حسين باي الأول أمير تونس

اقرأ في هذا المقال


كان حسين باي الأول أمير تونس من سنة 1705 حتى سنة 1735، وهو البيك الأول من الحكم الحسيني ومؤسسها وخلال العصر الحسيني تم الإنجاز الكثير من التطور الاقتصادي، حيث في نهاية القرن السابع عشر، حيث إنه قام عدد كبير من الدول الأوروبية التي نفذت التجارة البحرية بتكريم سنوي للدولة الحسينية لتأمين مرور سفنها في البحر الأبيض المتوسط.

لمحة عن حسين باي الأول

وهو ابن علي تركي أحد الجنود الإنكشاريين الذين أتوا إلى تونس، حيث إنه عمل تحت إمرة الباي من عرش المرادي وكان أصله من جزيرة كريت اليونانية عين قائداً للحامية العسكرية في الكاف، حيث استقر وتزوج من امرأة من قبيلة الشرن أنجبت منه ابنه حسين سنة 1675 ونشأ وسط أخواله وكانت تربايته تونسية صرفة.

فيما بعد انتقل حسين إلى العاصمة واحتل عدة مخططات في عهد دولة المرادي وأدرج في المخططات حتى وصل إلى رتبة خزنه دار في عهد محمد باي بن مراد الثاني، حيث عندما تولى أخوه رمضان بك منصب الوالي أعطاه خطة أغا صبيحية الترك.

ثم بعد ذلك انتقل الحكم لمراد الثالث رفع منزلة الحسين بن علي وجعله والياً لدار الباشا والي دار الجلد لثقته الكبيرة به، حيث عندما انتقلت الحكومة إلى إبراهيم الشريف أراد الاستفادة من كفاءة وإخلاص حسين بن علي فعينه آغا صبيحي الترك، وعلى الرغم من عودة الدولة التونسية إلى التبعية العثمانية بتنصيب إبراهيم الشريف باشا بك داي حاكماً للبلاد، إلا أن الحرب بين تونس والجزائر لم تتوقف.

هزم إبراهيم الشريف أمام داي الجزائر في الكاف وأسر وأخذ إلى الجزائر ويرجع ابن أبي الضياف هزيمته إلى تحالف عرب المملكة التونسية مع جيش الغزاة بسبب سياسته الاستئصالية تجاههم، حيث تمكن حسين بن علي من انسحاب الجيش باتجاه العاصمة قبل فوات الأوان.

وبعد انسحابه بفضل حنكة حسين نحو العاصمة وأسر إبراهيم الشريف خاف الشعب من تقدم العدو واتفق الناس أن يجدو لانفسهم ملكاً يدافع عنهم ويدافع بهم عن أنفسهم، حيث اتفق أهل الحل والعقد وأعيان البلاد وأعيان الجنود على مبايعة حسين بن علي باياً على الدولة.

في يوم 12 تموز سنة 1705 بديوان المدافعية أمام القصبة تمت مبايعته فقبلها مكرها وتجددت البيعة العامة والرسمية يوم 15 تموز سنة 1705؛ ليأسس بذلك حسين باي الأول العرش الحسيني الذي سيحكم طيلة قرنين ونصف.

كان هذا الأمير تقياً وشجاعاً وكريماً ولطيفاً مع رعاياه وفضل العدل والإنصاف في نفسه وعرف السياسة في بيوتها وكان طيباً مع الناس ويمجد العلماء والصالحين، لذلك كانت أيامه كالخصوبة بعد المجاعة والأمن بعد الإرهاب والسلام بعد الحرب مليئة بالمآثر والعمل الصالح.

الأعمال التي قام بها حسين باي الأول

  • رسخ حب حسين باي الأول في نفوس الناس إذا كان همه العدل فأخذ على عاتقه أن يوجه القضاء بنفسه فأقام قاعة محكمة يستمع فيها لشكاوى المواطنين ضده وضد بعضهما البعض، وبعد ذلك يفصل بينهما، حيث فقد كان هدفه في هذا الإجراء إلى جانب إشباع هوسه بتحقيق العدالة وإبراز سيادته وموقعه أمام رعاياه وقلده في ذلك معظم نسله.
  • أعطى حسين بن علي الأولوية واهتمامه بأسباب التحضر على إنجازات المبنى فاهتم بالسجون وغابات الزيتون في العاصمة التي تعرضت لنهب الحيوانات المفترسة والمخربين واعتنى بها، حيث رتب لهم أمناء ومسؤولين وحراس وأرسل لحراستهم في أيام ثمرهم أحد الأغوات و كلف الأمناء حرثها كل سنة.
  • الناس في أيامه تقبلوا البناء وأسباب الثروة بفضل سياساته وبعد أن خفف الفلاحون من أعباء الديون والضرائب، حيث عززوا أملهم وأغروهم على العمل فقاموا بتربية الأرض وسكنها بالأشجار والحبوب وتنافس الناس في عصره على الصناعة والتجارة.
  • أما مآثره في البناء فهي كثيرة ومتنوعة وتشمل مختلف أنحاء المملكة ففي مدينة القيروان أمر ببناء سور المدينة الذي هدمه مراد بك الثالث على نفقته الخاصة، كما أحيا العديد من المعالم الدينية في المدينة المنكوبة وأقام مدرسة وسوقين وهب عليهما.
  • كما أنشأ مصانع لجمع مياه الأمطار عن طريق بناء الغلايات والآبار وعلب الري والعديد من أباريق الري، كما بنى عدة قناطر كان من السهل المرور من خلالها، كما اشتهر بنفوره من الإسراف والرفاهية ومحاربته لها وجعل من نفسه نموذجاً يحتذى به وكانت تلك الرفاهية شبه ممنوعة في عهده إذ لم يكن يتاجر في السكة الحديد ورأى في ذلك غشاً.

المصدر: مشاهير السياسة، علي محمدموسوعة القادة السياسيين، عبدالفتاح ابو عيشة قيم القادة السياسيين وأثرها في القرار السياسي، انتصار سبكيالحكام العرب في مذكرات الزعماء و القادة السياسيين، مجدي كامل


شارك المقالة: