يعتبر حاكم قطر بعد أباه محمد بن ثاني ولد سنة 1826 وترعرع في فويرط تحت رعاية أباه وتعلم القرآن وعلومه وفقه وشريعة على يد رجال الدين، حيث تعلم الفروسية والأدب والصيد وشارك أباه في إدارة أمور الدولة جميعها.
لمحة عن جاسم بن محمد آل ثاني حاكم قطر
انتقل مع أباه للعيش في البدع سنة 1847 عندما كان يبلغ من العمر 21 سنة، وعندما تم غزو قطر كان الشيخ جاسم يقود القوات القطرية التي تدافع عن قطر للمبارزة مع أحد فرسان الجزيرة في ذلك الوقت، حيث انتصر عليه جاسم وظهر بعد هذه الحادثة كأول فارس لقطر فتجمع الفرسان حوله ونال إعجاب وتقدير كل أبناء قطر.
تولى الشيخ جاسم أمور الحكم في قطر سنة 1878 ويعتبر المؤسس الفعلي لدولة قطر كان سياسياً كبيراً عمل نائباً لأباه حاكم قطر الشيخ محمد، مما أعطاه خبرة ومعرفة سياسية كبيرة، حيث عمل من أجل قطر لتكون دولة موحدة ومستقلة وإنه أول رجل برزت قطر تحت قيادته ككيان عضوي واحد متماسك.
حياة جاسم بن محمد آل ثاني حاكم قطر
من خلال سياسته تمكن جاسم بن محمد من تحقيق التوازن بين الاعتراف باستقلال قطر من قبل أكبر قوتين تتنافسان على النفوذ في منطقة الخليج الفارسي التي أعني بها إنجلترا والإمبراطورية العثمانية، حيث أشرق نجمه وازدادت شعبيته بما أعطاه الله إياه من عقل وحكمة وحنكة وسياسة جيدة.
استطاع توحيد القبائل القطرية وتجميع الشتات تحت رايته، وفي زمنه وازدادت أشغال الدولة ونشط الغوص فيها، وأصبحت ميناءً بحرياً تجارياً لتصدير البضائع وتوزيعها، حيث ارتفع عدد السكان وتضاعفت الأعمال التجارية واتسعت الدولة وتوسع التحضر.
عندما دخلت القوات العثمانية الأحساء سنة 1871 طلب من العثمانيين حمايته من أي عدوان خارجي، لذلك رحب المتصرف مدحت باشا بابن ثاني، حيث عينه قائمقام لقطر بعد تحرك قوات كبيرة لحمايتها، مما أزعج بريطانيا التي دخلت معه في صراع شبه دائم ومنع قوات الشيخ جاسم من التوسع.
أدت محاولات العثمانيين لزيادة سلطتهم في قطر إلى تعيين مسؤولين عثمانيين بمن فيهم إداريون، وكذلك بتأسيس الجمارك وتعزيز الحامية العثمانية في الدوحة، حيث كل هذا أدى إلى حرب مع الشيخ جاسم سنة 1893 وتمكن الشيخ جاسم وقواته من هزيمة العثمانيين في معركة الوجبة التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ قطر القديم.