حيازة الأسلحة لغايات الدفاع والحماية من وقوع الجريمة

اقرأ في هذا المقال


يعد استخدام الأسلحة الدفاعية من قبل ضحايا الجريمة أمرًا شائعًا وفعالًا في منع إصابة الضحية وضياع الممتلكات، فالأشخاص الذين يستخدمون البنادق أثناء حوادث الجريمة هم أقل عرضة للإصابة أو فقدان الممتلكات من الأشخاص الذين يتبنون استراتيجيات مقاومة أخرى أو لا يقاومون على الإطلاق، وعادةً ما يتم إنتاج هذه التأثيرات دون إطلاق النار على المسدس ويتم إنتاجها دائمًا تقريبًا دون إصابة المجرم أو قتله، حيث فقط 24٪ من المدافعين عن السلاح يطلقون النار من البندقية (بما في ذلك الطلقات التحذيرية)، ويحاول 16٪ فقط إطلاق النار على الجاني وعلى الأكثر 8 ٪ جرح الجاني.

ارتكاب الجريمة ومقاومة الضحية

لا يُغضب استخدام الضحايا الدفاعي للأسلحة مطلقًا أو يدفعهم بأي شكل آخر إلى مهاجمة وإصابة الضحايا المقاومين، ومن النادر جدًا أن يتبع استخدام مسدس الضحية إصابة الضحية، وكان من الممكن أن تحدث بعض هذه الإصابات القليلة على أي حال بغض النظر عن مقاومة الضحية، وعلى أي حال فمن الواضح أنّه بغض النظر عما إذا كان استخدام المسدس الضحية يثير أحيانًا عدوان الجاني، فإنّ التأثير الصافي لاستخدام بندقية الضحية هو تقليل احتمالية أن يؤذي الجاني الضحية.

إذا أخذ المرء في الاعتبار بعض المخاطر الكبيرة، وذلك عندما يواجه الضحية مجرمين مسلحين أو عندما يفوق الضحية عددًا من قبل المجرمين أو عندما يكون الضحية أقل عددًا من المجرمين فقد يصيب بالفعل، فإنّ استخدام مسدس الضحية يبدو أنّه أكثر فعالية في منع الإصابة من معدلات الإصابة المنخفضة للغاية المقترحة بالفعل.

فوائد حيازة الأسلحة الدفاعية في منع وقوع الجريمة

كما تشير الدلائل إلى أنّ بعض المجرمين قد يمتنعون عن القيام بمحاولات إجرامية في المقام الأول بسبب احتمال استخدام الضحايا للأسلحة النارية ضدهم، فيشير المجرمون الذين تمت مقابلتهم في السجن إلى أنّهم امتنعوا عن ارتكاب جرائم لأنّهم يعتقدون أنّ الضحية المحتملة قد يكون لديها سلاح، وبالمثل تشير الأدلة القصصية إلى أنّ معدلات الجريمة قد انخفضت بشكل كبير بعد الحالات التي حظيت بدعاية كبيرة لضحايا محتملين قاموا بتسليح أنفسهم أو تدريبهم على استخدام الأسلحة أو استخدام الضحايا للبنادق ضد المجرمين.

تدعم الأدلة أيضًا الفرضية القائلة بأنّ اللصوص الأمريكيين حريصون على تجنب الإقامة، حيث يعيش الضحايا في منازلهم لأنّهم يخشون إطلاق النار عليهم، ففي حين أنّ 43٪ من عمليات السطو السكنية البريطانية تُرتكب أثناء تواجد الضحايا في منازلهم، فإنّ 9٪ فقط من عمليات السطو على المنازل تُرتكب في ظل هذه الظروف، ولا يوجد أي من هذه الأدلة قويًا أو حاسمًا بل بدلاً من ذلك يمكن للمرء أن يقول فقط إنّه يتفق مع الفرضية القائلة بأنّ المجرمين يتم ردعهم عن محاولة ارتكاب بعض الجرائم من خلال إمكانية مواجهة الضحية بمسدس.

أثر حيازة الأسلحة على معدلات الجريمة

أسفر البحث عن استخدام الضحايا للأسلحة النارية عن نتائج متسقة للغاية: فهو يقلل من احتمالية الإصابة أو فقدان الممتلكات، وبالتالي فإنّ حيازة السلاح بين الضحايا المحتملين غير المجرمين له آثار مفيدة، ومن ناحية أخرى فإنّ حيازة الأسلحة بين المجرمين لها مزيج من الآثار الضارة وغير المقصودة المفيدة، وبالتالي فإنّ التأثير الصافي لمستويات ملكية السلاح الإجمالية على معدلات العنف ليس بديهيًا على أساس البحث الذي تمت مناقشته سابقًا.

تم إجراء العشرات من الدراسات حول تأثير مستويات ملكية السلاح على معدلات الجريمة في الوحدات ذات المستوى الكلي مثل المدن والولايات، ولكن معظم الأبحاث معيبة بشكل خطير، وعلى وجه الخصوص فشلت معظم الدراسات في وضع نموذج مناسب لإمكانية وجود علاقة ثنائية الاتجاه بين معدلات العنف ومعدلات امتلاك السلاح، مما يجعل من المستحيل تفسير معنى الارتباط الإيجابي بين الاثنين، وعلى الرغم من أنّ المزيد من الأسلحة قد يؤدي إلى مزيد من الجرائم إلّا أنّ معدلات الجريمة المرتفعة قد تحفز المزيد من الناس على اقتناء أسلحة لحماية أنفسهم.

وبالمثل فإنّ معظم هذه الدراسات لم تستخدم مقاييس مستويات السلاح المعروف أنّها صالحة، فقد كان الباحثون في الواقع يقيسون شيئًا آخر غير مستويات ملكية السلاح، مما يجعل من المستحيل عليهم تقييم تأثير مستويات السلاح، ولم يجد معظم هذا البحث أي تأثير لمستويات البندقية على معدلات السرقة أو الاعتداء المشدد، ومن ناحية أخرى فإنّ الأدلة على معدلات جرائم القتل أكثر تباينًا على الرغم من أنّ الدراسات التي استخدمت مقاييس مصدق عليها لملكية السلاح والتي تناولت العلاقة السببية ثنائية الاتجاه المحتملة لم تجد في الغالب أي تأثير صافٍ لمستويات السلاح على معدلات القتل.

المصدر: رؤوف عبيد، أصول علمي الإجرام والعقاب (دار النهضة العربية، القاهرة 1985).إيناس محمد راضي (19-9-2015)، "الجريمة"، University of Babylon ، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2017.أ. د. محمد جبر الألفي (20-10-2016)، "ماهية الجريمة الجنائية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2017.سعد الراشد (27-1-2015)، "أسباب الجريمة وطرق مكافحتها"، الجماهير، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2017.


شارك المقالة: