دور الثقافة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية:
لا بد لنا من المعرفة التامة بأن الاهتمام الأمثل للثقافة في منتصف الثمانينات، قد عاد على هيئة عامل أساسي ومهم من أجل تفسير ظواهر التمنية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي، وقد اعتمد ذلك وبشكل رئيسي على درجة الأهمية للعامل الثقافي، وقد ظهرت مجموعة كبيرة من الدراسات في مجال تحليل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية معاً.
يرى البعض من الباحثين في مجال الثقافة التابعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، أنه من أبرز الأعمال التي ساهمت في إحياء الاهتمام بموضوع الثقافة، ولقد اعتمد مجموعة من الباحثين على عدة دراسات مختصة بثقافات معينة، وذلك من أجل البيان والتوضيح بأن الثقافة كانت عبارة عن عقبة أساسية في طريق التنمية، وقد أثار هذا الأمر مجموعة من العمليات ما بين الأشخاص الاقتصاديين والمثقفين والعاملين في حقل التنمية.
التأثير القائم على الثقافة:
لقد ركز مجموعة من الأفراد على عملية التأثير القائم على الثقافة، ذلك التأثير الذي يستند على مجموعة من الأنماط المترابطة، وبناءً على ذلك أكدت مجموعات مستقلة من المحللين الثقافيين والدارسين على أهمية القيم والمؤسسات ذات الطوابع الثقافية، التي تستند على مجموعة من المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وعملت على توضيح علاقتها بالأنظمة السياسية، وأثرها على اتخاذ القرارات الثقافية، ولكن إضافة إلى ذلك قد ظهرت أيضاً بعض الحركات التي تكون مضادة لعملية التقيد بشدة التفسيرات الثقافية.
إن السؤال المهم والمطلوب الذي يحاول كافة الباحثون الوصول إلى إجابة واضحة له هو: كيف يمكن للثقافة أن تؤثر على كافة السبل التي يستطيع من خلالها الفرد تحقيق النجاح للمجتمعات، أو كيف لها أن تفشل في عملية تحقيق التقدم في مجال التنمية الاقتصادية والديمقراطية السياسية، وكيف يمكن للإجراءات السياسية وغيرها من الإجراءات أن تغير من أو تزيل العقبات الثقافية لتسهيل التقدم.
ومن الأمر المهم والضروري للوصول إلى نتيجة وإجابة واضحة لهذه الأسئلة بطريقة واضحة، هو أن يقوم الباحثون في عملية تحديد وتعريف كافة المصطلحات التابعة للثقافة، كذلك يجب توضيح الكيفية التي تؤثر بها الثقافة على تنمية أفراد المجتمع، إذا اشتملت الثقافة على كل شيء، وعليه فإننا نعرف الثقافة بطريقة ذاتية بحتة بأنها القيم والمواقف والتوجهات، والفروض الضمنية السائدة بين الناس في مجتمع ما.