حادثة موكدين: هي عملية عسكرية قام بها الجيش الياباني في عام 1931 ميلادي لغزو الجزء الشمالي وكانت تلك الحملة أحد الحملات العسكرية التي قامت بها اليابان ضد منشوريا، ففي شهر أيلول من عام 1931 ميلادي قام الملازم الياباني “كاواموتو سيوموري” بتفجير مجموعة من الديناميت بالقرب من سكة حديد جنوب منشوريا اليابانية وقامت اليابان بعد تلك الحرب بتأسيس دولة مانشوكو والتي كانت دولة عميلة لها في منشوريا.
حادثة موكدين
بعد الحرب الروسية اليابانية بدأت اليابان تهتم بالاقتصاد والسياسة في منشوريا وتم في عام 1904 ميلادي عقد معاهدة بورتسموث والتي تم من خلالها الحرب اليابانية ولغت حق اليابان في تأجير السكك الحديدية في منشوريا وقالت اليابان أنّ السيطرة شَملت جميع الحقوق التي منحتها الصين لروسيا وذلك ضمن معاهدة لي لي لوبانوف التي تم عقدها في عام 1896 ميلادي.
تم في عام 1898 ميلادي عقد اتفاقية كوانتونغ وكانت الإدارة الكاملة داخل منطقة سكك حديد جنوب منشوريا، وقامت اليابان بوضع جنودها داخل منطقة السكك الحديدية وكان هؤلاء الحراس مجموعة من الجنود اليابانيين النظاميين وقاموا أثناء عملهم العديد من الغارات على القرى الصينية الداخلية وقد قام بتلك الغارات الجنود اليابانيون وكانوا يتنقلون بين القرى ويشعرون بالملل، فقاموا بعدد من الغارات على الشعب.
تم تشكيل الحكومة الصينية الحديثة والتي كانت تسعى إلى استعادة حقوقها ودعت الصين بأنّ المعاهدات بينها وبين اليابان باطلة، ومن الإجراءات الجديدة التي اتبعتها الصين؛ هو العمل على طرد السكان اليابانيين والذين كان يحتوي على سكان من تايوان وكوريا؛ وذلك لأنّ كوريا وتايوان كانتا تحت الحكم الياباني حينها واستقروا في المناطق الحدودية وقاموا ببناء البيوت والمتاجر داخل الأراضي الصينية وذلك دون الحصول الصين على أي تعويض منهم.
كما قام أمير منشوريا بمنع الامتيازات اليابانية على أرضه، ليتم اغتياله على يد جيش كوانتونغ، رفضت الصين الاعتراف بالضرر الذي وقع منها على اليابان، في عام 1939 ميلادي وقعت الحرب بين الصين والاتحاد السوفيتي على السكك الحديدية الصينية الشرقية؛ ممّا أدى إلى زيادة التوتر في المناطق الشرقية والشمالية وكان ذلك بداية لقيام حادثة موكدين، لم يتمكن الجيش الأحمر السوفيتي من تحقيق النصر على قوات زانغ شيول يانغ، الأمر الذي أفقد الاتحاد السوفيتي السيطرة على السكك الحديدية الصينية الشرقية في منشوريا.
كانت القوات الصينية أيضاً تعاني من الضعف العسكري وقد لاحظ جيش كوانتونغ الياباني تلك النقاط وسعى إلى استغلالها، قاتل الجيش الأحمر السوفيتي بكل قوة وقد أدى ذلك إلى إذهال اليابان، كانت اليابان تعتمد على منشوريا كمركز قوة سياسية لها في شرق آسيا، وفي عام 1921 ميلادي تم عقد مؤتمر المنطقة الشرقية الإمبراطورية والذي تم الإعلان من خلاله بأنّ اليابان هي القوة المسيطرة في منشوريا.
في عام 1929 ميلادي تمكن الجيش الأحمر السوفيتي من تحقيق النصر، الأمر الذي أدى إلى فتح مشكلة جديدة في منشوريا، ومع بداية عام 190 ميلادي أدرك جيش كوانتونغ الياباني بأنّه كان يخوض حرباً قوية ضد الجيش الأحمر والذي كان يزداد قوة مع مرور الوقت، الأمر الذي دفع اليابان إلى تسريع عملية غزو شمال شرق الصين، وفي عام 1931 ميلادي تم عقد مؤتمر القيادة الوطنية للصين والذي تم الاتفاق فيه عن السيادة المطلقة الصينية في منشوريا وبدأ مجموعة من ضباط جيش كوانتونغ التخطيط بشكل سري لغزو منشوريا.
اعتقد البعض بأنّ الحرب في منشوريا سوف تكون لصالح اليابان وقام بعض القادة العسكريين في اليابان بوضع خطة من أجل قيام اليابان بغزو منشوريا وحرض أولئك القادة الحكومة اليابانية على الحرب وأقنعها بأنّ الوجود الصيني في منوريا سوف يؤثر على قوة اليابان في المنطقة.
سعت القوات اليابانية العمل على تخريب جزء من السكة الحديدية في منشوريا؛ وذلك من أجل استفزاز الصين وجعلهم يدخلون معهم في صراع، قام بتنفيذ الخطة مجموعة من القادة العسكريين اليابانيين وقام فوج من المشاة في فرقة تسعة وعشرين الذين كانوا يحرسون السكة الحدودية في جنوب منشوريا بوضع متفجرات وتم تفجيرها.
في منتصف شهر أيلول تم إطلاق النار من مركز ضباط موكدين على القوات الصينية القريبة منهم وذلك بعد هجوم الصين على السكة الحديدية حسب قولهم واستمر القتال حتى الليل وتمكنت اليابان من السيطرة على موكدين بعد خسارة الصين الكثير من جنودها، وتمكنت اليابان بعد ذلك من السيطرة على المدن الكبيرة.