تنتشر الكثير من الخرافات في المجتمع العراقي، حيث نقلها لهم الأجداد ولا تزال فئة كبيرة تتأثر بها وتصدقها، فالخرزة الزرقاء تقي من عيون الحساد، وكما أن تعليق حدوة حصان على مدخل المنزل يأتي بالحظ الجيد، وصوت نعيق الغربان يوحي بالخراب، وغير ذلك من خرافات شكلت جزءًا من المعتقدات الشعبية العراقية.
أشهر الخرافات في المجتمع العراقي:
طاسة الرجة أو الخضة:
“طاسة الرجة” أو الرعشة، أو الخضّة أو الرعبة كما هي معروفة في البلاد العربية، وطاسة الرجة عبارة عن طبق صغير من المعدن، يوضع بعض الماء فيه، وبعض المكسرات مثل الزبيب، ويتم وضع الطبق في الليل معرضًا لضوء القمر، وفي الصباح قبل شروق الشمس يشربه من يعتقد أنه مصاب بالرعب أو الخوف على الريق، هذه الوصفة يتبعها الكثيرون، رغم أنهم لا يحصلون على أي نتيجة سوى السخرية غالبًا، ولكنهم يجدون أنفسهم مرغمين على اتباع هذه الوصفة الخرافية، رغم أنهم يعرفون جيدًا أنها ماهي إلا محض خرافة.
رغيف الخبز وإبريق الماء:
رغيف خبز وإبريق الماء خرافة تشيع كثيرًا بين الأمهات اللواتي يعانين من بكاء أطفالهن المستمر، فيلجأن إلى هذه الخرافة التي تقدمها الأمهات وكبار السن، فتقوم بوضع رغيف من الخبز وإبريق من الماء فوق رأس الطفل في أثناء نومه؛ وتفسير هذا المعتقد لكي تطعم الذين يحرسون الطفل، وبذلك يبعدون عنه الشر، وعلى الرغم أن هذه النصيحة لا تؤتي أُكلها، إلا أن الأمهات يستمررن في وضع الخبز والماء فوق رؤوس الأطفال أثناء النوم، ولا يتوقفن عن ممارسة هذه الخرافة، بل ويكررنها مع جميع أبنائهن.
بودرة العفريت:
بودرة العفريت من الخرافات التي تتنازل عنها الكثير من النساء العراقيات، إذ يستخدمن البخور والشبة وبودرة العفريت وعرق الحلاوة وشرش الزلوع، والتي لا يخلو منها بيت؛ وذلك لطرد الحسد والعين والشر، فعلى الرغم من العلم أنها خرافات، غير أن النساء وجدن أمهاتهن يستخدمنها، فاتبعن طرقهن وأساليبهن لطرد الأرواح الشريرة والحسد، وهذه الأمور مسلّم بها ولا يمكن الإقلاع عنها؛ لأنها تنتقل من جيل إلى جيل وليست وليدة اللحظة، ولا يمكن أن تكون مبتكرة، فهي قديمة وموروثة، رغم ما فيها من مغالطات، ورغم ما قد تحمله من انعكاسات.
الخرزة الزرقاء والملابس الحمراء:
الخرزة الزرقاء والملابس الحمراء خرافة تحاصر أبناء هذا الجيل من كل مكان، فحين تتعثر أمور الحياة تعزو الأمهات ذلك للعين والطق والنق؛ أي الحسد، ولا يترددن لحظة عن تعليق الخرزة الزرقاء في صدورأبنائهن أو في البيت، وكذلك رش البيت بماء الورد، أو تعليق حدوة الحصان على مدخل الغرف، وأما أرتداء الملابس الحمراء فهي خرافة تشيع عند إصابة أحدهم بالحصبة، إذ تلجأ الأم إلى إلباس طفلها المصاب ملابس حمراء، ولا يوجد تفسير منطقي لهذه الخرافة بالتأكيد.
مضغ العلكة” اللبان” ليلًا وشرب الماء من كأس مشروخة:
الخرافة تنهى عن شرب الماء من كأس مشروخة بناء على تحذيرات الأمهات وكبار السن، وكذلك لا تُمضغ العلكة «اللبان» ليلًا، وتفسير هاتين الخرافتين غير معروف فهما لا أصل لهما سوى الخوف من المجهول حسب تعبير من يعتقدون بهما.
