اقرأ في هذا المقال
في عام (610)م خلال الحرب البيزنطيّة الساسانية في (602-628)، أصبح هرقل إمبراطور الإمبراطوريّة البيزنطيّة، بعد الإطاحة بفوكاس، وفي الوقت نفسه، غزت الإمبراطوريّة الساسانيّة بلاد ما بين النهرين وفي عام (611) اجتاحوا سوريا ودخلوا الأناضول، مُحتلين قيصريّة مازاكا (الآن قيصري، تركيا).
في عام (612)، تمكن هرقل من طرد الفرس من الأناضول لكنه هزم بشكل حاسم في عام (613) عندما شن هجومًا كبيرًا في سوريا ضد الفرس، على مدى العقد التالي، تمكن الفرس من غزو فلسطين ومصر، في هذه الأثناء، استعد هرقل لهجوم مضاد وأعاد بناء جيشه.
في (622)م، شن هرقل أخيرًا هجومه، بعد انتصاراته الساحقة على الفرس وحلفائهم في القوقاز وأرمينيا، شن هرقل هجومًا شتويًا ضد الفرس في بلاد ما بين النهرين في (627)، وحقق انتصارًا حاسمًا في معركة نينوي، ممّا هدد العاصمة الفارسية قطسيفون.
ونظرًا لسلسلة الكوارث، تمت الإطاحة بخسرو الثاني وقتله في انقلاب بقيادة ابنه كافاد الثاني، الذي رفع دعوى على الفور من أجل السلام ووافق على الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة في الإمبراطورية البيزنطية، أعاد هرقل الصليب الحقيقي إلى القدس بحفل مهيب في (629).
وفي الوقت نفسه ، كان هناك تطور سياسي سريع في شبه الجزيرة العربية، حيث كان رسالة سيدنا محمد تنتشر، وبحلول عام (630)م ، نجح في ضم مُعظم شبه الجزيرة العربية تحت سلطة سياسية واحدة، عندما توفي سيدنا محمد في يونيو (632)، تمّ اختيار أبو بكر الصديق كخليفة للمسلمين.
ظهرت المشاكل بعد فترة وجيزة من خلافة أبو بكر الصديق، وتمردت العديد من القبائل العربية علنًا ضد أبو بكر، الذي أعلن الحرب ضد المتمردين، في ما أصبح يُعرف بإسم حروب الردة في (632-633)، تمكن أبو بكر من هزيمة خصومه وتوحيد شبه الجزيرة العربية تحت السلطة المركزيّة للخليفة في المدينة المنورة.
بمجرد أنّ تمّ إخضاع المتمردين، بدأ أبو بكر الفتوحات بدءًا بالعراق، أرسل الجنرال اللامع خالد بن الوليد، فتح العراق في سلسلة من الحملات الناجحة ضد الفرس الساسانيين، نمت ثقة أبو بكر، وبمجرد أنّ أقام خالد معقله في العراق، وجّه أبو بكر دعوة لحمل السلاح لفتح سوريا في فبراير (634).
كان الفتح الإسلامي لسوريا مجموعة من العمليات الحربيّة المنظمة بشكل جيد، والتي استخدمت السياسة، بدلاً من القوة، للتعامل مع الإجراءات الدفاعية البيزنطية، ومع ذلك سرعان ما أثبتت الجيوش المسلمة أنها يجب أن تكون أكثر من أجل أنّ تتعامل مع الرد البيزنطي، ودعا قادتها إلى تعزيزات جديدة.
تمّ إرسال خالد من قبل أبو بكر من العراق إلى سوريا مع تعزيزات وقيادة الغزو، وفي يوليو (634)، هزم البيزنطيون في معركة أجنادين، سقطت دمشق في (سبتمبر 634)، تلتها معركة الفحل التي هُزمت فيها آخر حامية لفلسطين.
بعد وفاة أبو بكر عام (634)، قرر خليفته عمر بن الخطاب مواصلة توسع الخلافة في عمق سوريا، على الرغم من نجاح الحملات السابقة بقيادة خالد بن الوليد، تمّ تغيره بأبو عبيدة بعد تأمين جنوب فلسطين، تقدمت القوات المسلمة الآن في طريق التجارة، وسقطت طبريا وبعلبك دون الكثير من النضال وتمّ فتح Emesa في وقت مبكر من (636) ثم واصل المسلمون فتوحاتهم عبر بلاد الشام.