تلقي وتقويم أفكار ماكس فيبر في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


تلقي أفكار ماكس فيبر في علم الاجتماع:

لقد تأخر الفرنسيون سنوات عدة في الاستفادة من أفكار ماكس فيبر مقارنة بنظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية، ويرجع السبب في ذلك إلى هيمنة المدرستين السوسيولوجين، الدوركايمية والماركسية، وإذا كان الأمريكي تالكوت بارسونز، زعيم البنائية الوظيفية، قد عرف بماكس فيبر، وترجم مؤلفاته إلى اللغة الإنجليزية، فإن الفرنسي رايمون أرون، هو أول من اكتشف ماكس فيبر سنة 1936، في كتابه السوسيولوجيا الألمانية المعاصرة.

وظل تأثير ماكس فيبر مبيّناً في السوسيولوجيا الفرنسية، ولا ريثما في رايمون بودون، وبيير بورديو، ولوسيان كولدمان، بعد التعريف بنظرياته وأفكاره وتصوراته السوسيولوجية والسياسية والاقتصادية والفلسفية، وترجمة أعماله إلى اللغة الفرنسية ابتداء من سنوات الستين من القرن الماضي.

تقويم أفكار ماكس فيبر في علم الاجتماع:

أول ملاحظة على ماكس فبر هو دفاعه عن البرجوازية الألمانية بدل الدفاع عن الطبقات العمالية المسحوقة والمستغلة في القرن عشر، أضف إلى ذلك أن علم الاجتماع قد تحول مع فيبر إلى مبحث سيكولوجي يعنى بدراسة الفرد من الداخل بدل دراسة المجتمع دراسة علمية تجريبية موضوعية.

ومن جهة أخرى، تتميز نموذجية المثالي بالغموض وعدم الدقة لعدم وجود نماذج تطبيقية لتوضيح هذا النموذج بشكل واضح وجلي، كما كان ماكس فيبر بورجوازياً في فكره، يدافع عن ألمانيا قومية وإمبريالية توسعية على حساب القيم والمبادئ الإنسانية العليا.

فقد ربط الحداثة بالغرب، ولم يتوقف عند الحداثة في العصور الوسطى، ومما يؤخذ على فيبر مغالاته في التشديد على الجوانب الشخصية في الحياة الاجتماعية، أي مرامي الأفراد وحوافزهم، الأمر الذي اقترب به من حافة التحليلات السيكولوجية للظاهرات الاجتماعية.

فقد أكد على فهم الأفراد ومصالهم ومشاعرهم، وحتى في تمييزه بين أنماط السلطة ركز على دور الزعيم الملهم، وقد جعله هذا يزيد في القضايا النسبية الثقافية والقيمية، وبالتالي وضع تحديدات كثيرة، أمام إمكانية التوصل إلى أسس علمية موضوعية يتماشى المجتمع الإنساني من خلالها.

ويشير ماركس في مقاله المكتوب بالموضوعية في العلوم الاجتماعية، إلى أنه لا يوجد تحليل علمي مطلق للثقافة، وإذا أردنا التدقيق لا يوجد هناك ظاهرات اجتماعية منفردة عن وجهات نظر ذات جانب واحد.


شارك المقالة: