من هو كابكجي مصطفى؟
كان كابكجي مصطفى (1770-1808) زعيمًا للمتمردين، وقد تسبب في تأخير الإصلاح العثماني في أوائل القرن التاسع عشر، كان ياماك فئة خاصة من الجنود الذين كانوا مسؤولين في الدفاع عن مضيق البوسفور ضد قراصنة القوزاق من أوكرانيا، على عكس الإنكشاريون الذين كانوا من منطقة البحر الأسود في تركيا وليسوا من ديشيرمي، لكنهم أحبوا مشاركة هيبة الإنكشارية واعتبروا أنفسهم جزءًا من الإنكشاري.
كان (Kabakçı) مصطفى رقيبًا من هؤلاء الياماك في قلعة Rumelifeneri، على الجانب الأوروبي من البوسفور، كان من ريزي، وربما كان عمره حوالي (35) عامًا في عام (1807)، وفقًا للأسطورة، قبل أنّ يصبح ياماك، كان قد حارب الروس في ميناء أنابا القرم، ربما يُشير لقب كابكجي الذي يعني القائد إلى معاركه السابقة، لكن باستثناء أنّه لا يُعرف أي شيء تقريبًا عن أصله، كان يظهر دائمًا مع اثنين من أقاربه الصغار كلاهما يستخدم نفس الاسم؛ مصطفى من ومصطفى بازار.
حاول السلطان الإصلاحي سليم الثالث (1789-1807) الذي كان تحت تأثير الثورة الفرنسية إصلاح مؤسسات الإمبراطوريّة العثمانيّة، كان برنامجه يسمى نظامي (نظام جديد)، لكن هذه الجهود قوبلت بانتقاد الرجعيين، كان الإنكشاريّون يخشون التدرب على النمط الغربي، وعارضت الشخصيّات الدينيّة الأساليب غير الإسلاميّة في مؤسسات العصور الوسطى، كما عارض سكان المدن من الطبقة الوسطى نظام نظامي بسبب الضرائب الجديدة لدعم البرنامج والفساد العام للباب العثماني.
ما هي الشرارة الأولى لثورة كابكجي مصطفى؟
في (25) مايو (1807)، حاول رائف محمد، وزير البوسفور، إقناع الياماك بارتداء الزي الرسمي الجديد، كان من الواضح أنّ الخطوة التالية ستكون التدريب الحديث، لكن الياماك رفضوا ارتداء هذا الزي وقتلوا رائف محمد، تُعتبر هذه الحادثة عادة بداية الثورة، ثم بدأ الياماك في الزحف إلى اسطنبول، العاصمة على بعد حوالي (30) كم (19 ميل)، في نهاية اليوم الأول قرروا انتخاب زعيم وانتخبوا (Kabakçı) مصطفى كزعيم لهم، وفقًا للمؤرخين في هذه المرحلة، كان من السهل قمع التمرد لأنّ معسكر قوات النظام المدربة جيدًا كان قريبًا.
لكن كوسي موسى، عضو الباب الذي يعادل لقبه تقريبًا وزير الداخلية (بالتركية: sadaret kahyası) رفض استخدام القوات الحديثة ضد ياماك والسلطان سليم الثالث الذي كان مسالمًا تمامًا ووافق كوسي موسى.
في غضون أيام قليلة، أصبح من الواضح أنّ كوسي موسى كان يدعم المتمردين الذين ازداد عددهم مع تزايد عدد الأشخاص بما في ذلك الإنكشارية الذين كانوا يقيمون في العاصمة، (كانت الإمبراطوريّة العثمانيّة في هدنة غير مستقرة مع الإمبراطوريّة الروسيّة أثناء حرب التحالف الرابع بين الإمبراطوريّة الفرنسيّة والإمبراطوريّة الروسيّة، لذلك كان الجزء الأكبر من الجيش في جبهة المعركة.