من هو شبيب بن يزيد الشيباني؟
شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني (646/47 – 697/98)، كان قائد ثورة الخوارج ضد الدولة الأموية في العراق بين عام (696)، ولد شبيب في عام (646) أو (647) وتوفي في (697/98).
وهو ابن يزيد بن نعيم الذي كان قد هاجر من مدينة كوفان إلى مدينة الموصل بالعراق، ويعود أصلهم إلى قبيلة بني شيبان وتحديداً من عشيرة معروفة وتدعى بني همام بن مرة بن ذهل، قام يزيد بالمشاركة في الغارات الحدودية ضد الإمبراطورية البيزنطية وذلك تحت قيادة سلمان بن ربيعة البحيلي، خلال إحدى المداهمات، أعجب يزيد بمرأة وتزوج منها وأنجبت له ابنه شبيب.
ثورة شبيب بن يزيد الشيباني:
قام شبيب بالعمل في مدينة الموصل أو قرية ساتيداما المجاورة، قام بمحاربة أكراد المنطقة كواحد من أعضاء في جيش المسلمين، وتلقى لبعض الوقت راتبًا منتظمًا، تم حله من وظيفته لاحقًا في عهد الخليفة عبد الملك (حكم 685-705) لأنه لم يستجب، لدعوة لحمل السلاح.
لم يكن هناك الكثير من المعلومات عن شبيب الخوارج، لكن ثورته ضد الدولة الأموية، الذين أعادوا السيطرة على العراق في عام (691)، كان محل اهتمام المؤرخين المسلمين والمسيحيين في العصور الوسطى، الذين صوروه على أنه “زعيم حرب عصابات لا يعرف الخوف”.
على الرغم من أنّ المصادر الإسلامية المبكرة الأخرى تعارض ذلك، إلا أن بعض الروايات تذكر أن شبيب بدأ مسيرته مع الخوارج كان جندي جيش الخوارج، صالح بن مصريح، وقاد الخوارج بعدما قُتل صالح بن مصريح في قرية آل- المدبج في شهر سبتمبر من عام (695).
قام شبيب بقيادة جيش ابن مصريح، والذي كان يتكون اغلبيته من رجال القبائل التي يعود اصلها لبني شيبان، عبر مدينة الموصل ووسط العراق، وقام بهزيمة القوات الأموية في معركة النهروان وخانقين وذلك قبل مهاجمة مدينة الكوفة بـ (300) من مقاتليه.
في شهر مارس من عام(696)، قام بتوجيه ضربات ضد القادة الأمويين منهم زائدة بن قدامة بالإضافة إلى عثمان بن قطان الحارثي وذلك في قريتي رضبار والبط، وكلاهما كانا يقعان على طول الحافة الجنوبية لسهول مدينة الموصل.
في منتصف عام (696)، وبعد ثلاثة أشهر من القتال ذهابًا وإيابًا، استولى شبيب و (600) من رجاله على المدائن في وسط العراق، وهزموا عتاب بن ورقاء الرياحي، عند هذه النقطة، هدد الخوارج الكوفة، أحد مراكز الحامية الرئيسية في العراق، ومع ذلك، قاموا بنشر الآلاف من الجيش السوري وذلك تحت قيادة الجنرال سفيان بن الأبرد الكلبي وهزم بشكل حاسم شبيب خارج المدينة.
نهاية شبيب بن يزيد الشيباني:
انسحب شبيب وخاض مناوشة في الأنبار، قبل أن يمضي مع بقية رجاله عبر جوخا وكرمان والأهواز، عندما كان يحاول الهروب من مطارديه السوريين، كان شبيب قد غرق في قناة الدجيل عندما حاول عبورها، حدث هذا إما في أوائل عام (697) أو في (697/98).
في وقت لاحق حصل تمردًا ضد الحاكم الأموي للعراق، خالد القصري، في عام (737) واستمرت انتفاضات الخوارج في أعالي بلاد ما بين النهرين وضواحي الموصل بشكل متقطع طوال الفترة الأموية وأوائل العصر العباسي.