم واستطاعت المرأة أن تشغل المهن الحساسة والقيام بأعمال مختلفة في المجالات المهنية والعلمية والبيروقراطية.
وهذا بالإضافة إلى تحمل المرأة أعباء العمل في المنزل وتربية الأطفال والاهتمام بالزوج، كما استطاعت المرأة في الفترات الأخيرة من الحصول على أغلب حقوقها من تعليم وعمل والحصول على الحرية الفكرية والتحرر من الأمية والتخلف الثقافي.
كما استطاعت المرأة إشغال وظائف وأعمال لا يقوم بها إلا الرجل، وكما حققت المرأة مكانة اجتماعية عالية واستطاعت أن تحصل على الاحترام والتقدير في مختلف المجتمعات وأصبحت المرأة في أغلب الفئات والشرائح الاجتماعية أن تقف غلى جانب الرجل في أغلب المجالات.
