يعتبر أمير قطر السابق تولى الإمارة في سنة 1995، وذلك بعد أن قام بانقلاب أبيض على أباه أمير دولة قطر في ذلك الوقت خليفة بن حمد آل ثاني حتى تنازل عنه لصالح نجله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في سنة 2013.
لمحة عن حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر
تلقى تعليمه في مدارس الدولة ثم بعدها التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية وتخرج منها سنة 1971، حيث بعد ذلك التحق بالقوات المسلحة القطرية وترقى في المناصب والرتب العسكرية حتى ترقى إلى رتبة لواء وعين قائداً عاماً للقوات المسلحة.
لعب دوراً رئيسياً في تطوير القوات المسلحة وزيادة عدد أفرادها وإنشاء وحدات جديدة وتجهيزها بأحدث الأسلحة والاهتمام بتدريب الضباط والأفراد على أحدث الأساليب العسكرية المتطورة، حيث أولى اهتماماً كبيراً بالأنشطة الرياضية والشبابية من خلال المجلس الأعلى لرعاية الشباب والأندية والأجهزة الرياضية المختلفة.
في سنة 1977 أدى اليمين كولي للعهد، كما عين وزيراً للدفاع في نفس التاريخ وشغل منصب رئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب منذ إنشائه سنة 1979 حتى 1991، حيث تم إنشاء الهيئة العامة للشباب والرياض وتعيينه رئيساً لها كما شغل منصب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط.
سياسة حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر
في عهده تمت الموافقة على الدستور الدائم لدولة قطر بعد التصويت عليه وأجريت أول انتخابات للمجالس البلدية، بالإضافة إلى انتخابات غرفة تجارة وصناعة قطر، حيث فتح الطريق أمام حرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير بعد إلغاء وزارة الإعلام وتمت الاستعدادات لأول انتخابات نيابية على مستوى الدولة.
ساهم في تنمية دولة قطر في جميع المجالات الحضرية والاقتصادية والعلمية والرياضية. حيث بدأت بمعرفة التطور العمراني وتطوير البنية التحتية تحت حكمه، حيث قام بإنشاء سوق للأوراق المالية وتوسيع الاستثمارات الوطنية في مجال استغلال المعادن الطبيعية في الأرض وأوجد حيازة قطر لأكبر حقل غاز منفرد وثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم.
كما تم تشجيع التعليم جعله إجباري قانوناً من سن السابعة إلى نهاية العشرينات من العمر، وكان لديه رؤية لأهمية التعليم وتأثيره على جميع أشكال الحياة، حيث أنشأ مدينة تعليمية للتعليم العالي متكاملة من جميع النواحي لتزويد الطالب بالمناخ المناسب للتعليم المتميز.
كما أنه استقطب أفضل الجامعات العالمية مثل: جامعة فيرجينيا كومنولث وكلية كورنيل الطبية فرع قطر وجامعة تكساس إيه آند إم وجامعة كارنيجي ميلون وجامعة جورج تاون، وبعد أن تولى مقاليد السلطة عزز العلاقات مع مختلف دول العالم وأهمها الولايات المتحدة وتقع قاعدة السيلية في قطر، حيث هي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط التي ساهمت بشكل كبير في الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان.
على الرغم من انتشار الصراع العربي الإسرائيلي في العالم العربي فقد حافظ في السابق على علاقات ودية مع إسرائيل، حيث التقى وزير الخارجية الإسرائيلي، وكان هذا الاجتماع أول محاولة حقيقية من قبل أي زعيم في الخليج العربي لمتابعة الحوار مع إسرائيل.
ومع ذلك قطعت قطر العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في سنة 2009 ورداً على تصرفات إسرائيل خلال العدوان على غزة أعرب الأمير عن اعتراضه على سياسة الاستيطان الإسرائيلية وخاصة تهويد القدس.
كما كان له الفضل في حل خلافات بعض دول المنطقة داخلها وخارجها مثل إنهاء الخلاف اللبناني عندما رعى الحوار بين الأطراف اللبنانية الذي انتهى بتوقيع اتفاق الدوحة، حيث ساهم في تسوية الخلافات بين بعض الدول على غرار الخلاف بين إريتريا والسودان ودعا إلى اجتماع الدول العربية بشكل طارئ قبل الحرب الأمريكية على العراق عام 2003.
كما أدت سياسته إلى الحفاظ على علاقة جيدة مع جمهورية إيران الإسلامية على الرغم من موقف قطر الاستراتيجي من حيث الضغط الدولي على إيران، حيث كان له الفضل في حل الخلاف بين قطر والبحرين الذي استمر لأكثر من 50 سنة حول جزيرتي حوار والزبارة.
إلا أن مفاوضات الدوحة بشأن الملف اليمني بين الحوثيين والحكومة لم تتوج بالنجاح ووصلت في النهاية إلى طريق مسدود، حيث أدى إلى اندلاع الحرب اليمنية في الداخل بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في سنة 2009.
مع اندلاع ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، فقد وقف أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى جانب الثورات العربية، حيث اتخذت بلاده مواقف متقدمة في دعم دول الربيع العربي وخاصة على المستويين السياسي والاقتصادي.
