حركة الرابع من مايو: هي حركة سياسية وثقافية قادها الطلاب قامت في بكين شهر مايو من عام 1919 ميلادي ضد الاستعمار، حيث احتج الطلبة على موقف الحكومة الصيني الضعيف في معاهدة فرساي، وذلك بعد أنّ قررت الصين السماح لليابان الاحتفاظ ببعض الأراضي في شاندونغ والتي تنازلت عنها ألمانيا في عام 1914 ميلادي بعد نهاية حصار تسينغتاو، وأدت تلك الحركة إلى قيام ثورات وتمردات على مستوى الدولة.
حركة الرابع من مايو
حسب الآراء التي ذكرها العلماء في جامعة أكسفورد بأنّ الوضع السياسي في الصين عام 1919 ميلادي كان عبارة عن مجموعة من الأفكار التي تكونت في بداية القرن العشرين ميلادي ويبنى على التاريخ الصيني، حيث تم في عام 1911 ميلادي انهيار مملكة تشينغ ونهاية الحكم الإمبراطوري القوي الذي تمتعت فيه الصين لفترة طويلة، لتبدأ بعد ذلك فترة سياسية جديدة وحكم جديد في يد الشعب، وأداء ذلك إلى تقسيم الصين وجعلها دولة تقع تحت حكم أمراء الحرب والذين كانوا يهتمون بالنظام السياسي والعسكري.
خلال حكم أمراء الحرب لم يكن لديهم اهتمام بالشعب ولا بالمصلحة الوطنية من الدولة، وكانوا يقومون بقمع التمردات القائمة في بكين، لكن لم يتمكنوا من السيطرة بشكل كامل وخاصة بعد التدخلات الخارجية وقيام عدة ثورات في كوريا وروسيا، الأمر الذي أدى إلى قيام الحركات القومية والتمردات في الصين ضد الوجود الياباني في الأراضي الصينية.
كان قادة الحركة الثقافية الجديدة تعتقد بأنّ التقاليد الكونفوشيوسية هي سبب الضعف السياسي في الصين، ودعا القوميين الصينيين إلى رفض القيم والتقاليد القديمة واعتماد القيم الغربية وقد ساعدت تلك الأفكار على تأسيس حضارة وثقافة صينية حديثة استمرت حتى وقتنا الحالي.
في عام 1917 ميلادي دخلت الصين في الحرب العالمية الأولى مع الإمبراطورية الروسية وبريطانيا وفرنسا وإيرلندا، حيث قامت بإرسال مائة وأربعون ألف جندي للوقوف إلى جانب الجيش البريطاني، وفي عام 1919 ميلادي تم توقيع معاهدة فرساي وتم من خلال تلك المعاهدة تنازل ألمانيا عن منطقة شاندونغ لصالح اليابان، وقدمت الصين عدة مطالب ومنها خروج القوات الأجنبية من الأراضي الصينية، واسترجاع الصين أراضيها التي سلبتها ألمانيا من اليابان في الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي أدى إلى قيام التمردات.