يعتبر دبيس بن صدقة خامس أمراء العراق وحاكم الحلة المزيدية ولد في سنة 1070 ومات سنة 1135 والده هو صدقة بن منصور، حيث كان كريماً لديه علم بالأدب والشعر وكان قادراً على أن ينجح في خلافة الإمام المسترشد بالله وسيطر على معظم بلاد العراق وهو من بيت كبير.
دبيس بن صدقة
في سنة 1121 نهب دبيس البلاد وذهب إلى بغداد ووضع خيمته أمام بيت الخلافة وذكر كيف تجول رأس أباه في الدولة وتهدد الخليفة المسترشد الله، حيث أرسله الخليفة ليهدئ أعصابه ووعده بأن يوفق بينه وبين السلطان محمود وعندما جاء إلى بغداد أرسل دعيبس ليوكله إليه فأمنه وكافأه حسب عادته.
أعمال دبيس بن صدقة
مسعود بن السلطان محمد كان له الموصل وأذربيجان فكتب دبيس جيوش مسعود لطلب السلطة لمسعود، حيث وعده دبيس أنه سيذهب إليه ويساعده فكان قصد دبيس التوقيع بين محمود ومسعود ليبلغ الدبيس علو المكانة كما حصل عليها أباه بسبب الخلاف بين بركيارق وأخيه محمد بن ملكشاه.
كان ذلك في سنة 1121 رد مسعود على ذلك وخاطب السلطنة وجمع جيشه وسار إلى أخيه محمود فالتقيا عند حاجز استراباده، حيث اشتد القتال بينهما وهزم مسعود وجيشه وعندما هزم مسعود اختبأ في جبل وأرسل ليطلب الأمن من أخيه محمود فوفر له الأمن.
جاء مسعود إلى أخيه محمود فأمر محمود العسكر بالخروج لاستقباله ولما التقيا عانقوا وبكوا وقد بالغ في الإحسان إلى أخيه وكان مخلصاً له وقسم جيوش أتابك مسعود على محمود فأحسن إليه، حيث دبيس بن صدقة لما علم بهزيمة مسعود شرع في إفساد البلاد ونهبها ولم يلتفت إليه محمود.
بعدها نهب جسر السلطان فركب السلطان نفسه لمقاتلته وأخذ معه ألف سفينة لعبوره وبقي معه لمدة سنة، حيث لما اقترب منه غادر ديبس الحلة ولجأ إلى إلغازي بن أرتاق صاحب ماردين ومكث معه ثم اتفق الموقف على أن ديبس سيرسل أخاه منصور كرهينة ويعود إلى الحلة ووافق على ذلك.
التقى دبيس بآق سنقر وانتصر دبيس وقتل بعضاً من جيشه وربط السلطان منصور شقيق دبيس وابنه ورفعهما إلى القلعة وأضر بدبيس ونهب البلاد وقص شعره ولبس السواد ونودي في بغداد للخروج لقتاله.
تلاقى الفريقان واقتربا من المعركة وأخرج سيفه واقترب فحمل عنتر بن أبي العسكر على يمين الخليفة وقتل أميرها، حيث هاجمه عماد الدين زنكي وأسر عنتر ثم هزم جيش دبيس وألقوا بأنفسهم في الماء فغرق الكثير منهم وأمر الخليفة بضرب رقاب الأسرى وسبي نساء الدبيس ومحظياته وعاد الخليفة إلى بغداد.
