تقاليد الزواج في بلاد الرافدين

اقرأ في هذا المقال


تقاليد الزواج في بلاد الرافدين:

من مراسم الزواج في بلاد الرافدين أنه يقوم الآباء والأجداد القدماء بولاية أمور الزواج لأولادهم على أكمل وجه، وإذا كان الأب ميت، تقوم الأم أو الأخ بالاهتمام بالبنت التي أو الذي يكون حامياً لها، وتتزوج البنات عادة في سن الخامسة عشر وتشير النصوص الآشورية إلى عرسان بطول ” أربع ونصف ذراع أي يقارب ثلاثة أقدام، ويكون الرجال عادة أكبر من الفتاة بعشر سنوات، ولذلك نجد أنه من غير المستغرب أن تبقى الزوجات على قيد الحياة في الوقت الذي يتوفى الزوج قبلها لأنه أكبر منها ما لا يقل عن عشر سنوات، وتتم مراسم الزواج والترتيبات على مراحل عدة.

تبدأ طقوس وخطوات الزواج في بلاد الرافدين عندما يقوم أكبر رجال عائلة الشاب باختيار الزوجة، وبعد ذلك يتم عقد اتفاق ما بين والد الفتاة وهذا الرجل من عائلة العريس، وأثناء هذه المرحلة لا بد من أن يقيم دعوة وحفلة عائلية ما بين العائلتين، وأثناء هذه المراسم يتم وضع الزيت على العروس، حيث أن هذه إشارة إلى تغيير حالتها الاجتماعية بعد الزواج.

ومن أهم العادات والطقوس في بلاد الرافدين قد وجد تقليداً ينص على إحضار كميات وفيرة من أطباق الطعام إلى بيت العروس من قبل عائلة العريس، وقد ذكرت نصوص الزواج في بلاد الرافدين أنه يجب أن تحتوي الهدايا المقدمة من قبل العريس، على كمية وفيرة من الأطعمة، إضافة إلى بعض التصاميم التراثية الجميلة المصنوعة من الفضة، وهذا يكون كقيمة أو ثمن العروس.

يتم تقديم أطباق الطعام أثناء ليلة الزفاف، في حين أن الفضة يتم دفعها أو إعطاؤها أثناء فترة الخطوبة، ويُعد هذا بمثابة المهر أو قيمة المهر الذي تستلمه العروس من والدها، ومن ضمن ما يتم تقديمه أواني منزلية وحلقات فضية ومواد أخرى.

وفي بعض العصور في بلاد الرفدين كانت قيمة المهر تتضمن بعض قطع الفضة، إضافة إلى بعض السلع المنزلية والأثاث والمنسوجات اليدوية، ومجموعة من منسوجات الحِلي والمجوهرات الثمينة، حيث أن التوازن بين المهر والدفع بالفضة يعني ضمنياً مصطلح “ثمن العروس”، ويُعد هذا أقل لباقة وإنه يدل على نظرية أن العروس قد تم شراؤها من أهلها ، وقد أصبحت ملكاً لزوجها، وربما أن المصطلح الفرنسي الشائع وهو “don” وهذا المصطلح يدل على العطاء أو الهبة أو المنحة، ويعتبر الأفضل بالنسبة للمهر.

تعتبر جميع الممتلكات الزوجية التي يحظرها الزوج أثناء مراحل الزواج، هي الأموال التي تساعد الزوجة بعد وفاة زوجها على استمرار المعيشة وينتقل الإرث إلى أولادها بعد وفاتها، حيث أن ثمن العروس “المهر” يمكن أن يتم دفعه بالأقساط إلى حين ولادة أول طفل عندئذٍ يتوجب دفعه كاملاً.

والوصول إلى هذه الحالة من مراحل الزواج يعتبر أمر نهائياً، حيث تطلب الأم الحقوق القانونية التي تضمن حقها كزوجة، وهذا يُعد دعماً لها من قبل العائلة والمجتمع، ونجد في وصل العقد في بلاد الرافدين أنه ينص على هذه الأقوال: أن “Adad bani” دفع إلى LipitIshtar وإلى ltualimma والدتها 5 شيقل من الفضة كثمن العروس، لقد اختار ابنتهم كعروس لـ Ubarum ولده، هنا نلاحظ أن الأب هو الذي اختار الزوجة لولده ودفع فقط نصف ثمن العروس عشرة شيقل.

في بداية طقوس الزفاف في بلاد الرافدين تتأقلم البنت بحالة العروس “Kallatum” فهي ليست عروس العريس وإنما عروس عائلتها، وفي الفترة الواقعة بين الاتفاق الأول وليلة الزفاف يمكن لأي طرف من الطرفين الانسحاب، إذا ما كان ذلك متماشياً مع الأسباب الموجبة، وهنا نشير إلى حالة وسطية تعرف بالزواج البدائي.

يحق للرجال في بلاد الرافدين الزاوج بأكثر من امرأة، في حالة لم تضع له زوجة الأولى أطفالاً أبداً، حيث تشير نصوص الزواج القديمة في بلاد الرافدين، إلى أن الزوج يمكن أن يتم إلزامه على الانتظار لمدة سنتين أو ثلاثة قبل أن يُسمح له بالزواج من امرأة أخرى.

أما بالنسبة لحقوق الزوجة الأخرى في بلاد الرافدين مقارنة مع الزوجة الأولى كما تشير الكثير من عقود الزواج بكل وضوح، فإنها محفوظة ويجب على القانون تنفيذها، أما موقفها الاجتماعي بالنسبة للزوج والمجتمع فإنه محفوظ، وتكشف بعض النصوص في عقود الزواج إلى أن الزوجة الأولى تعمل على تأسيس مبادرة لتجد زوجة ثانية لزوجها.

حيث يؤكد قانون الزواج الحديث في بلاد الرافدين على أن الأطفال الذين تنجبهم زوجته الأولى تكون حصتهم الثلث من الميراث، ويجب عدم التعريف بشكل واضح عن مراسيم الزفاف، حيث تستغرق فترة بين 4 إلى 7 أيام وذلك من خلال النصوص الأدبية وطقوس الزواج المقدس بين الآلهة.

إذّ يتم إخفاء وجه العروس بشكل كامل، حيث يقوم العريس بالكشف عن وجهها من هذا الخمار، أما النساء المتزوجات فلا يرتدين الخمار، ولكن ربما كان لديهن غطاء رأس معين، وعلى كل حال تفترض النصوص القانونية أن النساء المتزوجات كنَّ يرتدين الخمار في بعض المناطق في بلاد الرافدين، وتتحدث القوانين والنصوص الأدبية عن “الرجل الأفضل” حيث يكونون مجموعة من الأصدقاء المقربين للعريس، الذين ينبغي أن يحافظوا على العروس تجاه أي مخاطر، ويبدو أنهم مسؤولين عن عفافها وبعد ليلة الزفاف يعرضون ما يؤيد عذريتها.

المصدر: موجز تاريخ العالم، هربورت جورج ويلز، 2005تاريخ واسط، أسلم بن سهل الرازيدول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريآثار البلاد وأخبار العباد، أبو يحيى القزويني، 2016


شارك المقالة: