طريق الملك عبد العزيز إلى الحكم واستعادة الرياض

اقرأ في هذا المقال


منذ قيام الدولة السعودية استلم الحكم فيها الكثير من الملوك، كان أولهم الملك عبد العزيز حيث دامت مدة حكمه للبلاد (٢١) عاماً، ثم تلاه في الحكم أبنائه واستمر ذلك إلى هذا اليوم.

الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود:

مؤسس الدولة السعودية الحديثة وهو أول ملوكها، والحاكم رقم أربعة عشر من آل سعود، ولد في الرياض، انتقل إلى قطر هو وعائلته عندما بلغ عمره خمسة عشر عاماً، ثم بعد ذلك انتقل إلى البحرين ثم إلى الكويت، وذلك بأمر من الدولة العثمانية.

نشأة الملك عبدالعزيز آل سعود:

ولد في عام (١٢٩٣ هجري/ ١٨٦٧ ميلادي)، في الرياض في وسط الجزيرة العربية في منطقة نجد، وعندما بلغ عمر السابعة قام والده بوضعه عند القاضي عبدالله الخرجي ليقوم بتعليمة القرآن الكريم، وعندما بلغ عمر العاشرة تعلم التوحيد والفقه، حيث كان والده حريصاً على تعليمه الفروسية وكان الملك عبد العزيز يتمتع بالذكاء الشديد منذ الصغر.

طريق الملك عبد العزيز إلى الحكم:

توجّه الإمام عبد الرحمن بن فيصل إلى البادية بعد أن قام محمد بن عبدالله الرشيد بهزيمة آل سعود وسيطرته على الرياض الموافق (١٣٠٩ هجري/ ١٨٩١ ميلادي)، وعندما صار في وسط الصحراء، شعر أنّ القبائل القريبة من الرياض، كانت في خوف من ابن رشيد، في ذلك الوقت كان عبدالله ينتظر الرد من الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (إمام البحرين)، أن يسمح له ترك أسرته لديه.

كان الملك عبد العزيز ينتظر الرد في صحراء شرق الجزيرة العربية، حيث جاءت الموافقة على الإقامة في أي منطقة يريدها من المناطق الخاضعة للحكم العثماني، ولكن عبد الرحمن صمم على طلبه الإقامة في الكويت بعد أن تم رفضه، بعد ذلك قام في إرسال طلب إلى الدولة العثمانية، بموجبه السماح له بالإقامة في الكويت، جاء الرد على طلبه بالموافقة، وقامت بفرض مساعدة شهرية له أثناء إقامته.

كان سبب اختياره الكويت هو أنها المكان الأنسب لمراقبة الأحداث السياسية في منطقة نجد والأماكن المجاوره لها، حيث كانت الكويت تحت حكم آمارة محمد الصباح في ذلك الوقت، في أثناء إقامة الإمام عبد الرحمن وابنه عبد العزيز في الكويت، حيث كانا يراقبان الاوضاع من حولهم، ومعرفة ما يدور في نجد من خلال القادمين منها.

كان عبد العزيز مستعداً لخوض ذلك الصراع، وقد زاد تشجيع عبد العزيز بعد وصول مناشدات للإمام عبدالرحمن من أتباعه، في نجد، يطلبون منه القدوم إليهم، حيث كان الإمام يقيم في بيت العامر فمكث فيه طيلة مدة بقائه في الكويت.

كات لعبد العزيز شقيقة تكبره عام واحد، حيث ارتبطت به ارتباطاً قوياً، كانت ترافقه عند خروج الإمام عبد الرحمن، لعبت دوراً مهماً في تشجيع عبد العزيز على استعادة الرياض.

استعادة الرياض:

وفي ربيع الملك عبد العزيز الخامس والعشرون وكان ذلك في عام (١٩٠٠) ميلادي، قام عبد العزيز الطلب من والده الإمام عبد الرحمن السماح له باستعادة حكم دولته، وقد كان رد والده على ذلك الطلب هو عدم السماح له بذلك؛ خوفاً عليه من عدواة ابن رشيد الذي كان أكثر قوة منه، وبعد المحاولات نجح عبد العزيز في إقناع والده، وفي عام (١٣١٩ هجري/ ١٩٠١ ميلادي)، قام بصحبة ستين رجلآ لاستعادة الرياض، حيث كان منهم عشرة رجال من أسرة آل سعود.

بعد فترة من الزمن واصل عبد العزيز ورفاقهُ السير المستمر، حتى وصلوا”الشقيب” هي إحدى ضواحي الرياض، قام عبد العزيز في عام ١٩٠٢ ميلادي بوضع استراتيجية للهجوم، حيث قام بتقسيم قوّاته إلى ثلاث مجموعات وهي:

المجموعة الأولى:

مجموعة من الأشخاص يشكلون قوة احتياطية، مكونة من(20) رجلاً، مكانها مسافة قريبة من الرياض، توجد عند الإبل، يبقون مكانهم إلى أن يصلهم رسول من قبل عبد العزيز للالتحاق به، بحيث يخبرهم في استطاعته الاستيلاء على البلده، وإذ لم يصلهم الرسول فعليهم أن ينجوا بأنفسهم لأن عبد العزيز قد هزم وتم قتله.

المجموعة الثانية:

تتكون من(٣٠) رجلاً، مكانها إحدى الأماكن بقيادة أخيه، محمد بن عبد الرحمن، خارج حدود الرياض، تبقى مكانها حتى تصلها التحركات من عبد العزيز، وكانت وظفيتها حماية المجموعة الثانية.

المجموعة الثالثة:

تتكون من(١٠) رجال، هي مسقط الرأس للجيش، بزعامة الأمير عبد العزيز، وكان سبب نجاح دخول المدينة في الليل هو عددها البسيط، حيث تمكنت من صعود السور في الليل، وتمكنوا من الدخول إلى بيت عجلان، ولكنهم لم يجدوه فيه، وبعد ذلك أخبرتهم زوجته بأنه لا ينام في بيته وذلك بسبب عدم اطمئنانهُ من الأوضاع المحيطة به، بعد ذلك قام عبد العزيز بنصب فخ له منتظره حتى يأتي، وفي أثناء ذلك قام عبد العزيز بالإرسال إلى المجموعة الثانية ليقوموا في الانضمام لهم.

جاء الصباح في الموافق (١٩٠٢) ميلادي، حيث قام عجلان بالخروج من القصر بعد شروق الشمس، وكان معه عدد من الرجال، وفي ذلك الأثناء قام عبد العزيز في إطلاق النار عليه، ولكنه لم يتم قتله، ثم بدأوا الآخرين بإطلاق الرصاص عليه، وقد تمكن عجلان من الدخول إلى القصر، فتصدى لعبد العزيز ورجاله حامية القصر، وكانوا يطلقون الرصاص عليهم.

تمكنوا رجال عبد العزيز من دخول القصر، ممّا أدى إلى استسلام الحامية، وبعد ذلك تمكن عبد العزيز من استعادة الحكم في الرياض، وتم النداء إن الحكم لله ثم لعبد العزيز آل سعود.

بعد نجاح عبد العزيز في استعادة الرياض، كان هذا المنطلق الفعلي لتكوين الدولة السعودية المعاصرة، وبعدها بدأت عملية توحيد المناطق التي كانت تابعة للدولة السعودية، في كيان دولة سعودية حديثة، كانت هذه المحاولة صعبه جداً، ونجاحها كان غير متوقع، لذلك وصفها العديد من الكتاب بأنها من أروع القصص البطولية.


شارك المقالة: