تنوع الهوية الثقافية

اقرأ في هذا المقال


تنوع الهوية الثقافية:

تتعدد الهوية الثقافية داخل البلد الواحد، فالهوية هي ما تعمل على تمييز مجتمع ما عن غيره، رغم وجود تنوع واختلاف في بعض المكونات الثقافية المحلية، لكن هناك خاصية ذاتية عامة تعمل على تشكل الهوية الوطنية لأي مجتمع، فالكل يختلفون في الجزئيات والوسائل ولكنهم يتفقون على الأهداف العامة لوطنهم الموحد.

أما بالنسبة للثقافة فإنه ليس من الضروري فيها أن تصبح ثقافة واحدة مستقلة، فقد تتعدد داخل المجتمع الواحد؛ وفي ذلك يكون السبب الرئيسي هو تشكل الرؤية الخاصة بكل فئة، فهناك ثقافة يطلق عليها اسم “الثقافة الحاكمة” وثقافة المعارضة، إضافة إلى الثقافة المحلية القديمة وثقافة العشيرة، والطائفة وغيرها غير أن هذه جميعها يتطلب إن تحدد ما هو مشترك، وتنسج هدفاً واحداً ورؤية واحدة للمستقبل، هذا ما يمكن أن يجتمع في ما نسميه ب “الهوية الثقافية الوطنية أو القومية”.

وإذا كانت الهوية تتصف بالثبات بشكل نسبي والازدهار لكن بشكل بطيء، فإن الثقافة تتصف بالذاتية والنسبية، وتكون أكثر تنقلاً وأسرع في التطور، وتمثل الإضافات المتجددة للهوية، حيث تبدأ بالإبداعات الفردية والجزئية، وحينما تتراكم وتتداخل في إطار الهوية الوطنية الأشمل، فإنها تشكل ذلك النسيج المتعدد للروح الكلية، المعبر عنه بالهوية الثقافية الوطنية أو القومية.

كما أن الثقافة تعبر عن جميع العالم، تندرج أو تكون بشكل فردي ومجتمعي في المصطلحات والشعائر وظواهر السلوك والأعمال المعنوية والعملية والحياتية المختلفة، توحدها اللغة في المجتمع الواحد، وإن تعددت بتعدد فئات هذا المجتمع من حيث مواقفها الاجتماعية والفكرية، بما يشكل الخصوصية الثقافية والوطنية، والقومية العامة لهذا المجتمع.

ما يميز مصطلح الثقافة:

كما أن ما يميز مصطلح الثقافة أنه خليط من أفكار ومعلومات مصدرها هو الماضي ويتحدث عن الرؤيا والتطلعات في المستقبلية لأي شعب من شعوب العالم أجمع، وهنا ندرك أن للثقافة أهمية عظيمة جداً وهي مكون رئيسي لكل شعب.

وبما أن غاياتنا تتمحور حول تقدم الإنسان وتطوير مدى إدراكه وفهمه واستيعابه، فإن ذلك لا يحدث إلا من خلال اهتمام العالم أجمع بالثقافة، تلك التي تتعدد أبعادها وتتنوع، ويجب أيضاً أن يتم  التركيز من خلالها على زرع وتنمية الثقافة الوطنية، التي تتجاوز الحسابات الخاصة، والتي نراها في توزيع الغنائم من دون أن يكون هنالك تدقيق في من يستحقها وبل من ينظر لها، في سياق ما يعرف بجوائز الثقافة.

المصدر: موجز تاريخ العالم، هربورت جورج ويلز، 2005آثار البلاد وأخبار العباد، أبو يحيى القزويني، 2016تاريخ واسط، أسلم بن سهل الرازيدول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابري


شارك المقالة: