تهدئة مانشوكو: هي حملة عسكرية قادتها اليابان؛ وذلك من أجل إيقاف التمرد المدني الذي قام في أراضيها أثناء الحرب الصينية اليابانية الثانية، فقد كانت هناك مقاومة عسكرية في أحد الدول التابعة لمانشوكو، وقد شارك في تلك الحملة العسكرية مجموعة من القوات العسكرية التابعة لليابان والتي توجد في منشوريا والجيش الشيوعي في المناطق الشرقية والشمالية.
تهدئة مانشوكو
قام الجيش الإمبراطوري الياباني “جيش كوانتونغ” والقوات المتحالفة مع حكومة مانشوكو بالمشاركة بالحملة العسكرية والتي بدأت في عام 1932 ميلادي واستمرت لمدة عشرة أعوام ونتج عن الحملة انتصار اليابان.
قامت كلاً من مقاطعة كيرين ومقاطعة لياونينغ بأول عملية تشكيل مجموعات المقاتلين الغير نظامين ضد الحكم الياباني؛ وذلك بسبب الدور الضعيف الذي كان يقوم به الجيش الياباني أثناء الغزو الياباني لمنشوريا، بالإضافة إلى الانتصار السريع الذي حققته اليابان في منطقتي كيرين وفينغتين.
قامت الحكومة الإقليمية الموجودة في مقاطعة لياونينغ بالهروب نحو مناطق الغرب، ولم يبقى في المناطق الغربية إلا الحاكم زانغ حاكم منطقة موكدين، وطلبت منه اليابان التعاون معها في تأسيس حكومة انفصالية، إلا أنّه رفض، فقامت اليابان بإصدار أوامر بسجنه، في عام 1931 ميلادي أصدر جيش كوانتونغ إعلاناً بتنصيب كينجي دوبهارا حاكماً في موكدين وتم وضع لجنة طارئة لمساعدته.
في شهر أيلول من عام 1931 ميلادي قام القائد العسكري شيء كيا بالدعوة لتشكيل جيش كيرين وأنّ يكون معظمهم من الجيش الياباني وذلك من أجل أنّ يتم تشكيل حكومة مؤقتة في مقاطعة كيرين، تمكن الجيش الياباني باحتلال العاصمة دون الخوض في صراعات، وفي نهاية شهر أيلول من عام 1931 ميلادي أعلن الجنرال كيا عن استقلال المقاطعة عن جمهورية الصين ووضعها تحت حماية الجيش الياباني.
تم بعد ذلك تشكيل حكومة إقليمية في مقاطعة لياونينغ؛ وذلك من أجل وضع المنطقة في حالة من السلام والاستقلال، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة طوارئ في المقاطعة الخاصة وكانت المنطقة ما تزال تحت سيطرة المليشيات المناهضة لليابان، تم بعد ذلك تشكيل لجنة في موكدين وذلك من أجل إدارة المناطق الشمالية والشرقية ووضع نظام الحكم الذاتي في المنطقة.
تم وضع المنطقة تحت حكم يو تشونغ هان والذي حاول حصول منشوريا على الاستقلال، وذلك بعد قيامه بهزيمة الجيش الياباني وسيطر على منطقة تسبتسيهار وتم بعد ذلك تأسيس جمعية حكم ذاتي في مقاطعة هيلونغ جيانغ وتم في عام 1932 ميلادي تنصيب الجنرال شانغ شينغ هوي حاكماً في المقاطعة.
سقطت بعد ذلك مقاطعة شينشو وبدأت حركة الاستقلال بالتقدم في المناطق الشمالية من منشوريا وكان الجنرال دويهارا رئيس للخدمات الخاصة في منطقة هاربين وبعد تعرض الجنرال شانغ شينع هوي للهزيمة وتم المطالبة باستقلال مقاطعة هيلونغايانغ وتراجع زهانشان هو وقواته العسكرية إلى المناطق الشمالية والشرقية وتم تأسيس مقاطعة في منطقة هايلون واستمرت المفاوضات إلى أنّ تم وضع مانشوكو تحت الحكم الياباني.
تمكنت اليابان من تحقيق النصر والعمل على تدمير حكومة زهانغ شويليلنغ الموجدة في المنطقة وظهرت المقاومة الصينية في منشوريا والتي كانت تطالب بخروج اليابان من الأراضي المنشورية وظهرت عدد من المليشيات المدنية ومجموعة من الفلاحين وعصابات قطاعين الطرق وكانت معظم قوات جيش كوانتونغ تركز معظم قواتها العسكرية في مناطق الشمال والوسط.
استمرت بعد ذلك الحملات العسكرية ضد الجيش المتبقي من جيش الجنرال زهانغ شويليانغ والتي كانت موجودة في المناطق الغربية والجنوبية والتي كانت تبعد عن المدن اليابانية وبدأت وحدات المقاومة بالتجمع بشكل علني واستمرت عملياتها حتى عام 1932 ميلادي.
كانت المناطق الحدودية في منشوريا تعاني من التوترات وخاصة مع وجود قطاعين الطرق والمعارضين للحكم، وقد أدى ذلك إلى ظهور مليشيات تقوم بحماية أراضيها من الغزوات وقد كان الوضع كذلك قبل الغزو الياباني لمانشوريا وبعد بداية الغزو الياباني، أصبحت تلك المليشيات عبارة عن عصابات حزبية وكانوا يلبسون لباس مدني وأطلقوا على أنفسهم أسماء مختلفة.
كانت تلك المليشيات تعمل بشكل رسمي في جنوب فينغتين والتي أصبحت بعد ذلك تحت الحكم الياباني وأصبحت المناطق الواقعة على طول السكك الحديدية أيضاً تحت الحكم الياباني.
كان هناك مجموعات من الفلاحين تشكل فئة تقليدية وكانت تتكون من المزارعين وأصحاب الأملاك الصغيرة وعند بداية حروب عصر أمراء الحرب وانتشرت تلك الحرب في وسط وشمال الصين ومنشوريا، وظهرت بعد ذلك مجموعة من العصابات التي انتشرت على الحدود الكورية.