حياة الملك عبد العزيز آل سعود قبل استرداد الرياض

اقرأ في هذا المقال


مولد الملك عبد العزيز:

ولد الملك عبد العزیز بن عبد الرحمن بن فيصل بن سعود في قصر والده الذي يقع بالرياض، وقد اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ مولده، فمنهم من قال: إنه ولد عام 1876/1293 ميلادي، ومنهم من قال: إنه ولد في عام 1880/1297 ميلادي، ومنهم من قال غير ذلك، فقد يميل كثير من المؤرخين إلى القول بأنّ التاريخ الأول 1867/1293 ميلادي هو أقرب التواريخ إلى الدقة وإلى الواقع الصحيح.

نشأة الملك عبد العزيز:

نشأ الملك عبد العزيز نشأة المميزين من أقرانه من أفراد الأسرة السعودية من أبناء جيله والجيل السابق له، حيث تعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم وأصول ومبادئ العقيدة الإسلامية، كما طور العلوم التي لديه من خلال قيامه بمجالسة العلماء والاستماع إلى ما يقرأ فيها من كتب الدين والتاريخ والآداب، وفي الوقت نفسه تمكن الملك عبد العزيز في صغره من الأخذ  بالآداب العربية الإسلامية المتناقلة وتعلم الرماية وركوب الخيل والفروسية وغير ذلك من الفنون والمهارات الحربية الأخرى التي شكلت منه شخصية بارزة منذ بداية شبابه.

تطلع الملك عبد العزيز لاستعادة حكم آبائه وأجداده:

كان الملك عبد العزيز دائم التفكير والتطلع لاستعادة ملك آبائه وأجداده، وليعيد للبلاد وحدتها وأمنها واستقرارها الذي تمتعت به منذ أن قامت الدولة السعودية الأولى، التي ناصر فيها آل سعود بقيادة الإمام محمد بن سعود دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

وفي الكويت أخذ عبد العزيز بالعمل على استحضار العدة لتحقيق ذلك الهدف، وكان عبد العزيز ينظر إلى الرياض على أنها المحور الذي ينبغي أنّ يكون الانطلاقة الحقيقية منه، ولذلك وجه نظراته واهتماماته باتجاه الرياض، القاعدة الأخيرة للدولة السعودية الثانية.

وفي عام 1318 هجري عمل عبد العزيز على تنفيذ خططه التي قام بوضعها وعمل على تحویل إلى ما كان يأمل به إلى واقع، ونجح في دخول الرياض في تلك الفترة، ولكن خصمه عبد العزيز بن آل رشيد استفاد من انتصاراته الحربية في المواقع الأخرى في القصيم وما حولها، فقد استفاد من خلال تحالف بينه وبين ابن صباح وعبد الرحمن الفيصل في ترجيح كفته ومحاولة مبادرة عبد العزيز بالتوجه إليه في الرياض، التي اضطر الملك عبد العزيز إلى تركها أمام تقدم ابن رشيد بعد توجيه من والده بالخروج منها.

وعلى الرغم من قلة المدة التي بقي بها الملك عبد العزيز في الرياض إلا أنه قد استفاد منها كثيراً ؛ إذ مكنته تلك التجربة رغم قصرها من معرفة الرياض وسكانها وما كان يجري فيها، كما إنّ تلك المحاولة قد جددت الأمل في نفوس الأهالي، وبعثت فيهم شعوراً بقرب عودة الحكم السعودي، وأخيراً فإنّ نجاح الملك عبد العزيز الأولي في مغامرته الأولى، ثم اضطراره لمغادرة الرياض، لم يقطع الأمل في نفسه، بل يبدو أنه قد زاده إصرار وحماساً على تحقيق أهدافه العالية.

وفي الكويت أخذ الملك عبد العزيز يعمل على تجهيز نفسه مرة أخرى لتكرار المحاولة من جديد، وكان عليه أولاً أنّ يقنع والده بذلك، وبعد أن نجح الملك عبد العزيز في كسب تأييد والده، وحصل في الوقت نفسه على وعد بالتأييد من الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت، أنطلق عبد العزيز في مجموعة من الرجال يقدر عددهم بنحو أربعين.

وفي مطلع الثلث الأخير من شهر رمضان في عام 1319 هجري انطلق الملك عبد العزیز من واحة يبرين التي تقع جنوب الرياض، وفي ليلة الخامس من شهر شوال وصل عبد العزيز بداية الرياض بصحبة ستين رجلاً، هم الأربعون الذين خرجوا معه من الكويت وعشرون آخرون كانوا خلاصة من ما بقي معه من الأنصار الذين انضموا إليه خلال تلك الرحلة.

فبعد نجاح الملك عبد العزيز في دخوله إلى الرياض توافد أهلها وغيرهم من أهل المناطق القريبة من الرياض، وبادروا بالترحيب بالحاكم الجديد وتقديم البيعة له، ومن ثم السير خلفه في حملة التوحيد، حيث قام الملك عبد العزيز في تحصين الرياض، ثم توجه لضم المناطق المحيطة بها من الجهة الجنوبية.


شارك المقالة: