خصائص الرأي العام في الخدمة الاجتماعية

حاول كثير من دارسي ظاهرة الرأي العام وضع خصائص كاملة للظاهرة من واقع دراساتهم لها وأبحاثهم حولها، فيما يلي بعض من هذه الخصائص:

الرأي العام اصطلاح شامل يتضمن العديد من الآراء:

تقسيم الرأي العام لفئتين معارضة ومؤيدة يخفي في ثناياه الكثير من الآراء داخل كل فئة، فوجهات النظر والآراء اتجاه أية سياسة أو حدث غالباً ما تندرج من التأييد المطلق إلى المعارضة المطلقة، وبالتالي من الأفضل عند قياس ظاهرة الرأي العام أن توزع الآراء على جدول يعكس هذا التدرج في الرأي العام الأمر الذي يعبر بصدق على خصوصية الظاهرة.

الرأي العام يختلف في درجة العمق والقوة:

حيث هناك بعض الأمور المتعلقة بالسياسة والاقتصاد يتوقف فهمها في الغالب على بعض المتخصصين في تلك الأمور الذين يكونون بشأنها رأياً متعمقاً مبنياً على الدراسة والفهم بينهما غالبية المواطنين لا يعيرون نفس المسائل ذات الاهتمام وبالتالي فرأيهم عادة ما يكون عابراً ومن ثم فأي تعديل يحدث على هذه القضايا لا يثير فيهم إلا انتباهاً طفيفاً.
ولذلك يمكن القول أن الرأي العام يختلف في درجة ثباته واستمراريته فالبعض يشكل رأيه بناء على معلومات قليلة جديدة، بينما البعض الآخر يبني آراءه بناء على معلومات وافره ومن ثم فآراءه تكون أكثر رسوخاً وأقل قابلية للتغيير.

الرأي العام ظاهرة متغيرة:

تمثل الانتقال من حالة إلى حالة فالجماهير عادة تكون شديدة الحساسية خصوصاً بالنسبة للأحداث الهامة وبالتالي فآراؤهما تكون متذبذبة اتجاه الأحداث الجسمية وخصوصاً تلك التي تمس مصالحها بطريقة مباشرة، ولذا يمكن القول أن الرأي العام يظل ساكناً حتى ظهور مشكلة تهدد مصالح الجماعة يترتب عليها ظهور الرأي العام بوضوح وقد يكتنفه التعبير العنيف أيضاً.

الرأي العام سهل التبلور:

بالنسبة للأهداف التي تتطلع إليها الجماهير إلا أن الوسائل المقترحة أو المطروحة لانجاز تلك الأهداف عادة ما تثير جدلاً وخلافاً وبالتالي ليس من السهل تبلور رأي عام حولها.

يتشكل الرأي العام بواسطة الزعماء القادة:

وذلك نظراً لسيطرتهم على وسائل الإعلام مما يتيح لهم فرصة تعبئة مشاعر وتطلعات الجماهير في المسار الذي يرغبونه.

ويمكن بلورة الخصائص العامة للرأي العام تتحدد فيما يلي، يظل الرأي العام هادئاً حتى تظهر مسألة للجماعة، والقضية تحدث تخالف بين رغبات الجماعة وبين جهة من الجهات، ويتقلب الرأي الرأي العام بسرعة ويتأثر بالأحداث اليومية أكثر من أي شيء آخر، ولا يظل الرأي العام منفعلاً لمدة طويلة، إلا إذا شعر الناس أن مصالحهم الذاتية معرضة للخطر أو جاءت الأحداث مؤيدة للأقوال، ويتميز الرأي العام بحساسية شديدة للأحداث الهامة.