اقرأ في هذا المقال
التعريف بمطرف بن المغيرة بن شعبة:
هو مطرف ابن الصحابي المغيرة بن شعبة، وهو أحد أنصار الأمويين، وكان معاوناً للخليفة معاوية بن أبي سفيان، وقد تورَّث أبناءه منه إخلاصه في الدفاع والولاء لبنو أمية، فكان ابنه عروة بن المغيرة نائب الحجاج بن يوسف على ولاية الكوفة، وكان مطرف بن المغيرة نائب على المدائن أما حمزة بن المغيرة نائباً على همدان.
ثورة مطرف بن المغيرة بن شعبة على الحجاج بن يوسف الثقفي:
ظلَّ مطرف بن المغيرة مخلصاً في عمله وللحجاج حتى حدوث ثورة شبيب بن زيد على الحجاج وعلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان يريد أن يدخل المدائن فقام مطرف بقطع جسر دجلة حتى يمنعه من الوصول، وبعث للحجاج يخبره عنن ثورة شبيب.
وعندما سمع الحجاج أمر ثورة شبيب أرسل جيشاً من أربعمائة مقاتل، وكان عليه سبرة بن عبد الرحمن وعبد الله بن كناز، وبعث مطرف بن المغيرة إلى شبيب بن زيد وكان يريد أن يناظره، وأن يرسل له بعضاً من أصحابه، فرد عليه شبيب بأن يرسل البعض من أصحابه أيضاً ليكونوا ضماناً لعودة رجاله، وقام الرجلان بإرسال أصحابهم إذ قام مطرف بإرسال رهينة له، وشبيب لأرسل رجالاً ليناظروا شبيب.
وعندما ناظر مطرف أصحاب شبيب بن زيد اقتنع بكلامهم ووجهة نظرهم بأن يثوروا على الحجاج وعبد الملك، وطلب منهم الاتحاد معاً وأن تكون أيديهم بأيدي بعض، فكان الخوارج لا يرون بأن تكون الخلافة تقتصر على قريش فقط، وكانوا يرفضون طلب أن يخلعوا قائدهم شبيب، فهو بالنسبة لهم أمير المؤمنين فكانوا يدعونه بذلك.
وعاد رجال شبيب إليه وأخبروه بما قاله مطرف، لكن المفاوضات لم تجدي نفعاً ولم تصل لنتائج ترضي الطرفين، وكانت هذه المفاوضات االتي تدور بينهم سرية ولم يعلم بها أي أحد، ولكن كان مولى مطرف ويدعى يزيد يقول له بما معناه: أن لا شيء يمكن أن يخفى على الحجاج وسيصله كل ما قيل فاهرب حتى لا يمسك بك الحجاج ويقتلك، سمع مطرف نصيحة يزيد وهرب خوفاً من بطش الحجاج وظلمه.
وبعد أن هرب مطرف بن المغيرة من المدائن قام بجمع كل من انضم إليه في حركته ضد الحجاج بن يوسف، وكان يحثهم على الجهاد ويشهدهم على خلعه للحجاج وعبد الملك بن مروان، وأن يدعوا إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلَّ الله عليه وسلم.
وسار امطرف بن المغيرة ومن معه وذهبوا من الدسكرة إلى حلوان، وكان العامل عليها حينها هو سويد بن عبد الرحمن السعدي، فجمع لمطرف أهل البلد والأكراد وأرسل لمطرف يول له: إن كنتم تريدون بلادنا فسنمنعكم وإن كنتم لا تريدونها فاخرجوا عنها فإنا لا نجد بداً من أن يرى الناس ويسمع بأنا قد خرجنا إليك.
وبعد أن أرسل سويد لمطرف استجاب له طلبه بأن لا يدخلوا البلدة وعدم القتال، ولكن الأكراد قاتلوا من كان يناصرون مطرف عندما منعوهم من السير في إحدى الطرق التي أنشأها لهم سويد، وهرب الأكراد بعدما قتل منهم الكثير.
وذهب مطرف حتى أصبح قريباً من همدان لم يدخل حينها بل اتجه يساراً إلى ماه دينار، وقام بطلب المال والسلاح بالسر من أخيه حمزة بن المطرف في همدان، وللكن االحجاج بن يوسف علم بما حصل، وذهب مطرف ومن معه لمدينة قُم وقاشان وأصبهان وكتب إلى صديقيه سويد بن سرحان الثقفي و بكير بن هارون البجلي، وطلب منهم الانضمام للثورة التي ينظمها ووافقا على طلبه وانضما إليه.
وأحسَّ نائب الحجاج بن يوسف وهو البراء بن قبيصة بالخوف على أصبهان من ازدياد نفوذ مطرف بن المغيرة، فأرسل للحجاج يطلب منه أن يمده بالجيش؛ ليقوم بالقضاء على ثورة مطرف، وأرسل له الحجاج يأمره بأن يعسكر ومن معه وبعث له نحو خمسمائة جندي، فصار جيش البراء ألفان وخمسمائة في مواجهة جيش مطرف، وأعطى الحجاج الأمر بعزل حمزة بن المغيرة بعد أن علم بمساعدته لمطرف، وقام بحبسه حتى لا يساعد أخيه.
وقام الحجاج بالكتابة إلى عدي بن زياد الإيادي، وأمره بالمسير إلى مطرف والإنضمام للبراء بن قبيصة، وأن يقاتل مطرف ويقضي على ثورته، وعسكر جيش البراء في بجي لمدة يومين، ثم تقدموا للقاء جيش مطرف بن المغيرة الذي بلغ جيشه ستة ألآف مقاتل، وكان مطرف على علم بكل التطورات التي ستحدث فعبأ من معه للقتال.
وحاول مطرف بن المغيرة أن يستميل قادة جيش الحجاج حتى يكونوا صفه، وقال لهم: خبروني عن عبد الملك بن مروان وعن الحجاج بن يوسف ألستم تعلمونهما جبارين مستأثرين يتبعان الهوى فيأخذان على الظنة ويقتلان على الغضب؟ ولكن مطرف لم ينجح بل كذبوه على الرغم من أنه يقول الحقيقة. ودارت الحرب بين الطرفين وانتهت بهزيمة مطرف بن المغيرة، وتم قتله على يد عمر بن هبيرة الفزاري وقطع رأسه وأرسله للحجاج، وانتهت بذلك ثورة مطرف عام 77هـ وكانت هذه الثورة بسيطة وانقضى عليها بكل سهولة.