يعد الملك جلجامش بأنّه أحد أبطال أساطير بلاد ما بين النهرين القديمة وبطل ملحمة جلجامش، وهي أحد القصائد الملحمية التي تم كتابتها باللغة الأكادية، وكان حاكم مدينة أوروك السومرية، تم ذكر حكايات جلجامش الأسطورية في خمس قصائد سومرية باقية، وتم كتابة قصيدة خامسة سيئة والتي كتبت عن موته وجنازته.
الملك جلجامش
خلال العصور البابلية تم سرد هذه القصص، وتعد الملحمة الأكادية القياسية لجلجامش قد ألفها سان ليقي اونيني، وفي عام 1600 قبل الميلاد وعندما بدأ العصر البابلي الأوسط تم العثور على مصادر تخص الملحمة، جلجامش هو نصف إله ذو قوة خارقة يصادق الرجل البري انكيدو، يقودون عدد من الرحلات، ومن أشهرها هزيمة همبابا وثور السماء والذي أرسل لمهاجمتهم عشتار، بعد أنّ رفض جلجامش عرضها بأن يصبح رفيقها، بعد وفاة انكيدو وحسب اعتقاده أنّه توفى بسبب مرض أرسلته الآلهة عقاب، يخاف جلجامش من موته ويزور الحكيم أوتنابشتم، الناجي من الطوفان العظيم، فشل جلجامش عدة مرات في المحاكمات المعروضة عليه وعاد إلى منزله في أوروك.
اتفق معظم العلماء على أنّ ملحمة جلجامش كان لها تأثير كبير على الإلياذة والأوديسة وهما عبارة عن قصيدتين ملحمتان وتم كتابتها باللغة اليونانية القديمة خلال القرن الثامن قبل الميلاد، تم وصف قصة ولادة كلكامش في حكاية عن طبيعة الحيوانات للكاتب اليوناني أليان، يقال أنّ جد جلجامش أبقى والدته تاحت الحراسة أخبره أنّ حفيده سوف يخلعه من الحكم وأصبحت حاملاً وألقى الحراس الطفل من فوق البرج.
في عام 1849 ميلادي تم إعادة اكتشاف ملحمة جلجامش وتم إعادة اكتشافها في القرن التاسع عشر ميلادي، أثارت جدلاً كبير؛ وذلك بسبب التشابه بين أجزاء منها والكتاب المقدس العبري، ظل جلجامش غير معروف حتى منتصف القرن العشرين، وعند نهاية القرن العشرين أصبح من أهم الشخصيات، يعد اسم جلجامش هو استعارة مباشرة من الأكادية والتي تم تحويلها فيما بعد إلى جلجامش، ويعني الاسم معنى بطل.
جلجامش ملك تاريخي
يقول معظم المؤرخين أنّ جلجامش كان ملك في مدينة أوروك السومرية، وفي 2900 قبل الميلاد والذي ربما حكم في وقت ما خلال الجزء الأول من فترة الأسرات المبكرة، وتم إعطاء تواريخ محددة لحياة جلجامش ولكن تم الاتفاق في عام 2800 قبل الميلاد تم اكتشاف نقش ربما يخص مسؤول معاصر في عهد كلكامش، جلجامش هو الذي اختاره أوتو، وتم ذكره في نقش تومال، وهو نص تاريخي مؤلف من أربعة وثلاثين.
كما يرتبط جلجامش بالملك إن مباراجسي ملك كيش ويعد شخصية تاريخية كان يعيش بالقرب من حياة جلجامش، بالإضافة إلى ذلك تم إدراجه كواحد من ملوك أوروك من قبل قائمة الملوك السومريين، في نهاية فترة الأسرات المبكرة كان جلجامش يتم عبادته كأنه آلهة وانتشرت عبادته في جميع أراضي سومر، في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد اختار ملك أوروك أوتو هنغال جلجامش راعي لهم.
حكم الملك جلجامش
في عام 2004 قبل الميلاد كانت ملوك سلالة أور الثالثة مغرمين بجلجامش، في عام 1982 قبل الميلاد أعلن نفسه ابن لوغ الباندا وينسون وشقيق جلجامش، هناك عدد من القصص التي تحدثت عن كلكامش وبعضها كان مستمد من الحياة الحقيقية لشخصيات تاريخية أخرى مثل كوديا وكانت الأسرة الثانية التي حاكم لكش في عام 2124 قبل الميلاد صلاة مكتوبة على ألواح من الطين تخاطب جلجامش كقاضي الموتى في العالم السفلي.
خلال تلك الفترة ظهر عدد كبير من الخرافات والأساطير حول كلكامش، ربما كان أول ظهور لجلجامش في الأدب في القصيدة السومرية جلجامش انكيدو والعالم الآخر، يبدأ بداية القصة للحديث عن الشجرة، ويقول عالم السومريين صموئيل نوح كرامر وهو يصف شجرة صفصاف أنّها عبارة عن شجرة تنمو على ضفاف نهر وتقول الإلهة إنانا بنقل الشجرة إلى حديقتها الموجودة في أوروك؛ وذلك من أجل نحتها على العرش وتنمو الشجرة وتصبح ناضجة تتحول فيما بعد إلى طائر الانزو.
وصف جلجامش وأجا ثورة جلجامش الناجحة ضد سيده أججا ملك دولة مدينة كيش ويصف كيف أنّ جلجامش وهواوا، تم هزيمة جلجامش وخادمه انكيدو وقدم لمساعدة المتطوعين المشاركين من أوروك الوحش هواوا وهو غول عينه الإله إنليل حاكم الآلهة كحارس غابة الأرز في جلجامش وثور السماء يقتل جلجامش وانكيدو ثور السماء، الذي أرسلته الإلهة إنانا لمهاجمتهم ويوجد اختلاف كبير في القصيدة عن المشهد المقابل لها في ملحمة جلجامش الأكادية اللاحقة.
في القصيدة السومرية لم تطلب إنانا تطلب من جلجامش أنّ يصبح ملازم لها كما تم في الملحمة الأكادية السابقة، بالإضافة إلى ذلك أجبرت والدها على إعطائها ثور السماء وذلك بعد تهديدها بإحياء الموتى وجعلهم يأكلون الأحياء كما فعلت في الملحمة السابقة، وتم تسمية تلك القصيدة باسم “موت جلجامش” والتي تم حفظها بشكل سيء، ولكن على ما يبدو أنّها تصف جنازة وتم بعد ذكر وضع الميت ووصوله إلى العالم السفلي، ويعتقد أنّ العلماء الحديثون الذين اختاروا اسم القصيدة قد اختاروا اسم خاطئ في تفسيرها وعنوانها.
مع بداية العصر البابلي القديم وفي عام 1831 قبل الميلاد تم نسج قصص مآثر جلجامش الأسطورية في واحدة أو عدة ملاحم طويلة، ومن أهمها ملحمة كلكامش وتعتبر تلك القصة من أهم قصص المغامرات التي خاضها جلجامش وتم ذكرها باللغة الأكادية خلال العصور البابلية الوسطى واستمرت كذلك حتى القرن السابع قبل الميلاد.
كان لملحمة جلجامش تأثير كبير على الأوديسة وتم كتابة قصيدتان ملحمتان تمت كتابتهم باللغة اليونانية القديمة في القرن الثامن قبل الميلاد ويقال أنّ الإغريق الأوائل وخلال إيقامتهم في بلاد ما بين النهرين تعرضوا للتقاليد القائمة في البلاد من خلال صلاتهم الواسعة بحضارات الشرق الأدنى القديم، وقد أدى ذلك إلى أوجه التشابه التي نراها بين ملحمة جلجامش وملاحم هوميروس، وهو كلاسيكي ألماني، ومن أهم المشاهد كان المشهد الذي تم ذكره في الجزء السادس من ملحمة جلجامش والذي يرفض فيه جلجامش تقدم عشتار وذهبت تشتكي منه أمام والدتها.
يمكننا الملاحظة أنّه في السطور الأوديسة تم ذكر الأسطر الأولية من ملحمة جلجامش، كما أنّ قصة الأوديسة تشبه كثيراً ملحمة جلجامش، حيث تم الذكر في كلا ً من جلجامش وأوديسيوس بأنّ هناك امرأة تقول بتحويل الرجال إلى حيوانات، وكما يوجد العديد من القصص والخيالات والتي تم ذكر فيها جلجامش والتي يكون أقربها للخيال.
يعد الملك جلجامش أحد الملوك الذين حكموا في العصور القديمة وكانت فترة حكمه مليئة بالأساطير والقصص الخيالية وقام خلال فترة حكمه بخوض الكثير من الصراعات وتم كتابة عدد من القصص عنه.