خصائص ومحددات الثقافة

اقرأ في هذا المقال


خصائص ومحددات الثقافة:

يتميز الإنسان بإمكانيته في الحصول على الثقافة، وهذه أهم المميزات التي تنفرد به عن غيره من الناس، فهي مركبة ومتكاملة، وهي تمتلك خاصية إنسانية اجتماعية تستمر وتتغير، ومكتسبة وتراكمية، كما أن لكل مجتمع ثقافة تميزه عن غيره من المجتمعات التي يتصف بها ويعيش فيها، ولكل ثقافة مميزاتها وخصائصها ومقوماتها المادية التي تتألف من طرائق المعيشة والأدوات التي يستخدمها أفراد المجتمع في قضاء حوائجهم والأساليب التي يضعونها استخدام هذه الأدوات.

كما أن مصطلح الثقافة شهد انتشاراً كبيراً واستخداماً متعدداً وتقدماً وتطوراً، كما أن كلمة الثقافة هي من أكثر المصطلحات التي شهدت انتشاراً واستخداماً وازدهاراً، وليس هناك مفهوم أكثر تداولاً من مفهوم الثقافة، ومن خصائصها:

الثقافة مكتسبة:

الثقافة خاصية يرثها الإنسان كما يرث لون عينيه أو بشرته، بل يكتسبها بطرق متعددة كالتعلم والتنشئة الاجتماعية، أو عرضية من الأفراد الذين يتفاعلون معها ويعيشون حولها، كذلك الثقافة تلازم الإنسان منذ والدته كأسرته وأقرانه وغيرهم من الذين يخالطهم، فالثقافة نتاج اجتماعي وإنساني، كذلك لا وجود للثقافة من دون إنسان.


كذلك المجتمعات من أهم خصائصها أنها دائمة التغير، فالتغير قانون تخضع له جميع الظواهر، فقد تلتغي الثقافة إذا تزعزع أمر المجتمع الذي أنتجها في جماعة معينة فهي تنتقل انتقالية، الثقافة تراث اجتماعي يتعلمها ويتمثلها الفرد بصفته عضواً من جيل إلى جيل بواسطة عملية التنشئة الاجتماعية، ومن مجتمع إلى آخر بواسطة عملية التثاقف.

وعليه، فالثقافة تتغير وتتطور بشكل كبير جداً، ذلك أن كل مجتمع من المجتمعات يعمل على زيادة عملية الإضافة إلى الموروث الثقافي، ذلك من خلال التعليم والتجربة، وتسمى هذه العملية التراكم الثقافي، والعناصر الثقافية المتراكمة تعمل وتستمر في صور كثيرة طالما استمرت الوظيفة التي تؤديها في المجتمع.

الثقافة تراكمية:

وهذا يعني أن الثقافة تمتلك طابع زمن تراكمي يزداد عبر الزمن، فهي تنتقل من فئة إلى فئة الذي يليه، بحيث تبدأ الفئة التالية من حيث انتهت الفئة التي قبلها، وهذا ما يساعد على ظهور أنساق وأنماط ثقافية جديدة.

الثقافة أداة لتكيف الفرد بالمجتمع:

الثقافة تكاملية:

تعد الثقافة الأداة التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يتكيف ويتعايش مج مجتمعه، وتزيد أيضا تقدم وذلك بسرعة مع التغيرات التي تطرأ على بيئته.

الثقافة ذات أسلوب تكاملي، وهي متجزئة حيث تتكون من عناصر وصفات مادية ومنها ما يختص بالفكر؛ ذلك لأنها تتجمع مع بعضها في نمط وأنماط ثقافية تتماسك وتتكامل مع بعضها نتيجة استخدام بعض العناصر التجريدية التي يطلق عليها اسم موضوعات أساسية أو تشكيلات.

الثقافة واقعية:

أعّد كثير من الباحثين الحقائق الثقافية كالحقائق الاجتماعية وبالتالي، فإنه من المستحب النظر إليها كأشياء من الواقع مستقلة التي تتعلق بوجود أفراد معينين. وعليه، يمكن دراستها كأشياء مدركة موضوعياً.

وتؤثر الظواهر الثقافية بعضها ببعض، كما تؤثر في السلوك الاجتماعي للأفراد في المجتمع وهي تخضع للقواعد الاجتماعية.

الثقافة استمرارية:

الثقافة حقيقة ظاهرية تنبع من وجود الأفراد ورضاهم عنها، وتمسكهم بها، ونقلها إلى الأجيال أو لفرد معين، فهي التي تموت بموت الفرد، لأنها ملك جماع الالحقة، فهي بذلك ليست ملكا وتراث يرثه جميع الأشخاص المجتمع كما أنه الذي يمكن القضاء على ثقافة ما إلا بالقضاء على جميع أفراد المجتمع الذي يتبعها، أو تذويب تلك الجماعة التي تمارس تلك الثقافة بجماعة أكبر أو أقوى. والتي تفنى الثقافة إلا إذا انقرض المجتمع الذي يمارسها، سواء بالقوة أو الحرب أو السيطرة أو بظهور ثقافة جديدة من منطلق عقائدي جديد قوي ومسيطر وهذا أمر يصعب تنفيذه على أرض الواقع.

الثقافة إنسانية:

الثقافة حقيقة تختص بالإنسان فقط لأنها لها إنتاج فكري، والإنسان يمتاز عن باقي الكائنات بقدرته العقلية وإمكاناته الإبداعية، والذي يشارك الإنسان في هذه الظاهرة “الثقافة” أي من المخلوقات الحية فتقدم الإنسان من المرحلة الرعوية إلى المرحلة الزراعية فالمرحلة الصناعية، وتعلم من الذين سبقوه وهو بدوره سينقلها إلى الأجيال القادمة؛ لأن الثقافة التي هي من صنع الإنسان التي لا تنتقل إلا من خلال الإنسان نفسه.

إنها أفكار وأعمال، ومن مميزات الثقافة أيضاً سواء نظرنا إلى الثقافة كأجزاء أو اخترعها الإنسان لسد حاجاته الأولية والثانوية، وتتنوع الثقافات في مضمونها وتختلف إلى مستوى التناقض أحياناً، فالشيء الذي يعتبره مجتمع ما فضيلة هو رذيلة وربما جريمة في ثقافة أخرى. ويعود التباين بين الثقافات إلى عوامل موضوعية مثل البيئة الجغرافية وطبيعة الاتصال والتعاون، وحجم الجماعة الإنسانية.



شارك المقالة: