خصائص الاستعمار الثقافي ووسائله

الاستعمار الثقافي:

يحتاج الاستعمار الثقافي لوقت طويل جداً من أجل تحقيق أهدافه الرئيسية، التي تهدف إلى تعطيل عمل التفكير من الجانب الإيجابي، عكس الغزو العسكري الذي يهدف إلى احتلال الأرض.

خصائص الاستعمار الثقافي:

1- يستمد الاستعمار الثقافي قوته من آليات الثقافات الداخلية.

2- يفقد الاستعمار الثقافي المقبلين عليه أمر الاستعداد، مما يوقعهم في مخاطره بسهولة، ويتفادى جميع أسباب المقاومة والدفاع التي يمكن أن يتعرض لها.

3- يجد الاستعمار الثقافي أنصاراً وأتباعاً لا يملون عن التعاون معه، إما عن طريق الانخداع به أو خيانتهم لأمتهم.

4- يعتبر الاستعمار الثقافي أمر يسير وقليل التكلفة مع أن نتائجه أبعد مدى من الغزو العسكري، فالغزو الثقافي تبقى نتائجه في تقاليد وثقافات شعوب كثيرة.

وسائل الاستعمار الثقافي:

وسائل الاستعمار الثقافي ذات طابع خادع وملازمة بالشهوات، والاستجابة إليه أشمل وأسهل من عملية الغزو العسكري الذي تعد وسائله منفرة.

يملك الاستعمار الثقافي الكثير من الوسائل والأسلحة المختلفة من كتب وقنوات صحفية، وصحف ومجلات وغير ذلك من الأسلحة الأخرى، ذلك لأن الاستعمار في العصر الحديث قد غير من أساليبه القديمة لما أدركه من فشلها وعدم فاعليتها، ومحاربة الشعوب واستماتتها في الدفاع عن دينها وأوطانها ومقدراتها وتراثها، حيث أن الأخذ بالقوة، وعن طريق العنف والإرهاب مما تكرهه النفوس لا سيما بعد انتشار الوعي بين الناس.

ومن أبرز خصائص الاستعمار الثقافي، أنها تدافع عن حقوق الشعوب وترفض الاستعمار عن طريق القوة وأن لأهل كل قطر حقهم الطبيعي في سيادتهم على أرضهم، وتسيير كافة شؤونهم حسب ميولهم ومعتقداتهم.

عمل الاستعمار الثقافي على تغيير كافة الأمور الثقافية التي عرفت امتداداً عبر البلدان والأوطان من خلال وسائل الاتصال المختلفة كشبكات الإنترنت، والأقمار الصناعية والفضائيات والتكنولوجيا وغيرها، مما أدى إلى نزع روابط الفرد مع ثقافة مجتمعه وتراثه الذي هو حصيلة جهد بشري متواصل حافظت فيه الشعوب على خصوصيتها وهويتها المتفردة طوال قرون عديدة.

أهم الأمور التي تساعد على نشر الاستعمار الثقافي:

كذلك تعد الشركات المتعددة الجنسيات من أهم الأمور التي تساعد على نشر الاستعمار الثقافي، بالإضافة إلى شبكات الإنترنت والمواقع الفضائية وهما الوسائل الأخطر والأكثر انتشاراً، لما تنشره من برامج متنوعة وبعض من المشاهد والمغامرات بهدف تلقين ثقافات منحرفة لفئات الشباب بعيدة عن الأخلاق والقيم والثوابت الدينية والاجتماعية.