تمرد دونغان: هي حرب قامت في القرن التاسع عشر ميلادي في أراضي الصين وتعد من أحد الحروب الدينية والعرقية، وقد قاد التمرد قومية الهوي المسلمة يشاركها مجموعة من القوميات الصينية، وكان سبب التمرد؛ اعتراضهم على سعر أعواد البامبو والتي كان يقوم ببيعها قومية الهوي لتجار شعب الهان الصيني وقامت الحرب في عام 1862 ميلادي واستمرت لمدة خمسة عشر عاماً ونتج عن الحرب موت أعداد كبيرة والذين كان معظمهم من شعب الهان.
تمرد دونغان عام 1862 ميلادي
بدأت تمرد دونغان على يد شعب الهوي؛ وذلك بسبب الصراعات الطبقية التي كانت بين الشعوب الصينية ولم تكن في الأساس أية صراعات دينية بينهم، في عام 1644 ميلادي قامت سلالة تشينغ بالتعدي على سلالة المينغ، الأمر الذي دفع الموالين لسلالة المينغ المسلمون في قانسو بطلب المساعدة من المسلمين في دينغ غودينغ وميلان، والقيام بتمرد ضد سلالة التشينغ بعد تلك الحادثة بعامين؛ وذلك من أجل طرد سلالة تشينغ من الأراضي الصينية وتولي قائد المينغ الحكم وتسليمه الإمبراطورية.
كان المسلمون المينغ خلال تلك الفترة يتم دعمهم من قِبل سلطان إمارة هامي وانضم إليهم الهان الصينيين وشعب التبت وشاركوا معهم في الثورة، وبعد قيام الكثير من الصراعات وقتل أعداد كبيرة تم الاتفاق في عام 1649 ميلادي على عقد معاهدة سلام، وتم خلال تلك المعاهدة بإقرار ميلاين ودينج الولاء لسلالة تشينغ وتم منحهم رتب عسكرية وذلك كونهم أصبحوا جزء من جيش التشينغ، في ذلك الوقت قام مسلمون المينغ بقيادة ثورة في الجنوب وأجبروا سلالة التشينغ على سحب قواتها العسكرية من قانسو.
قام بعد ذلك كلاً من سلالة دينغ وميلاين باستخدام الأسلحة وقادوا تمرداً ضد سلالة التشينغ وتمكن الموالون لمسلمون المينغ من قتل أعداد كبيرة من التشينغ، عندما تولى الإمبراطور تشيان الحكم وكان ذلك في عام 1735 ميلادي زادت الصراعات بين سلالة التشينغ باقي السلالات العرقية وكانت تلك الفترة بداية لنشوب صراع أثني وطالبت سلالة التشينغ العمل على ترحيل المسلمون من الأراضي الصينية.
قبل بداية حرب أقليات الهوي بدأ المسلمون الصينيون بالرحيل إلى أراضي غرب آسيا، ومع بداية القرن الثامن عشر ميلادي درس مجموعة من رجال الدين من مدينة قانسو علوم الدين في اليمن ومكة المكرمة ودرسوا على يد معلمي الصوفية وقاموا بإحضار الكتب الصوفية معهم وعندما عادت تلك الفئات إلى أراضيهم تعايشوا مع الشعوب الغير صوفية، وتم تأسيس عدد من المدارس والتي قامت لتدريس الصوفية بشكل جهري وكان بعضها يتم بشكل خفي.
كانت هناك بعض الخلافات حول اتباع الخفية والجهرية، كما لم تكن هناك إدارة موفقة لإدارة تلك الجماعات، كما قامت سلالة التشينغ بالعديد من الأعمال ضد الصوفية، الأمر الذي أدى إلى قيام صراعات في عام 171 ميلادي بين أصحاب التعليم الصوفي الجديد وبدأت الصراعات بين السالار وشعب الهوي واستمرت الصراعات لمدة عامين، حيث تمكنت سلالة تشينغ بالعمل على قمعها، وقد أدت الخلافات بين الصوفيين إلى خلق تمرد دونغان والذي كانت بدايته في عام 162 ميلادي.
كان العنف الطائفي القائم في الثورة الجهرية كبير جداً وكان الصراع بين أتباع الصوفية الجهرية والصوفية الخفية، فقام مسلمين الصوفية الجهرية بثورة والتي تم قمعها من قِبل سلالة التشينغ وذلك بمساعدة مسلمين الصوفية الخفية، في عام 1862 ميلادي قادة مملكة تايبينغ حملة عسكرية في شرق وجنوب أراضي شنشي، قام شعب الهان الصيني ومجموعة من شعوب يانغ يينغ بدعم سلالة تشينغ وتم الاتفاق الدفاع عن المنطقة، وذلك بعد انضمام نسب كبيرة من شعب الهان للإسلام.
حسب ما ذكر علماء التاريخ فأنّ تمرد دونغان والذي كان بدايته في عام 1862 ميلادي لم يبدأ كثورة وإنما كانت بدايته بأنّه عبارة عن مجموعة من أعمال الشغب والتي كانت تقوم لأسباب تافهة وليس لها أصل، كما تم الحصول على المعلومات والتي تفيد بأنّ مسلمين الهوي كانوا يقومون بمساعدة متمردي التايبينغ، وقد أدت كل تلك الأمور إلى قيام تمرد دونغان، كما كان هناك عدد كبير من جنود الجيش الأخضر هم من قومية الهوي.
كانت بداية الصراعات والخلافات على أسعار عود البامبو والتي كان يبيعها قومية الهوي لشعب الهان، حيث عندما قادت قومية الهوي الثورة ولم يقوم بعض شعب الهان الانضمام إليهم غضبوا لذلك من عدم انضمامهم إليهم، لم تكن سلالة تشينغ تتمتع بالقوة في المنطقة ولعل ذلك الأمر هو الذي أدى إلى قيام التمردات ضد حكمها في المنطقة.