دور الثقافة الفكرية في صناعة المجتمع:
ثلاثة مبادئ تشترك في دور الثقافة الفكرية في صناعة المجتمع، هي الفكر والثقافة والمجتمع، إذ تتواجد قدرة كبيرة للفرد في عملية وضوح المجتمع الثقافي، ولا بد من المعرفة التامة لدور الثقافة في هذا المجال، كذلك دور المجتمع في إنجاز الهدف، في البداية سنقوم بعملية التعريف والإلمام لكل محور من هذه المحاور التي تتشابك فيما بينها وتؤثر في بعضها بعض.
دور المجتمع في تشكيل العلاقات بين الأفراد:
لا بد لنا من توضيح دور المجتمع على اعتباره أمر يساهم في عملية صنع المجتمع، وهو عبارة عن مجموعات منظمة من الأفراد، إذ يقومون في تشكل النظام الثقافي للمجتمع الذي يقيمون به، وعلى هذا الأساس تتشكل شبكة العلاقات بين الأفراد ضمن المفهوم المبدئي للمجتمع الذي يشير إلى مجموعة من الشعوب يعيشون بشكل منظّم وضمن جماعات منظمة، وهذه المجتمعات تعتبر أساس ترتكز عليه دراسة مجموعة متنوعة من العلوم الاجتماعية.
وعندما نريد الوصول إلى مجموعة الأمور التي يمكننا من خلالها توفير عملية التطوير لكافة الأفراد، لا بد أن تستند عمليات التطوير على العقل للفرد، إضافة إلى مجموعة الأفكار الثقافية المتوقدة، ولا شك أن تؤثر الثقافة في أفراد آخرين من المجتمع نفسه، وعند اجتماع مجموعة من المثقفين يمكن أن يتشكل أثر ذلك تفاوت ثقافي أو رأي قد يناسب كافة أفراد المجتمع في حال كونه مناسباً ومتطابقاً مع أفكار المجتمع وأساسياته، فعلى أساس ذلك يكون للمثقف دوراً فاعلاً وربما يُسهم إلى حد كبير في صناعة المجتمع المثقف أو المتحضّر أو المتمدن، فهذه المفاهيم متقاربة من بعضها من حيث المعنى والهدف.
وبعد التعريف والتوضيح التام على مختلف المفاهيم والمفردات التي يكون لها الدور الكبير في عملية المساهمة في تطوير المجتمع، قد قامت مختلف المفاهيم في التمهيد لمنع المجتمع من الانتقال الى المدنية، إضافة إلى عملية التوضيح لكافة الظواهر والمؤشرات التابعة للمجتمعات المتخلفة، ومنها التطرف والانغلاق، ولقد كان للثقافة الفكرية الدور الكبير في منع وصول العلم الى أفراد المجتمع لأسباب تعود الى اعتماد قيم أو عادات ثقافية، وعندما نريد معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الأمر، فإننا سوف نجد تأثيرات معينة تسهم بطريقة أو أخرى في إعاقة تطور المجتمع.