في عام 1920 ميلادي قام السياسي الهندي غاندي بتأسيس حركة التعاون الهندية وكانت تلك الحركة تدعو إلى الحصول على الاستقلال والتخلص من الحكم البريطاني ورفض الإصلاحات البريطانية التي كانت تقوم بها بالأراضي الهندية وذلك بحجة حمايتها والصعود به، حيث تعرضت الهند في عام 1919 ميلادي إلى مذبحة بشرية كبيرة في أراضيها وذلك بعد تمرد الشعب الهندي ضد الحكم البريطاني والمطالبة بالاستقلال.
حركة عدم التعاون الهندية
قامت الحكومة الهندية بالتعاون مع بريطانيا بالتشارك وإصدار قانون رولات والمشاركة في مذبحة حاليانوالا باغ التي قامت في أراضي أمريتسار وذلك بعد قيام مجموعة من المحتجين بالتجمع أمام المعبد الذهبي بعد أنّ تمت عملية اعتقال سيف الدين كتشلو، فقامت الحكومة الهندية والجيش البريطاني بإطلاق النار على المتظاهرين وقتل عدد كبير منهم، الأمر الذي أدى إلى زيادة غضب الشعب الهندي وزيادة أعمال التمرد والاتفاق في النهاية على تأسيس حركة عدم التعاون.
كان غاندي في ذلك الوقت أحد القادة السياسيين والذي كان يقود حملات ضد العنف وكان يرى بأنّ الحكومة البريطانية لن تكف عن عملية القتل وأنّه لا بد من الوقوف ضدها، كان للمسلمين الهنود دور كبير في دعم حركة الخلافة والتي كانت تدعو لاسترجاع الحكم وقامت بدعم حركة عدم التعاون وكانوا ضد أعمال العنف التي تقوم في بنجاب، وكان غاندي يدعوهم إلى الالتزام بقوانين حركة التعاون وأنّه سوف يتم الحصول على الاستقلال خلال عام واحد فقط، فقد كان غاندي فقد فقد ثقته بالقوانين التي تصدرها الحكومة الهندية بالتعاون مع بريطانيا.
ومن أهم أسباب قيام حركة التعاون الهندية؛ هو الثروات الهندية التي تسلبها بريطانيا وجعل الشعب الهندي يعيش في الفقر، بالإضافة إلى قيام بريطانيا بتدمير السلع التي كان يتم صنعها في المصانع الهندية واستبدالها بالسلع البريطانية، كما قامت بريطانيا بإلغاء الحِرف الهندية، ومن الأعمال التي قامت بها بريطانيا وزادت من غضب الشعب الهندي، هو قيامها بأخذ الجنود الهنود للمشاركة مع جنودها في الحرب العالمية الأولى.
قام بعض الأعضاء المعارضين بالكونغرس الهندي بالدعوة إلى اجتماعات طلبت فيها إيقاف حركة الحكومة البريطانية واعتبرت بريطانيا ذلك تهديد لها، وكانت حركة عدم التعاون الهندية تسعى إلى إضعاف القوة الاقتصادية البريطانية في الهند وإجبارهم على الخروج والاعتراف باستقلال الهند، دعاء غاندي إلى عمليات التمرد السلمية وطلب من الشعب الهندي إغلاق المصانع والمدارس الخاضعة للحكم البريطاني وعدم العمل تحت امر بريطانيا، فقام الكثير بإرجاع الأوسمة التي تم منحها لهم من قِبل الحكومة البريطانية.
على الرغم من طلب غاندي من القادة الالتزام بقوانين حركة عدم التعاون، إلا أنّ هناك بعض القادة العسكريين الهنديين رفضوا فكرة غاندي وقالوا بأنّ لا فائدة منها، إلا أنّ غاندي كان له رأي أخر حيث قال بأنّه عندما يقوم جميع العاملين الانسحاب من العمل تحت أمر بريطانيا وخاصة في المصانع، فأنّ ذلك سوف يؤدي إلى إضعافها ولن تتمكن من السيطرة على البلاط وخاصة بانّ الجيش البريطاني لم يكن يتمكن من العمل لفترات طويلة وتحمل المشاق كما كان يعمل الشعب الهندي.
ذكر المؤرخون بأنّه على الرغم من قيام العديد من الحركات في الهند ضد الاستعمار، إلا أنّ حركة عدم التعاون الهندية كانت من أهم الحركات وأكثرها تأثيراً في الشعب الهندي والتي انتشرت في جميع المدن والقرى الهندية، وتم دعمها بشكل كبير، فقد كان الشعب الهندي يعمل بشكل مترابط للحصول على الاستقلال.
بدأت بعد ذلك الثورة الهندية والتي كانت بمثابة صفعة قوية للحكومة البريطانية، فقام حينها بتجمع ملايين الهنديين وأصبحت الهند في حال من الوحدة والترابط وتم تأسيس المدارس والمصانع الهندية، لتجد بريطانيا نفسها في حالة ضعف، في عام 1922 ميلادي حصلت مجموعة من الاشتباكات في أحد القرى الهندية بين المتمردين وقوات الشرطة الهندية، الأمر الذي أغضب غاندي والذي كان يسعى بأنّ تكون حركة الاستقلال التي يقودها حركة سلمية ولا يوجد فيها عمليات قتل ووجد نفسه انّه فقد السيطرة.
قام غاندي الإعلان إلى الشعب الهندي بالتوقف عن المقاومة وأنّ يوقفوا الصراعات وقام بعد ذلك بالإعلان عن إلغاء حملة عدم التعاون، في عام 1930 ميلادي قاد غاندي مرةً أخرى خملة الاستقلال والتي كانت أيضاً حملة سلمية والتي انتشرت أخبارها في جميع أراضي العالم وتمكن غاندي من خلال تلك الحملة من منح الهند الاستقلال في عام 1935 ميلادي.